الشاعرة نعيمة فنو لوزير الثقافة: كيف تكرمون مبدعا وتسلمونه ظرفا فارغا كتب فيه: “سيصلك المبلغ قريبا”

الشاعرة نعيمة فنو لوزير الثقافة: كيف تكرمون مبدعا وتسلمونه ظرفا فارغا كتب فيه: “سيصلك المبلغ قريبا”

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
1007
التعليقات على الشاعرة نعيمة فنو لوزير الثقافة: كيف تكرمون مبدعا وتسلمونه ظرفا فارغا كتب فيه: “سيصلك المبلغ قريبا” مغلقة

مريم آيت افقير

بعثت الشاعرة والفنان التشكيلية نعيمة فنو رسالة الى السيد وزير الثقافة تفضح فيها معاناتها مع دور النشر إلى جانب شعراء هذا البلد .. مزيدا من تفاصيل الرسالة نوردها كما نشرتها صاحبتها على صفحتها في الفايس بوك..

نص الرسالة
بعد إنجاز المغاربة التاريخي في بطولة كأس العالم، ارتفع سقف طموحنا كعرب وكمغاربة بالخصوص. لهذا، ومن غيرتي على بلدي، ارتأيت أن أكتب رسالة لجنابكم سيدي الوزير
سيدي الوزير بصفتي شاعرة وتشكيلية مغربية أردت أن أوصل لكم رسالة تتمثل في معاناتي مع دور النشر المغربية، وأظن أني لست الوحيدة. فالكل يعاني في صمت، خصوصا الشعراء؛ فقد أصبحت الدواوين الشعرية تشكل حساسية مفرطة لدور النشر. إذ تواصلت مع بعضها، فوجدتها ترفض نشر الشعر دون الاطلاع على العمل ، ومنها دور نشر طلبت مبالغ خيالية ما بين 20000ألف درهم و50000. أي أن أدفع 50 درهمًا عن كل نسخة . يطبعون العدد الذي سيسلمونك إياه وتتكلف أنت بتوزيعها، ليتركوا في خزانتهم 10 نسخ في انتظار معارض الكتاب لأخد الصور أثناء التوقيع، مع العلم أن مبالغ دعم الوزارة لهذه الدور لم تتجاوز ثلث هذه المبالغ . مما دفع مجموعة من الشعراء للانزياح باتجاه الرواية والدراسات النقدية وغيرها.
اما بخصوص دعمكم، سيدي الوزير، المباشر لدور النشر، ففيه حيف وظلم وإقصاء للمبدع. تركتم مجالا لدور النشر لتستأسد علينا بشروطها المجحفة ولا تنشر إلا (لزبائنها الكرام) ومعارفها، بدليل أن هناك من استفاد من الدعم في أكثر من إصدار، وهناك من لم يستفد…أغلقتم المنافذ علينا وإن أردنا الاعتماد على أنفسنا في طبع ونشر إصداراتنا، فلا معارف لنا غير إبداعنا وجهدنا واشتغالنا… عندما تغلق الأبواب، يتوجه المبدع المغربي نحو الدور الأجنبية التي بدورها تنتقي ما يسوّق وترمي بالفتات لكبار المبدعين المغاربة؛ أعمالهم مقابل نسيخات يتيمة وصورة للغلاف للتطبيل والتزمير واللايكات …الكل هاجر إما إلى الأردن وإما إلى إيطاليا في الغالب؛ هناك استقطبوا النخبة وزبدة المثقفين المغاربة، أول الأمر ينشرون للجميع، وبعد الإشباع واستقطاب الكل أصبحوا يملون شروطهم ويكتفون، هم أيضا، بالدراسات والروايات والمربح من الآدب، أما الشعر فيتعاملون غالبا مع شعراء الدول التي تعاني سياسيا لحصولهم على الدعم على ظهرها هي الأخرى. سيدي الوزير، لماذا تركتم مثقفيكم لهذا التلاعب والبيع والشراء والهجرة نحو الآخر الذي يبحث عن مصلحته فوق كل اعتبار؟ والله مؤسف منظر تجمهر المبدعين المغاربة حول مدراء دور النشر في معرض الكتاب أملا في أن يُطبع لهم إصدار أو عمل… يستضيفونهم كأمراء بينهم في المقاهي والحانات ويقدمون لهم ما لذ وطاب لتجديد أمل أن ينشر له عمل.. .
سيدي الوزير، كل العالم شهد فضيحة جائزة المغرب اليتيمة، وأصبحت سيرتنا على كل الألسنة. إنها لم تعد جائزة بل صار أعضاء اللجنة يكرمون بعض معارفهم، مع احترامي للجميع، ليتدخل قسطاسك المستقيم لكيل العلم بالإنصاف والمناصفة، ربما المناصفة كما عهدناها في المسابقات العالمية تكون في نوع أدبي واحد وبعد منافسة شرسة ولا توزع بالمجان لإرضاء من يجب إرضاؤه …
سيدي الوزير، وكأن الساحة فارغة من وزارتكم؛ تركتم دولا أخرى تسيّر مؤسساتها بالمغرب وتكرّس ثقافتها وتوجهها السياسي وما تحبه من الشّعر وما ترتضيه على حساب ثقافة الدولة الأمة الضاربة في القرون ولولاها لما سُمع لنا صوت ولما اجتمعنا من كل حذب وصوب حولها …
سيدي الوزير، كيف تكرمون مبدعا_ وأتحدث عني – وتسلمونه ظرفا فارغا كتب فيه: “سيصلك المبلغ قريبا” وبعد سنوات لا يصل المبلغ ؟ كيف تستصغروننا وتقللون من شأننا بهذه الطريقة ؟ المسألة ليست مادية، بل هي انتقاص من قيمتنا لدى وزارتكم المحترمة …
سيدي الوزير، لدينا أعمال من حقنا نشرها في وطننا؛ لأننا نمثل الوطن في محافل عدة بعيدا عن السماسرة والعصابات واللوبيات، ألا يمكننا ذلك ؟ كيف يعقل أن تطلب منا مبالغ 50000درهم لطبع ديوان، وفي الأخير أوزعه بمعرفتي ؟؟؟ لهذه الأسباب، لم أعد أكتب أصلا، قتلتم فينا الإصرار والإبداع …لم أعد أكتب ولكني سأصرخ وأتمنى أن ينضم الشعراء والأدباء والمثقفون المغاربة لصرختي، لنغير هذا التوجه الذي لا يخدمنا ولا يخدم الثقافة المغربية. المغرب يستحق أفضل وأحسن.
سيدي الوزير، عندما لا نغير شيئا، فشيم الكبار ترك مساحة لمن يستطيع،لأن قطار الثقافة متوقف لولا تدخل ضيوفنا لضخ شيء من الدماء. وزارة الثقافة هي الأخرى في أمس الحاجة لركراكي ليخرك الراكض من سنوات عجاف …
والسلام

يمكنك ايضا ان تقرأ

يوم الريف: الجزائر ولعبة الديك المذبوح في سياق العزلة الإقليمية

نورالدين بازين تشهد منطقة شمال إفريقيا تحولات جيوسياسية