المغرب الإفريقي ..

المغرب الإفريقي ..

- ‎فيرأي, سياسة, في الواجهة
1557
6

بقلم : فهد البراق

الحملة المشبوهة التي عرفتها مؤخرا وسائل التواصل الإجتماعي حول ضيافة أشقاءنا الأفارقة في المغرب جاءت في وقت متزامن مع حملة لها نفس التوجه قادها معتوه تونس الدكتاتور قيس سعيد لعبة جنرالات الجزائر و الطفل المطيع لفرنسا الإستعمارية الذي حول تونس إلى رهينة في يد نظام شنقريحة بإطلاقه تصريحات عنصرية مقيتة ضد أشقاءنا الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى يحدث هذا بشكل متزامن مع تغطية إعلامية بأكثر من مادة إعلامية عرضها وكر الإعلام المشبوه الممول من طرف النظام الجزائري “فرانس 24 ” لنقاش وضعية المهاجرين المنحدرين جنوب الصحراء في الدول المغاربية .
اليوم تونس بعد إستقبال بنطبوش في مطار قرطاج و بعد إغراقها في سياسة الديون الجزائرية أصبحت بشكل واضح قاعدة خلفية للمخابرات الجزائرية و يمكننا أن نعتبرها دويلة عميلة للنظام العسكرتاري الجزائري كما أن التيار الإستعماري في فرنسا له دور فاعل في الإعلام التونسي و له تأثير كبير في مراكز القرار هناك ، حيث تحولت تونس بسبب شوفينية سياسات الرئيس التونسي قيس سعيد إلى بارشوك جيوسياسي إقليمي ينفذ السياسات التوسعية للنظام البومديني الجزائري في المنطقة بتواطئ مع الدوائر الفرنسية ذات التوجه الإستعماري .
اليوم تونس تسير في طريق المجهول بمحاولة الضغظ على أوروبا بقضية المهاجرين و تحاول إدخال نمط جزائري في التعامل مع قضايا المهاجرين يعتمد على الإقصاء و القتل و الترحيل القسري و الإحتجاز في معتقلات داخل الصحراء .
في نفس الوقت فإن الهدف الخفي من هذه الحملة هو ضرب العمق الإفريقي للمغرب و محاولة تطويقه إستراتيجيا في أفق عزله عن محيطه الإقليمي لأن الدوائر الإستخبارية المعادية للمغرب طوال هذه المدة الأخيرة حصدت الفشل في العديد من الملفات الأمنية و الحقوقية التي كانت تستهدف بها إستقرار و أمن المملكة المغربية الشريفة فبعد فشل مؤامرة الكركرات في خلق حرب إقليمية في الجنوب المغربي تنتهي بعزل المغرب عن إفريقيا عن طريق التدخل الحازم لأسود القوات المسلحة الملكية المغربية و طرد شرذمة البوليساريو نهائيا من المعبر و فشل المؤامرات الديبلوماسية التي إستهدفت نسف العلاقات الثنائية المغربية مع باقي الشركاء في أوروبا كإسبانيا و ألمانيا و هولندا و فشل المؤامرة الكبرى في توريط المغرب بقضية التجسس بإستخدام بيكاسوس و العجز عن تقديم دليل واحد يدين المغرب في هذا الملف، و فشل آخر في الميدان الحقوقي بسقوط أقنعة معارضة اليوتوب كعملاء للأدسنس في مقدمتهم المريضة نفسيا دنيا الفيلالي و الملاكم النصاب المرتزق زكرياء المومني وثبوت عمالة الضابطة الهاربة وهيبة للمخابرات الجزائرية و فشل الإرهابي المعتوه حجيب في إدانة شخصيات مغربية بتواطئ مع الطابور الخامس داخل المغرب متمثلا في طريطورات الإحتجاج من تجار الأزمات مروجي الفكر العدمي و التيئيسي .
هذا الفشل المركب الذي أصبح يلازم أعداء الوطن بفضل تلاحم القوى الشعبية مع قيادتها التاريخية ممثلة في المؤسسة الملكية و المخزن الشريف و مؤسساته السيادية جعل من الدوائر المعادية للمغرب تنقل ملعب الصراع إلى إشهار ورقة حقوق الإنسان لكن هذه المرة بإستخدام ظاهرة الهجرة التي يعتبر المغرب دولة رائدة في مجال الهجرة و جلالة الملك محمد السادس نصره الله رائد الهجرة الإفريقي .
عن طريق إستخدام صفحات مشبوهة و بدء حملة إلكترونية بإستخدام الذباب الإكتروني و تضخيم المعطيات و تضليل الحقائق و الكذب في المعطيات لخلق حالة رفض جماعي إفتراضية من المغاربة لأشقاءنا المهاجرين من دول جنوب الصحراء الإفريقية ثم دبج تقارير مغلوطة بجنوح المجتمع المغربي المنفتح و المسالم و المضياف إلى مظاهر العنصرية و الإقصاء ثم العمل على تنزيل أجندات تستهدف المهاجرين و تحويلها إلى قضية حقوقية دولية لتتحول إلى خصان طروادة يتسخدم في التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب ، بينما في الواقع أن المهاجرين الافارقة يعيشون في سلام مع أشقاءهم المغاربة في ظل تقاليد المجتمع المغربي المتسامح و المنفتح تحت ظل مؤسسة إمارة المؤمنين .
فشل أذناب الإستعمار و خونة الداخل و الطابور الخامس في توريط المغرب حقوقيا و صلابة الموقف المغربي الرافض لأي مساومة و تمسكه بأحكام القضاء الشامخ المغربي بعد عدوان البرلمان الاوروبي الغير مبرر على المملكة المغربية جعل الدوائر الإستخبارية المعادية للمغرب تمر إلى ملف آخر و هو إستهداف المغرب – إفريقيا – بمحاولة إستعداء الشعوب الإفريقية للمملكة المغربية و الشعب المغربي الأصيل و العريق و المضياف بعد نجاح جلالة الملك محمد السادس القائد الإفريقي الكبير الذي تكن له الشعوب الإفريقية كل الإحترام و التقدير في ترسيخ صورة المغرب المتضامن الداعم لأشقاءه الأفارقة في الإستقلال و السيادة و مكافحة الإستعمار .
هذه الحملة المشبوهة للأسف يقودها مجموعة من المراهقين المنضوين في صفحات ذات توجهات فانتازية لا علاقة لها بالتاريخ الحقيقي للمغرب و تقدم قراءة خاطئة للصيرورة التاريخية للشعب المغربي ،للأسف من وجهة نظري تم إختراق هؤلاء الشباب و إستخدامهم بشكل غبي في لعبة تستهدف الأمن القومي للمغرب و المصالح العليا للشعب المغربي .
لوكان هؤلاء الشباب دارسين بشكل واعي للتاريخ الإمبراطوري المغربي لأدركوا أن الحيز الترابي للإمبراطورية المغربية إمتد لقرون إلى عمق أعماق إفريقيا و أن تأثير الشعب المغربي بحضارته العريقة أصيل و فاعل في تقاليد و معتقدات و عادات الشعوب الإفريقية ،
فالإمبراطورية المرابطية كانت تحكم من مدينة مراكش كل الغرب الإفريقي و الدولة السعدية في عهد المنصور الذهبي قامت بالتمدد لحكم كامل الغرب الإفريقي أو السودان المغربي بعد حملة جودر باشا سنة 1591 و تأسيس باشوية تمبوكتو التي كانت تحكم كامل الغرب الإفريقي بإسم السلطان السعدي و العلوي في مراكش و مكناس و فاس و الرباط بين 1591 و 1888.


الدولة المغربية بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس قامت منذ سنوات قليلة بعملية استثنائية ضخمة لتسوية أوضاع المهاجرين بالمغرب تم تنفيذها في إطار تجربة تحظى بمتابعة دولية بالنظر الى كونها تقدم إجابات حقوقية وإنسانية على محور الهجرة جنوب- جنوب، وتمنح الأمل لآلاف المهاجرين واللاجئين في الاندماج المهني والاجتماعي حيث عمل المغرب على بلورة إستراتيجية مندمجة تشاركية تضم جميع المتدخلين المعنيين بهذه القضية، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والفاعلين المؤسساتيين، من أجل تسهيل اندماج المهاجرين في النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي المغربي، المقاربة المغربية للهجرة تعتبر من المقاربات الإنسانية القليلة التي تحظى بدعم و تشجيع المجتمع الدولي حيث أن المغرب يعتبر شريك أساسي لمنظمة الهجرة الدولية في تدبير شؤون المهاجرين و المغرب له صولات وجولات دولية لا مجال لذكرها من أجل تثبيت مقاربته المتفردة لمعالجة ملف الهجرة بعيدا عن الرؤية الضيقة أو الإقصائية التي تعتمدها دول مارقة كالجزائر و تونس .
عملية الإدماج هاته لمن تكن الأولى في التاريخ المغربي فالسلطان العلوي مولاي إسماعيل ( 1672-1727 ) قام بتحرير مئات الآلاف من العبيد الأفارقة و عمل على دمجهم في نظام عسكري خاص سماه بجيش البخاري قام بعمليات بطولية لتحرير الثغور المغربية من الإستعمار الإسباني و الإنجليزي .
لذلك فالمكون الإفريقي دستوريا يعتبر فاعلا أساسيا و رافدا رئيسيا من روافد الحضارة المغربية الضاربة جذورها في عمق التاريخ ، علينا أن نتفق بأن الدستور المغربي هو القانون الأسمى للأمة المغربية و قد نص في فصل صريح و واضح بأن المكون الإفريقي جزءلا يتجزأ من الحضارة المغربية و أي محاولة للمساس بروح الدستور المغربي فهو خدمة لأجندات لا تمل و لا تكل في التآمر على المغرب و وحدته الترابية و وحدة نسيجه الإجتماعي تحت القيادة الشريفة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب و قائد إفريقيا .

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

دارمانان يشيد بالتعاون الأمني المتميز بين فرنسا والمغرب

كلامكم اأشاد وزير الداخلية وما وراء البحار الفرنسي،