د.أحمد طوالة *
يثير حزب الاصالة و المعاصرة، في المشهد السياسي المغربي، مؤخرا سيلا من الأسئلة و القراءات المتعددة و التأويلات المتنوعة لمختلف الفاعلين السياسيين بالمغرب ، وهذه من نقط قوة الحزب منذ نشأته الى يومنا هذا ، و هو ما يجعله صامدا أمام كل الوضعيات و التحديات و المتغيرات الداخلية و الخارجية ، ناهيك عن بعض الهجمات الشرسة من طرف بعض التيارات الشاردة سياسيا و اجتماعيا .
و في اطار مواكبة التحضيرات للنسخة الخامسة للمؤتمر الوطني للحزب ، تتعالى أصوات متعددة تنتصر في غالبها الأستاذة فاطمة الزهراء المنصوري قيادة المرحلة المقبلة نظرا لبروفايلها الذي يشكل منظومة من القيم السياسية الإيجابية، هذه المنظومة من القيم ستحافظ على توازن الحزب واستقراره واستمراريته في أداء وظيفته ، وستحدد له أهدافه الكلية ومثله العليا ومبادئه الثابتة، وتساعده على مواجهة التغيرات والمستجدات بتحديدها الاختيارات الصحيحة، كما أنها ستحافظ على هوية الحزب وبصمته الخاصة به، مما يحول دون ذوبان هذه الهوية في غيرها وتأثرها بموجات التحولات الانية و المستقبلية ، كما أنها ستعمل على إعطاء الانتماء الحزبي أساساً عقلانياً يصبح عقيدة في ذهن و وعي كافة المنتمين إلى هذه المؤسسة الحزبية ، بعيدا عن الأنانية المفرطة والنزعات الفردية و المصالح الضيقة ، وتزود الحزب بالمشاريع و المبادرات التي ترقى بالفعل السياسي ، في انفتاح على باقي التجارب الوطنية و الدولية التي تنشد القيم الديمقراطية و مبدأ الاختلاف و احترام حقوق الانسان مما سيضمن تماسك الحزب و اشعاعه وطنيا و دوليا.
هذه المنظومة ستعمل على تفعيل ديمقراطية داخلية واسعة تشجع منخرطي الحزب على العمل و الاجتهاد في ظل تكافؤ الفرص و الشفافية ، بالإضافة الى فتح باب المصالحة مع شريحة كبيرة من المناضلات و المناضلين غادروا الحزب لأسباب مختلفة تتباين بين ما هو ذاتي و ما هو موضوعي عبر مراحل مختلفة من أجل تقوية البيت الداخلي للحزب استعدادا للرهانات القادمة ، من خلال خلق دينامية سياسية جديدة و مبتكرة تتماهى مع الاوراش الكبرى و الانتصارات الديبلوماسية . و كذا انتاج نخب سياسية جديدة قوامها الكفاءة و الالتزام بالجدية و الاخلاق الفضلى قادرة على ابداع الحلول المناسبة و بناء الاستراتيجيات الناجعة ، و ذلك استلهاما لروح الرسالة الملكية الأخيرة الموجهة الى أشغال الذكرى الستين لتأسيس البرلمان المغربي.
* عضو المجلس الوطني للحزب
