حكيم شيبوب/ تصوير: ف. الطرومبتي
يعاني الحرفيون والمهنيون المتخصصون في الميكانيك وإصلاح السيارات بسوق عرصة المعاش بمراكش من تحديات يومية متزايدة، أبرزها المضايقات الناتجة عن الازدحام الذي بات يشل حركة الزقاق الذي يعملون فيه. هذه الوضعية الصعبة لم تؤثر فقط على قدرتهم على أداء أعمالهم بسلاسة، بل تسببت أيضًا في حرمانهم من مصادر رزقهم التي تعتمد بشكل رئيسي على التوافد المنتظم للزبائن.
يشكو الحرفيون من أن الازدحام المستمر يجعل من الصعب على العملاء الوصول إلى محلاتهم، مما يؤدي إلى تراجع ملحوظ في نشاطهم التجاري. الوضع ازداد سوءًا مع تحويل الزقاق إلى مساحة مزدحمة بالسيارات العالقة والمارة الذين يجدون صعوبة في التنقل. وبحسب إفادات العديد من المهنيين، فإنهم يتعرضون لضغوط نفسية ومهنية تجعل من بيئة عملهم غير مستدامة.
أمام هذه التحديات، يطالب الحرفيون السلطات المحلية والمجلس الجماعي بمراكش بالتدخل العاجل لإيجاد حلول مستدامة. وتتضمن أبرز المطالب تخصيص مكان بديل، حيث يطالب الحرفيون بإنشاء منطقة صناعية أو سوق بديل مخصص للحرفيين في قطاع الميكانيك، تتوفر فيه البنية التحتية اللازمة والمرافق الضرورية، تنظيم المرور، مع ضرورة اتخاذ إجراءات لتنظيم حركة المرور في زقاق السوق، بما يضمن تقليل الازدحام وتسهيل وصول الزبائن و تعويضات مناسب، فالحرفيون المتضررون يطالبون بتعويضات عادلة لتخفيف الأضرار المالية التي تكبدها نشاطهم التجاري نتيجة الوضع الحالي.
وللإشارة، لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي يلعبه الحرفيون والمهنيون في قطاع الميكانيك وإصلاح السيارات في تعزيز الاقتصاد المحلي. فسوق عرصة المعاش يُعد من أقدم الأسواق بمراكش ويحتضن تاريخًا طويلًا من الإبداع والعمل الحرفي. لذا، فإن الحفاظ على استمرارية هذا النشاط يتطلب تدخلًا جادًا من الجهات المعنية لتوفير بيئة ملائمة للحرفيين تُمكنهم من ممارسة أعمالهم دون عراقيل.
و يبقى الوضع الحالي في سوق عرصة المعاش مؤشرًا على الحاجة الماسة إلى وضع استراتيجيات تنموية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الحرفيين والمهنيين الذين يشكلون عصب الحياة الاقتصادية للمدينة. فهل ستستجيب الجهات المسؤولة لهذه المطالب قبل أن يتحول هذا السوق العريق إلى ذكرى من الماضي؟