نورالدين بازين
في إطار الجهود المستمرة لمكافحة الإرهاب، تمكنت المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني من تحقيق إنجاز أمني كبير عبر تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش. جاء ذلك بعد تحريات مكثفة وأبحاث دقيقة قادت إلى اكتشاف قاعدة لوجستية سرية تُستخدم لتخزين الأسلحة والذخائر في منطقة نائية بإقليم الرشيدية.
وبناءً على معلومات ميدانية مدعومة بمعطيات تقنية، رصدت الأجهزة الأمنية منطقة جبلية وعرة في الضفة الشرقية لواد “گير” بتل مزيل، التابعة لجماعة واد النعام بمنطقة بودنيب. تم الاشتباه في استخدام هذه المنطقة كقاعدة خلفية لتزويد الخلية الإرهابية بالأسلحة والذخائر اللازمة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية. وباستخدام تقنيات تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية، تم تأكيد موقع المنطقة المشبوهة، مما استدعى تدخلًا أمنيًا مكثفًا.
ونظرًا لوعورة المنطقة وطبيعتها الصخرية، تم تعبئة معدات لوجيستية متخصصة لتسهيل الوصول إلى الموقع. وبالتنسيق مع بروتوكولات الأمن والسلامة الخاصة بالتهديدات الإرهابية، تم استخدام تقنيات متطورة مثل الكلاب المدربة للكشف عن المتفجرات، وآليات الكشف عن المعادن، والروبوتات التقنية لرصد الأجسام الناسفة، بالإضافة إلى جهاز المسح بالأشعة السينية.
واستغرقت عمليات التفتيش أكثر من ثلاث ساعات، أسفرت عن العثور على شحنة كبيرة من الأسلحة والذخائر مدفونة في مكان منعزل أسفل المرتفع الصخري. كانت الأسلحة ملفوفة في أكياس بلاستيكية وجرائد ورقية صادرة من دولة مالي، مما يشير إلى مصدرها الخارجي.
وشملت الأسلحة التي تم ضبطها: سلاحي كلاشينكوف مع خزانات ذخيرة، وبندقيتين ناريتين، وعشر مسدسات نارية من أنواع مختلفة، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الخراطيش والطلقات النارية ذات العيارات المتنوعة. تم وضع جميع الأسلحة والذخائر في أختام أمنية وإحالتها إلى المختبر الوطني للشرطة العلمية لإجراء الخبرات الباليستيكية والتقنية اللازمة.
وتشير التحريات الأولية إلى أن الأسلحة والمعدات المحجوزة تم تهريبها من قبل قيادي في تنظيم داعش بمنطقة الساحل، المسؤول عن العلاقات الخارجية للتنظيم. وقد تم إرسال إحداثيات الموقع إلى أعضاء الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها مؤخرًا، وذلك لاستلام الأسلحة واستخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية.
ما زالت الأبحاث والتحريات جارية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف الكشف عن جميع امتدادات هذه الخلية الإرهابية وروابطها بالفرع الإفريقي لتنظيم داعش في منطقة الساحل. تعكس هذه العملية الأمنية الناجحة الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات المغربية في مكافحة الإرهاب وحماية أمن البلاد.
يُعد تفكيك هذه الخلية الإرهابية واكتشاف القاعدة اللوجستية إنجازًا أمنيًا بارزًا يؤكد على فعالية الاستراتيجيات الأمنية المغربية في مواجهة التهديدات الإرهابية. كما يُظهر أهمية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، خاصة في ظل الارتباطات الخارجية لهذه الخلايا.