إغلاق المجازر العصرية قبيل العيد يربك سوق اللحوم.. ومجزرة البلدية تنقذ الموقف

إغلاق المجازر العصرية قبيل العيد يربك سوق اللحوم.. ومجزرة البلدية تنقذ الموقف

- ‎فيإقتصاد, في الواجهة
735
0

نورالدين بازين

شهد سوق اللحوم بمدينة مراكش خلال الأسبوع الذي سبق عيد الأضحى اضطرابًا كبيرًا، بعد الإغلاق المفاجئ للمجازر العصرية، وعلى رأسها مجزرة السويهلة، وهو ما خلف حالة من الارتباك في تموين الأسواق المحلية، خاصة في ظل ارتفاع الطلب على اللحوم ومشتقاتها خلال هذه المناسبة الدينية التي تعرف ذروتها السنوية في الاستهلاك.

وقد تسبب هذا الإغلاق في خلق أزمة حقيقية، كادت أن تؤثر سلبًا على تموين المواطنين وتجار التقسيط، خصوصًا فيما يتعلق بمادة “الدوارة” التي تُعد من المكونات الأساسية في طقوس العيد الغذائية. غير أن استمرار نشاط المجزرة البلدية، رغم محدودية إمكانياتها مقارنة بالمجازر العصرية، ساهم في إنقاذ الوضع وتخفيف حدة الأزمة، حيث واصلت تزويد السوق بكميات كافية من اللحوم ومشتقاتها، في احترام تام للمعايير الصحية والإجراءات التنظيمية.

ورغم أن المجازر العصرية، وعلى رأسها مجزرة السويهلة، تتوفر على تراخيص لمزاولة نشاطها، إلا أنها تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية، وعلى رأسها قنوات الصرف الصحي، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول الجهة التي منحت هذه التراخيص دون احترام الشروط التقنية والصحية اللازمة. وفي المقابل، تم سحب الترخيص من المجزرة الجماعية التي تشتغل منذ سنوات وتُعتبر المزود الرئيسي والأكثر انتظامًا للسوق المحلي.

وفي هذا السياق، قال السيد مولاي حفيظ واضح، رئيس جمعية الاخلاص للجزارين بالمجزرة البلدية، في تصريح لجريدتنا:

“ما وقع هذا العام قبل العيد بأيام كان مفاجئًا لنا كمهنين. إغلاق المجازر العصرية، وفي مقدمتها مجزرة السويهلة، أربك السوق وزاد الضغط على المجزرة البلدية. رغم ذلك، وبفضل تضافر الجهود بين الجزارين والسلطات الصحية، تمكنا من تلبية الطلب المتزايد، خصوصًا على اللحوم ومشتقاتها كالدوارة، التي تعرف إقبالًا خاصًا في هذه المناسبة.”

وأضاف المتحدث:

“المؤسف هو أن المجازر العصرية التي أُعطيت لها الأولوية في التراخيص، لا تتوفر حتى على أبسط البنيات التحتية، وعلى رأسها قنوات الصرف الصحي، بينما تم إقصاء المجزرة الجماعية التي أثبتت جاهزيتها والتزامها بالمعايير الصحية طيلة السنة.”

وفي ختام تصريحه، نوه السيد واضح بمجهودات مدير المجزرة البلدية قائلاً:

“لا يمكننا إلا أن نُشيد بالدور المحوري الذي قام به السيد مدير المجزرة البلدية، حيث أشرف بشكل مباشر على ضمان استمرارية العمل، وتسهيل العمليات داخل المجزرة، في ظروف صعبة واستثنائية، مما ساهم في إنجاح مرحلة دقيقة بكل المقاييس.”

ويأمل المهنيون أن تُعالج هذه الاختلالات البنيوية قبل دخول فترات الذروة المقبلة، في ظل الحاجة إلى مجازر مؤهلة، تحترم المعايير الصحية، وتخضع للمراقبة الدورية، بدل مجازر عصرية بالاسم فقط، تفتقر لأبسط شروط الاشتغال وتُربك السوق في كل مناسبة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

فيديو. تجار سوق الربيع بعد إجراء القرعة يطالبون بفتح الأبواب وتمكينهم من محلاتهم٩

طارق أعراب/ تصوير: ف. الطرومبتي طالب عدد من