فيديو. إهمال ضريح يوسف بن تاشفين بمراكش: معلمة تاريخية في طي النسيان

فيديو. إهمال ضريح يوسف بن تاشفين بمراكش: معلمة تاريخية في طي النسيان

- ‎فيTV كلامكم, فن و ثقافة, في الواجهة
122
0

خديجة العروسي/ تصوير:ف. الطرومبتي

يعتبر ضريح يوسف بن تاشفين، مؤسس الدولة المرابطية، إحدى أهم المعالم التاريخية في مراكش، ورمزاً لإحدى أبرز الفترات التي عرفها تاريخ المغرب. و رغم المكانة التاريخية العظيمة لهذا القائد الذي أسس مدينة مراكش عام 1070م، فإن ضريحه يعاني من إهمال كبير يجعله في حالة لا تليق بقيمته الرمزية والحضارية.

ويتجلى الإهمال الذي يعانيه الضريح في تدهور بنيته التحتية، حيث تظهر عليه علامات التصدع، مع غياب أي أعمال ترميم أو صيانة. بالإضافة إلى ذلك، يشكو الزائرون من غياب الإرشادات السياحية وقلة المعلومات المتاحة حول الضريح، مما يجعله مجهولاً لدى كثير من سكان المدينة وزوارها على حد سواء. ويزيد من تفاقم الوضع محيط الضريح، حيث تنتشر اكوام التراب بفعلةانهيار جزء من سوره والفوضى، مما يسيء للمكانة التاريخية التي يستحقها هذا المعلم.

ورغم أن مراكش تعد إحدى أبرز الوجهات السياحية في العالم، فإن الجهات المعنية لم تولِ العناية الكافية لضريح يوسف بن تاشفين، حيث يظل بعيداً عن برامج الترويج السياحي والثقافي. وهذا يثير تساؤلات حول مدى جدية المسؤولين في الحفاظ على التراث الوطني وتقديمه بصورة مشرفة للأجيال القادمة وللسياح الذين يزورون المدينة.

وتطالب العديد من الهيئات الثقافية والجمعوية بضرورة تدخل وزارة الثقافة والسلطات المحلية لإنقاذ هذا الإرث التاريخي، من خلال إدراج الضريح في برامج الترميم، وإعادة تأهيله ضمن مسار سياحي متكامل يشمل أبرز معالم مراكش. كما يطالب المهتمون بتوفير دليل تاريخي عند الضريح يعرّف بالإنجازات التي حققها يوسف بن تاشفين، ودوره البارز في بناء المغرب كدولة موحدة ومستقلة.

إن الحفاظ على ضريح يوسف بن تاشفين مسؤولية جماعية تقع على عاتق الدولة والمجتمع المدني على حد سواء. فهذا القائد لم يؤسس فقط مراكش كعاصمة سياسية، بل وضع أسس الحضارة المغربية التي استمرت لعقود. ومن غير المقبول أن يبقى ضريحه في هذه الحالة المتردية، في حين أن دولاً أخرى تحتفي بملوكها وقادتها التاريخيين بشكل يليق بعطائهم.

للإشارة، الإهمال الذي يعانيه ضريح يوسف بن تاشفين هو إهمال لجزء مهم من هوية المغرب وتراثه التاريخي. ومع استمرار الوضع على حاله، نخاطر بفقدان ارتباطنا بمرحلة ذهبية من تاريخنا. المطلوب اليوم هو اتخاذ خطوات جادة لإعادة الاعتبار لهذا المعلم التاريخي، وجعله منارة ثقافية تستحق الزيارة والإشادة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

نقل شخصين من جنسية أجنبية بعد تعرضهما لحادث سقوط بواد أسيل

طارق أعراب شهد واد أسيل، مساء اليوم الأحد،