تعليم: تأملات من وحي المعركة

تعليم: تأملات من وحي المعركة

- ‎فيرأي
414
6

بقلم: لحسن السيد

في هذه اللحظات الحاسمة والمنعطات العسيرة وبعد أخذ مسافة عن الأحداث المتسارعة في نهاية الأسبوع الماضي يفترض بنا أن نستخلص الدروس والعبر من وحي المعارك ومن داخلها و التي انصبت غالبا على الجوانب التقنية (عدد أيام الاضراب، مكان الوققات ونقطة انطلاق المسيرات و….) وكنا بارعين ومبدعين في إنجاحها.لكن أغفلنا الخوض في نقاش نقاط جوهرية و التي يمكن اعتبارها أسئلة حارقة :
من نحن؟
من خصمنا؟
ماتموقعنا داخل الساحة؟
ماهو الحد الأدنى للمعركة والمطالب التي نتفق عليها جميعا والذي يستجيب التطلعات الكفيلة بإرجاعنا جميعا ؟
ما فائدة البقبقة والصياح مادام دجاجنا يبيض عند الجيران؟
ولكي لا تكون غايتنا الاحتجاج في ذاته يجب ألا نخلف الموعد مع التاريخ ونترك النقيض ومن والاه يصنع التاريخ ،و نتحول من وقود يحاصر بنيرانه الخصم إلى وقود يقويه ويدفئ أيام شتاءه الباردة…
إذا طرح سؤال “ماالعمل” يحمل في طياته جرأة كبيرة يوجه النقاش الى العلاقة الجدلية بين الاحتجاج وتحقيق المطالب .
فالجميع يعلم أن أي حركة احتجاجية تحتاج إلى قيادة حكيمة، ترسم أفقا نضاليا واضحا،وبوصلة توجه الزخم النضالي وتسدد بقوة نحو النقيض، حتى لاتنزلق وتنقلب في أول منعطف.
فالممارسة العفوية ،حتى لو كانت صادقة ومبدئية فهي تدور في زمن دائري وتعيد إنتاج نفسها ،فالتخبط وغياب البوصلة يفسح المجال للإصابة بالنيران الصديقة وجلد الذات ولغة التخوين وتبادل الإتهام بدل ثقافة النقد والمحاسبة والاعتراف …وهذا ناتج عن كون ذواتنا تخترقها قوى وإرادات تتحدث بلساننا وتوجه المعركة. فالقيادة التي يفترض أن تكون البوصلة يفترض أن تمتلك أدوات التحليل لفهم الواقع، وسرعة بديهة للتعامل الفعال مع التغيرات الفجائية بغية إستغلال أمثل للزخم الذي يجره كل تنظيم من وراءه .فالعجز عن فهم طبيعة المتناقضات وترتيبها في سلم الأولويات (رغم توفر ذلك في العقول الذاتية للأفراد لكن يبقى بناء نظريا بعيدا عن التطبيق) و العجز عن كشف الخصم الذي يحتجب خلف ضجيج الواقع وتسارع أحداثه يجعلنا نخطئ التصويب ،فمن يخونfne أو يتهم التنسيقيات باختراق النقابات الاربع لها نسائله من هو خصمنا؟وما هي المطالب التي أخرجتنا للشارع؟
هل هي المطالب المشتركة بين جميع رجال ونساء التعليم أم تم اختزالها بين عشية وضحاها في الدفاع عن مشروعية بعض التنسيقيات في أن تكون مخاطبا رسميا تتلقى دعوات الحوار من الوزارة وتوقع على محاضر الاتفاق!!!!
فسؤال “ما العمل” يقتضي أن نفتح نقاشا جديا حول أفق المعركة بعيدا عن الاندفاع والعمل على تذويب الخلافات الجزئية والهامشية فلا أحد يشكك في الصدق النضالي لجميع المكونات ،فالظرفية تقتضي كشف القناع وفصل المقال بين أخلاق العبيد(جلد الذات) وبين النقد البناء وبمسؤولية ولو كان قاسيا للدفع نحو الحفاظ على التماسك وحفظ الذات.
فبعد أسابيع والتي حافظنا خلالها على نظافة شباكنا وأمطرنا شباك الخصم ومعسكره بالأهداف وسجلنا عليه العديد من النقاط ،هاهو يخترق بيتنا الداخلي وأوقع به الشرخ فأصبحت الثقة بين المكونات تحتاج إلى إعادة ترميم ،فلقيادة الحراك إلى بر الأمان وجب على كل مكون أخذ مسافة للتفكير في الافق النضالي لانقاذ نفسه من التيه في الحسابات الضيقة .
فماذا سنستفيد من البقبقة والصياح مادام دجاجنا يبيض عند الجيران .

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

الدكتور عادل عبد اللطيف عضوا بالهيئة العليا الهاكا

كلامكم عين الدكتور عادل عبد اللطيف، أستاذ بلاغة