حكيم شيبوب/ تصوير: ف. الطرومبتي
وسط مدينة مراكش العريقة، بجانب مسجد باب دكالة، يوجد أكبر مرحاض في المغرب. هذا المرفق الذي كان يُفترض أن يكون نموذجًا للخدمة العمومية والنظافة العامة، أصبح اليوم يعاني من إهمال شديد وواقع مأساوي يستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المسؤولة.
يمثل المرحاض العمومي بجانب مسجد باب دكالة نقطة حيوية لقربه من محطة الحافلات باب دكالة، التي تستقبل مئات الزوار يوميًا. ورغم ذلك، فإن الوضع الحالي للمرفق يعكس حالة من اللامبالاة، من خلال تدهور البنية التحتية، حيث تعاني الجدران من تصدعات ملحوظة، والمرافق الصحية متهالكة وغير صالحة للاستعمال.
بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب الإضاءة يجعل الدخول إليه غير آمن، و انعدام النظافة التي تجسدها الروائح الكريهة التي تسيطر على المكان، مما يجعل استخدامه٦ شبه مستحيل بالنسبة للسكان المحليين أو السياح، الى جانب غياب الصيانة، حيث لم يخضع المرحاض لأي صيانة دورية منذ سنوات، مما زاد من تدهور حالته وأفقده وظيفته الأساسية.
و يشكل هذا المرحاض نقطة مركزية لزوار المدينة، سواء من السكان المحليين أو السياح الذين يمرون بمحطة باب دكالة. ومع ذلك، فإن حالته المتردية تسيء لصورة المدينة التي تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم، كضعف التدبير، حيث يفتقر المرفق إلى إدارة فعالة تهتم بالصيانة اليومية، و غياب الميزانية إذ من المحتمل أن يكون نقص الموارد المالية أحد الأسباب وراء إهمال هذا المرفق، و قلة الوعي و عدم احترام بعض المستخدمين للمرفق يؤدي إلى زيادة تدهوره.
إن استمرار الوضع الحالي لهذا المرحاض العمومي يُشكل إساءة إلى سمعة مراكش كوجهة سياحية عالمية. لذا، فإن المسؤولية تقع على عاتق المديرية الجهوية للاوقاف والشؤون الاسلامية بمراكش باعتبارها مسؤولة عن المسجد، و السلطات المحلية والمجتمع المدني للتحرك السريع وإنقاذ هذا المرفق من الإهمال.
للاشارة، لا يليق بمدينة مثل مراكش، التي تُعد من أبرز المدن السياحية في العالم، أن تعاني مرافقها العمومية من هذا الإهمال. يجب أن تكون إعادة تأهيل المرحاض العمومي بجانب مسجد باب دكالة ضمن أولويات السلطات المحلية لتحسين صورة المدينة وضمان راحة زوارها وسكانها.
