المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش تحتفي بأيام التراث من خلال سلسلة مؤتمرات دولية

المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش تحتفي بأيام التراث من خلال سلسلة مؤتمرات دولية

- ‎فيإقتصاد, في الواجهة
598
0

كلامكم

بمناسبة أيام التراث، تعزز المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش (ENAM)، التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، التزامها بالمحافظة على التراث الثقافي من خلال إطلاق سلسلة طموحة من المؤتمرات تحت عنوان “التراث والتكنولوجيا”. ينظم هذا البرنامج بشراكة رئيسية مع المجلس الجماعي لمراكش و”دداأ” (تخصصات الهندسة المعمارية)، ويقام ما بين شهري أبريل وماي 2025، في إطار دينامية لتقاسم المعارف والابتكار، منسجمة مع قيم أيام التراث: التوعية، والتربية، والعمل من أجل الصالح العام.

فمن 18 أبريل إلى 16 ماي 2024، ستُعقد خمس جلسات موضوعاتية تجمع خبراء دوليين حول هدف مركزي: الجمع بين الصيانة المبرمجة والولوج الثقافي للتراث التاريخي والمعماري. من أبرز المحطات في البرنامج:

  • التقنيات التقليدية للبناء بالتراب في المغرب، تقدمها إيمان السعيدي، المستشارة في الهندسة المعمارية التراثية، لتسليط الضوء على معارف محلية مهددة بالاندثار بسبب التحديث.

  • العصر الرقمي في خدمة التراث: ستعرض فيلا سارتوريتي وماريانا ميناسكورطا (WiseTown) الاستخدام الثوري لنظم المعلومات الجغرافية (SIG) والتوائم الرقمية في نمذجة وحماية المواقع التاريخية.

  • الترميم ما بعد الزلازل: سيتقاسم ألدو جورجيو بيرتسي، المهندس المعماري المكلف بترميم مسجد مراكش وممثل مديرية الصيانة في كييتي وبسكارا، تجارب مهمة من إعادة إعمار منطقة أبروتسو بإيطاليا، قابلة للتطبيق على التحديات المغربية.

  • المناظر المحصنة لأبروتسو: فديريكو بولفون غرانزينيغ وكلوديو ماتسانتي (جامعة كييتي وبسكارا) سيتناولان طرق الحفاظ على التراث في المناطق الجبلية، وهو موضوع ذو صلة بالمناطق الأطلسية في المغرب.

و هذه السلسلة من المؤتمرات ليست مجرد حدث أكاديمي؛ بل تمثل نهجًا استراتيجيًا للمدرسة. من خلال الشراكة مع مؤسسات مرموقة مثل جامعة كييتي-بسكارا وشركات مبتكرة مثل WiseTown، تؤكد المدرسة المغربية مكانتها على الساحة الدولية للهندسة المعمارية التراثية.

ويؤكد الدكتور عبد الغني الطيبي، مدير ENAM، والمرجع في كرسي اليونسكو ATCCDD بالمغرب، وعضو اللجنة العلمية قائلاً: “هذه المؤتمرات تجسد رؤيتنا: تكوين مهندسين معماريين قادرين على التحاور مع الماضي مع التحكم في أدوات المستقبل“. ويعد تدخل ألدو جورجيو بيرتسي، على وجه الخصوص، دراسة حالة ملموسة للطلبة، حيث توضح كيف يمكن للدروس المستفادة من الزلازل في إيطاليا أن تنير مسارات ترميم الجواهر المغربية، مثل مسجد مراكش.

و تعتمد ENAM على مقاربة عميقة:

  1. نقل المعارف التقليدية: يتم تحليل تقنيات البناء بالتراب كمكون رئيسي في العمارة المغربية، لما لها من استدامة وإمكانيات في المشاريع المعاصرة.

  2. إدماج الرقمنة: التوائم الرقمية ونظم المعلومات الجغرافية ليست مجرد أدوات تقنية، بل وسائل للحفاظ الوقائي والتثمين السياحي الشامل.

  3. تعاون عبر التخصصات: يشتغل المعماريون والمهندسون والمؤرخون معًا، مما يعكس تعقيد التحديات التراثية.

و من خلال إدراج هذه السلسلة في إطار أيام التراث، تساهم ENAM في ديمقراطية الولوج إلى معارف كانت حكرًا على المتخصصين. إنه برنامج متخصص يذكر بأن التراث هو ثروة جماعية ينبغي الحفاظ عليها من أجل الأجيال القادمة.

في الختام، فإن “التراث والتكنولوجيا” ليس مجرد برنامج أكاديمي: بل هو بيان واضح. يضع ENAM كـمختبر للأفكار المحتملة حيث تتعايش التقاليد مع الابتكار، وحيث يرسم المغرب، بإرثه العريق، طريقه كرائد في مجال الحفظ المسؤول والشامل للتراث. إنها مبادرة، على غرار أيام التراث، تذكر بأن الماضي هو منصة انطلاق لبناء المستقبل.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

تعزية. اومنصور يعزي في وفاة محمد الهريم، المدير الجهوي لمؤسسة CIH BANK

كلامكم يتقدم  زكرياء أيت علي اومنصور، الكاتب الجهوي