الدراما التاريخية .. الحلقة المفقودة في قنواتنا التلفزيونية…

الدراما التاريخية .. الحلقة المفقودة في قنواتنا التلفزيونية…

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
310
6

الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون مدعوة لتشجيع شركات الإنتاج.

بقلم: محمد بلال

كم نحن متشوقون للمسلسلات التاريخية وللأعمال التلفزيونية التي تستحضر باعتزاز ذاكرتنا التاريخية الغنية بالأحداث والتي من شأنها إثراء الدراما المغربية بكل ما يحمله هذا التاريخ من بعد قومي ومعرفي.. ويسهم بالتالي في تطوير الدراما المحلية.

وبالتالي فإن من شأن هذا النوع الدرامي أن يعطي نفسا آخر للمنتوج التلفزيوني المحلي الذي ما يزال يراهن بالخصوص على السلسلات القصيرة (4×52)، والأفلام، والمسلسلات التي للأسف باتت تنسلخ عن قضايا المجتمع المغربي وتتغذى بالأحلام التركية وخيالاتها، وما تنسجه هذه الخيالات من خيوط عاطفية لا يمكن إلا أن تزيد الأسرة تفككا، وهو ما يجعل المشاهد يمني النفس على الأقل لو تتعزز شبكة برامج التلفزيون بالأعمال التاريخية.

    كفاءات وديكورات متنوعة

    فلماذا يتهرب التلفزيون من الدراما التاريخية؟

فإذا كان المغرب يحبل بالديكورات الطبيعية، وروائيين وكتاب، ومؤرخين، وممثلين من الصنف الأول، فلماذا بقي حضور الدراما التاريخية محدودا، حتى لا نقول مخجلا؟

البعض يقول بأن المشكلة تكمن في التكلفة المالية التي يقترحها التلفزيون..

البعض يرى بأن أغلب شركات الإنتاج تتجنب الخوض في التاريخ خوفا من الانتقاد ولا أقول النقد..

وآخرون يرون بأن تصوير مسلسل تاريخي يتطلب وقتا أطول للبحث والتدقيق.. وهو ما سيفوت عن الشركة فرصا أخرى لتصوير أعمال لن تكلفها لا مالا ولا وقتا أطول مقارنة مع الدراما التاريخية خصوصا وأن شركات الإنتاج تأمل بطبعها دائما سرعة تنفيذ الإنتاج وهامش الربح المضمون.

إلا أنه ومع تباين الآراء فإن دور التلفزيون كوسيلة للترفيه والإخبار والتثقيف يبقى حاسما وفاصلا لخوض الإنتاج الدرامي التاريخي..

فعلى التلفزيون اقتراح هذا الجنس الدرامي ضمن طلبات العروض وتحفيز الشركات الكبرى المغربية بالخصوص على الاهتمام بتاريخ المغرب وقضاياه…

لأن ما نريده في الحقيقة هو أن تكون معالجة التاريخ المغربي دراميا بعيون مغربية، وكفاءات فكرية مغربية.. بحثا وكتابة وتشخيصا.. لأننا أدرى بتاريخنا وقضايانا.

والمهم هو أن تكون للتلفزيون الغير على هذا التاريخ وتكون له إرادة حقيقية لخوض هذه التجربة بشكل منتظم (على غرار السيتكومات والمسلسلات الأخرى التي تقترحها بانتظام ضمن شبكة برامجها)… ولا يهم، فالأخطاء ستكون واردة، ويمكن تصحيحها وتجنبها، والبناء يبلغ علوه مع الوقت ورحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى.

والمؤكد أن لا أحد منا لا يستحضر ونحن بصدد الحديث عن الدراما التاريخية مسلسل “دار الضمانة” و”ألف ليلة وليلة” وغيرها من التجارب التي خلقت وقت بثها ألفة مع المشاهد.

وأخيرا، فإن التلفزيون وبجميع قنواته مدعو إلى جانب رهانه على الترفيه ومعالجة القضايا الاجتماعية بأعمال سنعود للحديث عنها لاحقا، فإنه مدعو أيضا لخدمة تاريخه المشرق… قبل أن تجرف الدراما التركية ما تبقى من المشاهدات والمشاهدين..

فالمشاهد المغربي أصبح اليوم متعطشا للدراما الهادفة التي تنمي حسه القومي وترتقي بذوقه.. وهو شيء لن يتأتى إلا بتشجيع شركات الإنتاج والمفكرين والكتاب ونخبة المؤرخين للنهوض بهذا النوع من الدراما.

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

فيديو. البناء العشوائي بمراكش. درب الصندوق البالي رياض الموخى التابع لمقاطعة الباهية وعلى عينيك ابن عدي..

عدسة: ف. الطرومبتي