خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي
قنوات بدائية، روائح تزكم الأنوف، وساكنة تستغيث في صمت المسؤولين
في ظل صمت الجهات المعنية، تتصاعد أصوات الاستغاثة من قلب دواوير تابعة لجماعتي تمصلوحت وتسلطانت، وكذا بعض الأحياء الهامشية التابعة لمراكش، حيث يعيش السكان معاناة يومية بسبب ظاهرة “الوادي الحار العشوائي” التي تحولت إلى كابوس بيئي وصحي حقيقي. دوار أولاد يحيى، الذي لا يبعد كثيرًا عن المدينة الحمراء، أصبح نموذجا حيا لهذا الإهمال، حيث تُصرّف المياه العادمة في قنوات مرتجلة تحاصر الدور، وتلوث الأرض والهواء.
ورغم الشكايات المتكررة من المواطنين، ورغم تقارير إعلامية سابقة نبهت إلى خطورة الوضع، ما يزال الصمت سيد الموقف، فيما تتزايد معاناة الأسر التي تعيش تحت رحمة الروائح الكريهة، وتخشى على أطفالها من الأمراض الجلدية والتنفسية.
“ألو الوالي شوراق.. واش وصلكم خبر دوار أولاد يحيى؟ واش كاين شي مسؤول نزل يشوف بعينيه هاد الفضيحة البيئية؟”، يقول أحد سكان الدوار بأسى، مضيفا: “حنا ما كنطلبوش شي معجزة.. غير يربطونا بالشبكة بحال عباد الله”.
ويُعزى تفشي هذه الظاهرة إلى غياب التخطيط الحضري في العديد من التجزئات والدواوير، وإلى تجاهل ربط الأحياء الجديدة بشبكة التطهير السائل قبل تسليم رخص البناء، مما أدى إلى حلول بديلة بدائية تهدد سلامة البيئة وصحة المواطنين.
الوادي الحار العشوائي ليس قدرا، بل نتيجة لقرارات غائبة، ورؤية عمرانية قصيرة النظر. ويبدو أن الوقت قد حان لتدخل عاجل من السلطات الولائية، وعلى رأسها الوالي فريد شوراق، والي جهة مراكش آسفي، لإطلاق ورش تأهيل شامل لمناطق تم إقصاؤها من التنمية، وتوفير حق بسيط من حقوق المواطنة: العيش في بيئة نظيفة وصحية.