عبد العليم زياد
في مقاهٍ المملكة المغربية وصل ثمن مشاهدة مباريات المونديال الذي تحتضنه قطر، إلى قرابة 30 درهم عن كل استهلاك، بينما ارتفع الثمن في مقاهٍ أخرى بثلاثة دراهم أو أربع فقط، في وقت استقر الثمن على ما اعتيد أداؤه في مواقع شعبية، والسبب قد يكون الرهان على نقل أطوار “ المونديال” القطري عبر قنوات تلفزية خاصة. كما قد يكون مرتبطا بالرغبة في تحقيق أرباح بأسهل الصور الممكنة عبر استغلال تعطش المغاربة لنصر هذا الفريق أو ذاك، ما يُستغل من لدن أرباب المقاهي لتحصيل غنيمة من الدراهم قد لا يجود بها الزبناء على طول شهر كامل.
اشتكى مواطنون بعدد من مدن المملكة، جشع بعض أصحاب المقاهي، حيث استنكروا بشدة إقدامهم بشكل غير مسبوق، على فرض تسعيرات وصفتها ب”الخيالية”، نظير متابعة مقابلات المنتخب الوطني بمونديال قطر.
و عمد عدد من أصحاب المقاهي إلى مضاعفة تسعيرات المشروبات، بشكل قوبل كثير من السخط والغضب من قبل كل الزبناء الذين اعتبروا ما حصل استغلالا مرفوضا، خاصة أن الأمر يتعلق بحدث عالمي ينبغي أن يطغى عليها الحس الوطني، أكثر من الهاجس المادي.
وردا على هذا الجشع ، طالب عدد مهم من نشطاء الفيسبوك، بضرورة مقاطعة كل أشكال الاستغلال التي يقوم بها بعض أصحاب المقاهي، خاصة أن مقابلات المنتخب منقولة مجانا على قناة الرياضية الأرضية، مشددين على أن ما زاد من شجع بعض عديمي الضمير، هو صمت واستكانة بعض الزبائن الذين يرضون لأنفسهم أن يصبحوا سلعة يتاجر بها الانتهازيون و الاستغلاليون.
وفي هذا السياق، دعا نشطاء في المغرب السلطات إلى التدخل لوقف ما وصفوه بـ”جشع” أرباب المقاهي الذين يعرضون مباريات كأس العالم مقابل أسعار وصفوها بـ”الخيالية”.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى نطاق واسع صورا لإشعارات تخبر رواد المقاهي بتغيير في أسعار المشروبات خلال المباراة المقبلة، التي ستجمع غدا، المنتخب المغربي بنظيره البلجيكي.
وفق المنشورات المتداولة، رفعت بعض المقاهي أسعار مشاهدة مباريات منتخب “أسود الأطلس” إلى 30 درهما ، فيما تحدث آخرون عن 40 درهما في بعض المناطق السياحية، فيما بلغ ثمن قارورة الماء صغير الحجم ( 33 سل) 6 دراهم ( مراكش نموذجا).
وفي مراكش، اشترطت بعض المقاهي والمطاعم لمشاهدة مباريات كرة القدم ، خصوصا مبارايات المنتخب المغربي ، في وجبة غذائية تكون قد حدد طلبيتها سابقا، من أجل مشاهدة المباراة، وغير ذلك فإن ولوج الزبناء الى هذه المطاعم او المقاهي مرفوض مسبقا. وهو ما اعتبرته أصوات منددة بالأمر الغير المقبول، واستنكروا وضع السلطات المحلية بمراكش التي اكتفت بالتفرج على الابتزاز و سرقة جيوب المواطنين بدعوى أن أصحاب هذه المقاهي والمطاعم استغلوا قانون تحرير الأسعار وعاتوا فسادا في الأرض.
وللإشارة، لا يزيد سعر متابعة مباراة كرة القدم في المقاهي الشعبية بالمغرب عن 15 درهما، تشمل خدمة مشاهدة المباراة ومشروبا من اختيار الزبون، ولعل ذلك ما دفع بالكثيرين للتعبير عن امتعاضهم من الأسعار الجديدة مطالبين السلطات بالتدخل لمراقبة الأسعار وأن لا تكتفي بالتفرج وكأنها راضية على ما يحدث من ابتزاز للمواطنين.
