بعد وفاة أبرز مؤسسيها؛ السوسدي وباطمة والشريف وبختي، وانسحاب الأخوين الباهيري لتأسيس فرقة أخرى، توارت فرقة لمشاهب الغنائية عن الأنظار تماما، بقيت سعيدة والشاذلي وحمادي ولمراني وبولمان، غير أنهم لم يستطعيوا إيجاد منفذ إلى إعادة تحريك عجلة “لمشاهب”، التي صنعت مجدا غنائيا حافلا، وخلقت لنفسها هوية فنية، تتغنى للمستضعفين والمسحوقين، من فئات المجتمع المغربي، إلا أنها الآن، بدأت في تجميع شتاتها، لتعلن انبعاثها من جديد.
سجلت المجموعة سنة 1972، أول شريط لها تحت عنوان: “شوف ليك من غير الكاس دواء للراس وهوى وين”، كما قامت في نفس السنة؛ بجولة مع الخطوط الملكية المغربية، بعدد من العواصم، وشاركت برفقة فنانين آخرين منهم عبد الهادي بلخياط، حميد الزاهر وغيرهما.
كان الراحل محمد باطمة، أول الملتحقين بالمجموعة سنة 1973، قادما من فرقة تگادة، بالإضافة إلى محمد السوسىدي، ومبارك جديد الشادلي، ومحمد حمادي.
بعد أن إكتملت صفوف لمشاهب في أوائل سنة 1973، بدأت الفرقة في تحضير ثاني شريط غنائي بعنوان “أمانة” والذي ضم أربعة قطع وهي : أمانة، الواد، الطالب، الخيالة، لقي هذا الألبوم إستحسان الجمهور المغربي، وشكلت أمانة؛ ورقة تعريف مميزة لمجموعة لمشاهب ولتوجهها الفني، مما جعلها محط إعجاب الجمهور المغربي، ومصدر قلق العديد من المجموعات الغنائية المتواجدة في الساحة الفنية آنذاك.
نصف قرن بالتمام والكمال، هو عمر فرقة لمشاهب، التي تأسست بالحي المحمدي في الدار البيضاء سنة 1972.
توالت ضربات كثيرة على ظهر الفرقة، ومرت بأزمات التقسيم مرات عديدة، كانت أسبابها اختلاف في رؤى الفنانين داخل المجموعة، بين من يرى أن على المجموعة أن تهادن في اختيارها لبعض المواضيع الحساسة، وأن تبتعد كثيرا عن “أغاني الموقف”، والنقد اللاذع، وبين فنانين آخرين، تمسكوا بالخط التحريري للمجموعة، التي جعلت من القضايا الاجتماعية والسياسية وقتها، منبعا لكل مقطوعاتها الفنية.
وعندما بدأت الفرقة في التشافي، وفي استرجاع عافيتها شيئا فشيئا، شرعت في رأب الصدع الذي خلفته كثرة الانقسامات والانقطاعات بداخلها، مع أواسط التسعينيات من القرن الماضي.
غير أن الموت الذي غيب عددا من أعضائها المميزين، أعاد الفرقة إلى نقطة الصفر، وكانت أولى هذه الضربات، فقدان شاعر الفرقة، محمد باطما سنة 2001، تلاه رحيل استاذ المجموعة، مولاي الشريف العلوي لمراني سنة 2004، وصولا إلى رحيل محمد السوسدي سنة 2012.
حافظ حمادي والشادلي وسعيدة، على ما تبقى من لمشاهب، غير أن الأوضاع داخل الفرقة لم تكن مشجعة على العمل، هذا ما كشف عنه محمد حمادي، في حديث خص به 2m.ma، حيث قال أن هؤلاء الثلاثة لم يجدوا بيئة سليمة للعمل، مما اضطره إلى الانسحاب وتأسيس فرقة أخرى حملت اسم لمشاهب حمادي، قبل أن يسترجع اسم المشاهب الأصلي، بعد حصوله على شهادة الملكية الفنية والصناعية.
وبالرغم من ذلك يضيف حمادي، بقيت سعيدة والشادلي في الفرقة الأخرى، غيره أنه اقنع سعيدة في الأخير، للالتحاق بفرقة لمشاهب الأم، وهو القرار الذي رحب به مكتب الفرقة.
ومنذ سنة 2016، استأنفت لمشاهب أنشطتها الفنية، وأصدرت ألبوما غنائيا، وأغان جديدة، فيما تفكر في إعادة غناء ريبيرتوار الفرقة، بالتنسيق مع ورثة الفنانين الذين قضوا نحبهم، “ليمس العمل الشريحة الجديدة من الشباب المغربي” بتعبير حمادي، الذي أكد أن لمشاهب ستعود بقوة، وستحافظ على طابعها الذي يميزها، وحتى المقطوعات الغنائية، ستكون بنفس التوزيع الذي تعرف به المجموعة.
وتتكون فرقة المشاهب الحالية من: محمد حمادي، سعيدة بيروك، نورالدين إخوان، عبد الحق جوهري، المختار الميموني، حسن حسنين ومراد جلال.