نورالدين بازين
في إنجاز لا مثيل له، دخلت مدينة مراكش موسوعة غينيس للأرقام القياسية بفضل جلسة حكواتية امتدت 80 ساعة و35 دقيقة بلا توقف، محققة بذلك رقمًا قياسيًا عالميًا. هذا الحدث العظيم، الذي نظمه المهرجان الدولي للحكاية بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، جعل المدينة الحمراء حديث العالم، وأخيرًا وجدنا الحل السحري لكل الأزمات: الحكي بلا انقطاع!
تحت شعار “البهجة”، اجتمع الحكواتيون ليعيدوا إلينا ذكريات الزمن الجميل، حيث كان بإمكان القصة أن تنسينا هموم الدنيا. ولحسن الحظ، يبدو أن هذا الرقم القياسي يؤكد أن لدينا في مراكش قدرة لا نهائية على السرد، فربما لو جلس المسؤولون معنا، لكنا قد حطمنا رقمًا آخر في فن تأجيل الحلول عبر الكلام!
لكن دعونا لا نكون سوداويين، فوسط زحمة الأزمات، استطاع هذا الحدث أن يجمع الناس، ويصنع لحظة احتفالية نادرة. تصفيقات الجمهور لم تتوقف، تمامًا كما لم تتوقف مشاريع “غينيس” الأخرى التي تزين حياتنا اليومية: زحمة المرور الأسطورية، وتوسع الباعة الجائلين، وإبداعات البناء العشوائي التي تستحق أرقامًا قياسية خاصة بها!
ومع هذا، لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة لمراكش، التي أثبتت مرة أخرى أنها مسرح عالمي لفن الحكاية، سواء الحكايات التقليدية أو تلك التي نسمعها يوميًا في خطابات بعض المسؤولين، الذين ربما يطمحون في تحطيم رقم قياسي آخر في سرد الوعود!
