22 / جوان يونيو 1986، مونديال مكسيكو .. إنجلترا _ الأرجنتين ، الربع نهائي على ملعب الآزتيكا …

22 / جوان يونيو 1986، مونديال مكسيكو .. إنجلترا _ الأرجنتين ، الربع نهائي على ملعب الآزتيكا …

- ‎فيرياضة, في الواجهة
495
6

 

لفهم الموضوع يجب قبل ذلك العودة للوراء ..

في عام 1833 طردت فرقة مدفعية بريطانية القوات الأرجنتينية المسيطرة على جزيرة الفوكلاند ( أو مالفيناس) كما تسمى باللاتينية وأعلنت خضوع الجزيرة للتاج الملكي.
هذه الحرب كانت بداية الشرارة التي أشعلت الأزمة بين شعبي الأرجنتين والإنجليز، حتى وصل الأمر لكرة القدم، فأدعى الإنجليز أنهم هم من علموا الأرجنتنيون فنون كرة القدم وكانوا سببًا في دخول هذه الرياضة لبلاد الفضة ، عن طريق عمال سكك الحديد الأنكليز في العاصمة بيونس آرس .. هذا الكلام لم يعجب الأرجنتينيين ، ولهذا ..

في عام 1953 لُعبت مباراة ودية بين الطرفين في بوينس آيرس وانتهت المباراة بفوز الأرجنتين بنتيجة 3-1.
حينها قال أحد السياسيين الأرجنتيين:
“قُمنا بتأميم السكك الحديدية، الآن أستطيع القول بأننا قمنا بتأميم كرة القدم!”.
بداية العداوة الحقيقية كانت في كأس العالم 1966 حين استضافت إنجلترا كأس العالم ، وفي الدور ربع النهائي أصطدم أصحاب الأرض بالأرجنتين في لقاء أطلقت عليه الصحف الأرجنتينية أسم “سرقة القرن” بعد إقصاء منتخب الأرجنتين بهدف يتيم سجله جيوف هورست.

منع مدرب إنجلترا أولف رامزي لاعبيه من تبادل القمصان مع لاعبي الأرجنتين الذين وصفهم بـ”الحيوانات” مما أثار غضب الصحافة الأرجنتينية التي تحدثت عن ضرب أحد مسؤولي الاتحاد الإنجليزي لمشجعة أرجنتينية حامل على بطنها وأنهم هم الحيوانات وانا الحكم لعب بقميص إنجلترا .
في 2 أبريل 1982 إندلعت حرب الفوكلاند بين الأرجنتين و بريطانيا و خسرت الأرجنتين الحرب و العديد من الضحايا واستمرت هيمنة الإنجليز على الجزيرة .

عندما نتكلم عن حرب الفوكلاند ، كل من عاش تلك الحقبة يذهب بخياله إلى مونديال ميكسيكو …

لكن قبل الحديث ووصف ما حدث في 22 جوان ، نحتاج اولاً إلى العودة إلى 13 مايو 1980 في ملعب ويمبلي بأنجلترا ..
كانت إنجلترا تلعب مباراتها الودية المعتادة ضد أبطال العالم كان تقليد مستمر منذ الثلاثينيات ، هذه المرة ، فإن المنافسين هم الأرجنتينيون الذين فازوا بكأس العالم المثير للجدل لعام 1978.
بدأت المباراة و في الدقيقة 20 من الشوط الأول ، يأخذ اللاعب الشاب رقم 10 من المنتخب الأزرق الكرة من وسط الميدان ويبدأ في التقدم.
يلمس الكرة بقدمه اليسرى التي لها إيقاع مختلف و يبدء بالتقدم بسرعة نحوى المدافعين ، تخطي كل الذين واجهوه ، وصل أمام حارس المرمى توقع خروجه باستهزاء يرفع الكرة فوق الحارس .. لكن الكرة خارج المرمى بمحادات القائم.
عند عودته إلى المنزل ، ينتظره شقيقيه ” هوغو ” و ” لالو” في المطار ، اول كلمة يقولونها له :
” دييغو ، لماذا لم تراوغ حارس المرمى أيضًا ؟ ماذا كان يمكن أن يكون …هدف خرافي”
لكن دييغو يختتم الكلام بقليل من اللامبالاة .. قائلا :

” في مناسبة قادمة سأفعلها !! “.

ربما كان لا يعرف أن الفرصة ستحصل مرة أخرى ضد نفس الخصم ( إنجلترا ) ، في كأس العالم في المكسيك عام 86 وبعد حرب الفوكلاند.
في مونديال ميكسيكو على ملعب استاد أزتيكا ، قرر دييغو أن يصنع التاريخ بهدفين لم ينساهم التاريخ لحد الآن بعد التقدم هدف 1-0 باليد السحرية ، يتلقى الكرة في خط الوسط ويبدأ في الجري لمسافة 60 مترًا في 10 ثوان نحو المرمى الإنجليزي ، حيث راوغ خمسة لاعبين إنجليز
(هودل ، ريد ، سانسوم ، بوتشر وفينويك)
مرة أخرى يخرج حارس المرمى ، لكن هذه المرة يفعل دييغو ما وعد به اخويه ” هوغو ” و ” لالو ” ، تخطي شيلتون ووضع الكرة في الشباك.
إنه “جول ديل سيكولو” …
يمكن قول الكثير من الأشياء عن هذا الهدف ، لكن ربما أفضل الكلمات كانت من قبل المعلق الشهير فيكتور هوغو موراليس عندما قال…
“Barrilete Cosmic، de que planeta viniste؟”
(طائرة ورقية كونية ، من أي كوكب أتيت منه يا دييغو ؟)
22 يونيو 1986 ، يومها جن جنون الانجليز ووصفته ولا تزال بأبشع الصفات والألقاب فهو بنظرهم “لص مخادع وقذر”، وطالبه بيتر شيلتون مراراً و تكراراً بالاعتذار عن هدفه الذي سجله بيده.
ليرد مارادونا على الأنكليز :
” أعتقد أني فضلت هدفي الذي سجلته باليد على كل أهدافي ، كان ذلك كأننا هزمنا بلداً، رغم أننا قلنا قبل المباراة أن كرة القدم لا علاقة لها بحرب الفوكلاند ، كنا نعلم أنهم قتلوا الكثير من أطفالنا هناك، لقد قتلوهم كالطيور ، وهذا الهدف كان انتقام .. وسيبقى يؤلمهم “.

يومها كتبت أشهر الصحف الأرجنتينية adnmundo على غلافها :

” Gracias Dios por el futbol، por Maradona …”

” الحمد لله على كرة القدم و على مارادونا …”

لاتقارنوه من فضلكم

#صفحة فيلسوف_إيطالي⁩

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

الاثنين المقبل .. بوادر انفراج في ملف الاساتذة الموقوفين على المستوى الوطني..

محمد خالد كشف مصدر مسؤول باكاديمية التربية والتكوين