رد ناري على الفنان طاليس.. دفاعا عن كرامة المرأة المغربية،ضذ كل مظاهر التفاهة والإبتذال.

رد ناري على الفنان طاليس.. دفاعا عن كرامة المرأة المغربية،ضذ كل مظاهر التفاهة والإبتذال.

- ‎فيرأي, في الواجهة
937
6

خالد مصباح

على ضوء ما أقدم عليه الملقب والمدعو ب”طاليس” من إهانة للنساء المغربيات،وتحريج في حق النساء المغربيات من خلال ما قدمه فيما يسمى كوميديا كلها انحطاط واسفاف وتفاهة،و حيث يعتبر ما قاله وتفوه به هذا الشخص الذي يسمي نفسه يا حسرة ممثلا وكوميديا مغربيا،من المفروض ان يساهم من موقعه لو كان فنانا حقيقيا يحمل رسالة ذات مضمون فكري وثقافي يهدف الى المساهمة في مناهضة كافة أشكال التمييز والعنف والاقصاء ضد النساء والفتيات بالمغرب ،وبالتالي فإن هذا الفعل المشين والخطير الذي صدر عن هذا الشخص والمتمثل في تشييء النساء والفتيات ،والمس بكرامتهن،واختزال المرأة كجسد فقط ،وهي حسب تمثلاته المتخلفة فهي سهلة المنال ومجرد وسيلة لتفريغ الشهوات المريضة ،وبالتالي يعتبر ما قاله هذا الشخص أكبر إهانة للمرأة المغربية ولكل مناصري مناصرات قضايا حقوق النساء ولكل المؤمنين والمؤمنات والمدافعين والمدافعات عن الحقوق الإنسانية للنساء بشكل عام، كذلك مس بمبادئ وقيم حقوق الانسان الذي كرسها دستور 2011 و كل المواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان التي ناضلت من أجلها أجيال متعاقبة من النساء والرجال ببلادنا لتسود هذه القيم و المباديء في كل مناحي الحياة العامة وفي السلوكيات اليومية لمختلف المواطنين والمواطنات.
والأخطر والأدهى من كل ذلك أن ما قاله هذا (الكوميدي) كان أمام مرئ ومسمع من وزاراء بالحكومة المغربية و مسؤولين عن قطاعات استراتيجية،وذلك في إطار ذلك حفل تكريم مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم ولاعبيه المنظم من طرف الجمعية الوطنية للاعلام والناشرين،حيث كان من الأجدر أن ينتفض هؤلاء المسؤولين ضد هذه السخافة،باعتبارهم مكلفين بتنزيل السياسة العمومية في مجال مناهضة كافة أشكال العنف والتمييز ضد النساء والفتيات،ومسؤولين كذلك عن كافة الخطط التي صدرت عن هذه الحكومة أو غيرها والتي لازالت ممتدة في الزمان المرتبطة بمناهضة العنف المبني عن النوع الاجتماعي,فضلا عن خطة تحسين صورة المرأة المغربية في الاعلام وغيرها…
و تأتي هذه الخرجة الخطيرة لشخص تم دعوته (ككوميدي) لتنشيط حفل رسمي بحضور شخصيات عمومية وحكومية،حيث بعد كل هذه المكتسبات الحقوقية الكبيرة،بعد مسارات شاقة وعسيرة ،نجد انفسنا اليوم نعود الى إلى لغة بالية ومتجاوزة تعبر عن عقلية ذكورية مريضة،وفي حفل شبه رسمي ،وذلك من خلال التهجم والتهكم بشكل مستفز ومقزز وخادش للشعور العام ،بعد الحضور الاستثنائي والمميز والرائع للنساء والامهات والزوجات والشابات المغربيات في فعاليات منديال قطر2022 ،اللواتي أبن عن حسهن الوطني الكبير اتجاه بلدهن ،كما كان يمكن أن يكون هذا الحدث الاحتفالي فرصة لتكون فيه النساء والأمهات هن سيدات هذا الحفل ،باعتبارهن مساهمات في هذا الانتصار الكبير و قد أنجبن وربين هذا الجيل الجديد المتشبع بروح التضحية والعطاء من أجل إعلاء راية الوطن.
لكن الأخطر من كل هذا وذاك ، أن هذا الفعل المشين والمسيء والذي يهدف الى النيل من كرامة النساء المغربيات، وقع أمام مسؤولين كبار من الحكومة وغيرها،حيث كان من المفروض إيقاف هذا العبث،لكن للأسف الشديد إكتفى هؤلاء المسؤولين بالضحك فقط، مما يوحي للمتلقي والمتتبع البسيط أن يستنتج أن هناك تجاوب إيجابي مع ما يقول ذلك الشخص,في الوقت الذي كنا ننتظر فيه وينتظر معنا الرأي العام التصدي لهذا المنطق الأخرق وتوقيف صاحبه بل وطرده من منصة هذا الحفل،لان منطقه كان مناقضا تماما لكل التوجهات الاستراتيجية للبد في مجال حماية النساء والفتيات من كل اشكال العنف والتمييز، كما انه ويقوض كل الجهود الرسمية والمدنية التي بدات في هذا المجال.وذلك حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه عن قصد تسفيه كل تلك الجهود ،والاساءة الى المسار الحقوقي ببلادنا،و كل التراكمات الحقوقية والانسانية التي حققتها المرأة المغربية.وبالتالي الرجوع بنا الى الوراء.
اننا والحالة هاته وبما أن ما وقع من طرف هذا الشخص أمام فاعلين عموميين تصبح معه المسؤولية مشتركة بين المعني بالأمر باعتباره الفاعل الاساسي، والحكومة المغربية التي حضر بعض وزارئها لهذا الحفل الذين لم يحركوا ساكنا ولم يقوموا بأي رد فعل يذكر إزاء هاته التفاهة،بل كان يبدو عليهم علامات الرضا والتجاوب الايجابي في بعض الاحيان كما لاحظ الجميع، و مسؤولية الاعلام الرسمي أيضا الذي أذاع ونشر هذه السخافة،و عليه وجب على الحكومة والهاكا ( الهيئة العليا السمعي البصري)،أن تقوما باجراءات وتدابير من شأنها رد الاعتبار للنساء المغربيات ولكل مناصري الحداثة والديمقراطية، باتخاذ قرارات جريئة والعمل على إتخاذ إجراءات زجرية في حق الفاعل الرئيسي مع تقديم إعتذار رسمي لكل المغربيات المغاربة،عما لحقهن ولقحهم من إهانة شاهدها عدد كبير من مختلف بقاع العالم وأمام مسؤولين عموميين المفروض فيهم من موقعهم الدفاع عن كرامة كل المواطنات والمواطنين و القطع النهائي مع الإساءة إلى صورة المرأة بالاعلام،ومناهضة كافة أشكال التمييز والعنف ضد النساء والفتيات ،بدل تشجيع مثل هذه السخافات والإبتذال الذي صدر عن هذا الشخص والتي يتعين معه التعامل بالصرامة اللازمة والكافية في كل الحالات المشابهة.
وفي الاخير فإن ما وقع من خلال هذا الحدث السيء الذكر،يلزمنا جميعا كل من موقعه أن نعيد الى واجهة النقاش العمومي القضايا المرتبطة بالاساءة الى صورة المرأة في الاعلام وتقييم أثر كل تلك البرامج و الخطط ذات الصلة،كما يفترض أيضا أن نتجند جميعا مجتمع مدني ديمقراطي حداثي وإعلام متنور و منفتح لمواكبة النقاش العمومي الجاري والمرتقب حول التغيير الشامل والجدري لمدونة الأسرة بما يتلائم مع روح دستور 2011 والتزامات المغرب الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان بما يضمن القطع مع كل هذه الاساليب الرخيصة ضد النساء وتحصين مجتمعنا وابنائنا وبناتنا من كل مظاهر الإنحطاط الفكري والتردي الثقافي والعمل على صياغة برامج تهدف الى التربية على قيم حقوق الإنسان والمواطنة الحقة والتكوين والتدريب على قواعد العيش المشترك.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

حموشي يستقبل سفير باكستان بالرباط

  استقبل المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب