“أمية الموروث الأثري”.. الخراب. لماذا يتم إهمال المعالم التاريخية بإقليم شيشاوة..؟

“أمية الموروث الأثري”.. الخراب. لماذا يتم إهمال المعالم التاريخية بإقليم شيشاوة..؟

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
447
6

نورالدين بازين

تشهد العديد من المباني والأسوار التاريخية بالمغرب إهمالا كبيرا جعلها مهددة بالاحتضار والاندثار، جراء العوامل الطبيعية التي غيرت من ملامح بعض هذه المآثر، لكن أساسا نتيجة العقلية المجتمعية السائدة التي لا تأبه كثيرا لإبادة الموروث التاريخي للبلاد.

وتوفر المغرب على مباني ومآثر تاريخية عريقة في العديد من المدن، من بينها قصبة الأوداية والأسوار التاريخية في الرباط، ومعلمة المنارة وقصر الباهية٬ والأبواب التاريخية في مدينة مراكش، ومثلها في فاس ومكناس والصويرة، غير أن هناك مدن مغربية كان لها شأن في الماضي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، أصبحت خرابا ونقطة مرور للعابرين.

تزخر مدينة شيشاوة  بعدة مآثر وبنايات تاريخية، منها ما هو مرابطي و مريني و سعدي، و المنطقة معروفة بسكرها الذي كان يصدر إلى انجلترا و توجد منه بقايا بمتحف الرباط.  و المنطقة اشتهرت بزربيتها الفريدة و خوفها الذي يحتفظ به في المتاحف.

كل ذلك لم يشفع لإقليم شيشاوة، أن تفك العزلة عنه ثقافيا و إدراجه ضمن المزارات السياحية، خاصة وأن موقع الاقليم يوجد بين أشهر المدن السياحية بالمغرب، مراكش و الصويرة في الطريق إلى أكادير، وهو ما يطرح سؤال غياب التفاتة الوزارات المعنية إلى هذه الأقاليم الفتية التي تزخر بتاريخ تليد، لم يتم الكشف عنه بعد، باستثناء بعض الدراسات القليلة التي أنجزت حول الإقليم من فرنسيين و ابناء المنطقة.

 

و من الآثار التي تم الاعتراف بها سور العبيد الذي يعد معلمة تاريخية تزخر بها عاصمة الإقليم، وتشهد هذه المآثر التاريخية على الدور الاقتصادي لمدينة شيشاوة في هذه المرحلة، وهو ما يطرح أمامنا اليوم تحد آخر، يتجلى في ترميمها وصيانتها، بحسب ما تقتضيه ضوابط تقنيات العمارة والترميم، لجعلها مواكبة للعملية التنموية الملحية، عبر مشاريع تبعث الحياة فيها من جديد، لإخراجها من النسيان وتوظيفها اقتصاديا.

وفي هذا السياق ، يشير الباحث مولاي عبد الحكيم الزاوي،” أن المخطوطات التاريخية أشارت بشأن تخطيط مصانع السكر في شيشاوة إلى استفادة هذه المصانع من قربها من رباط شاكر من الناحية الأمنية والروحية، ومن زاوية أبو العباس أحمد بن الأحول الذي نجد لها صدى في حوليات التعارجي المعروفة بالإعلام. وفي سياق ذلك، أشار المختار السوسي والباحث في تاريخ بلاد أحمر المصطفى حمزة إلى ارتباط العلويين مع شرفاء الزاوية البوسنية، الزاوية التي تنسب من حيث البناء إلى خناتة بنت بكار بعد وفاة الشيخ سيدي محمد بوسنة أحد أشهر طلاب محمد بن ناصر الدرعي مؤسس الزاوية الناصرية بتامكروت”.

وأضاف أنه “في كنف هذه الزاوية – الزاوية البوسنية- تربى أمراء العلويين وشبَّ أبناء الأعيان. من خلال هذه الوشيجة، نفهم الحضور الدائم لقبائل المجال الشيشاوي في تركيبة الجيش المغربي في الحرْكات السلطانية، وخاصة تلك التي استهدفت أبو العباس الشرادي في حوز مراكش زمن السلطان عبد الرحمان بن هشام”.

وبمدينة شيشاوة، يعد “سور عبيد” عبارة عن معلمة تاريخية تعود للقرن 16 خلال فترة السعديين، حيث كانت ينتج السكر ويصدر من شيشاوة، ويعتبر اليوم هذا السور تراث تاريخي لا مادي، ينتظر ترميمه وإعادة الاعتبار له.

 

وكان محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، وقع خلال شهر أبريل من سنة 2022، على قرار تقييد معصرة السكر الجنوبية بإقليم شيشاوة في عداد الآثار الوطنية؛ ووفق هذا القرار الذي صدر في الجريدة الرسمية عدد 7003 الصادرة في 18 أبريل 2022، فإن المادة الثانية منه تمنع إحداث أي تغيير في المعصرة إلا بترخيص من المصالح المختصة بقطاع الثقافة.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

إغلاق ثلاث “سناكات” بدرب الضبشي بمراكش لهذا السبب..

كلامكم في إطار عملية المراقبة المستمرة للمحلات الغذائية