خولة العدراوي
في لحظة مؤثرة جمعت بين الألم والأمل، وجّه ياسين، أحد عناصر الوقاية المدنية، رسالة شكر وعرفان مؤثرة عبر حسابه الشخصي على موقع “فيسبوك”، عقب تماثله للشفاء من إصابة خطيرة تعرّض لها نتيجة سقوطه من أعلى خزان مائي، في حادث لا تزال تفاصيله الدقيقة قيد المتابعة.
ياسين الذي يعمل في صفوف جهاز الوقاية المدنية، كان قد نُقل في حالة حرجة إلى المستشفى، إثر تعرضه لاعتداء عنيف انتهى بسقوطه من مكان مرتفع، ما تسبب له في إصابات وصفت بالبليغة، استدعت خضوعه لفترة من العلاج والرعاية الطبية المكثفة.
وفي منشور قصير، لكنه محمّل بالكثير من الامتنان، كتب ياسين:
“سلام على الواثقين بأن الله لا يخيّب سعيهم. شكرا على رسائلكم، على اتصالاتكم، على دعمكم، وعلى دعواتكم. أحبكم في الله.”
وقد لقيت رسالته تفاعلاً واسعاً من زملائه وأصدقائه، ومن مختلف فئات المجتمع، حيث عبّر كثيرون عن سعادتهم لعودته إلى الحياة بعد المحنة، وانهالت عليه عبارات التضامن والدعاء.
الواقعة أعادت إلى الواجهة تساؤلات عدة حول ظروف عمل عناصر الوقاية المدنية، وما يواجهونه أحياناً من أخطار غير متوقعة، لا تقتصر فقط على مهام التدخل في الحرائق والفيضانات، بل تمتد في بعض الأحيان إلى الاعتداءات أو الحوادث العرضية التي تهدد سلامتهم الجسدية والنفسية.
ياسين، الذي بات يمثل رمزاً للصبر والإرادة، حوّل محنته إلى رسالة محبة، تذكّر بقيمة التضامن الإنساني في الأوقات العصيبة، وبقوة الإيمان في مواجهة الألم.
وفي الوقت الذي يواصل فيه التعافي الكامل، يظل صدى رسالته محفوراً في قلوب كل من تابع قصته، باعتبارها دليلاً على أن رجال الإنقاذ، هم بدورهم بحاجة إلى من يساندهم حين يسقطون، كما يساندون غيرهم كل يوم دون كلل أو تردد.
