(مولاي عبد الله) الأغنية التي اختزلت كل ربوع دكالة في معانيها

(مولاي عبد الله) الأغنية التي اختزلت كل ربوع دكالة في معانيها

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
7142
6

بقلم الباحث عبد الرحيم شراد

من منا لم يستمع للأغنية الشعبية الجميلة ، التي تحمل عنوان ” مولاي عبدالله ” . أغنية اشتهرت بها فاطنة بنت الحسين و غيرها كثير . الحقيقة أن مبدع هذه الأغنية و كاتب كلماتها هو الفنان الشعبي ” التهامي السالمي ” رحمة الله عليه ( انظر الصورة ). كتبها و لحنها و غناها و بعد ذلك تداولتها أصوات مختلفة و أصبحت على كل لسان . يقول مطلع الأغنية ، ” أنا و أنا و أنا وا عاد عَدا ” . إن هذا الإستهلال في نظري ليس فقط بغرض ضبط الميزان عند الإنشاد . بل إن في ترديد ” أنا و أنا و أنا ” تعبير عن فرحة و ابتهاج جماعي . و المناسبة هي “عَادْ عَدا ” التي هي حسب رأيي ” عودة ألعاب الفروسية ، التي اشتهر بها موسم مولاي عبدالله امغار ، بتٍيطْ “. إن كلمة ” عَدا ” هي اختصار للجملة التي يقولها المغاربة ” عَدا الخَيْل ” أي ” ها قد عاد موسم التبوريدة ” . لهذا ، لا نستغرب عندما نجد الشاعر يقول في أحد المقاطع عن سربات الخيالة ” بانوا ليا السّْروتْ .. السّْنَاحاتْ كيف الياقوت .. بالليل يضوِّيوْ عليا .. جاونا خيل العونات .. جاونا خيل ولاد افرج ..جاو خيل اجعيدان ” .. و يختم هذا المقطع بإشارة سريعة إلى قبيلة ” القواسم ” التي اشتهرت بالصيد بالصقور ، قائلا ” جاونا القواسم .. حَكَّامْة الطير الحُر ” . هذه الإشارة السريعة لا توازيها إلا سرعة الصقور و هي تحلق صوب صيدها . إن الشاعر منذ بداية القصيدة ، يفصح عن غرضه ” ابا هيا ابا مولاي عبدالله الوالي الشريف .. را احنا جينا نزوروك ” و تظل هي اللازمة تتكرر عند الغناء مع التأكيد على الزيارة بما تحمله من معاني اللهفة و الشوق و المحبة و ذلك من خلال ترديد عبارة ” جينا نزوروك ” أكثر من مرة . ثم إن الشاعر لا يترك الفرصة تفوته ، دون الإشارة إلى نَسَبه ” نضنا فرحانين .. مشينا مجموعين .. أهيا الوالي لَحْنين .. تعالى تشوف الزين .. را السّْوالَمْ جايين زايرين .. ” و في الطريق من منطقة السوالم في اتجاه مدينة الجديدة ” مشينا مع طريق الواد .. واد أم الربيع ..الطريق غادة و تعواج .. ممنوع الضوبلاج ” . إن من سبق له و أن سافر عبر هذه الطريق يدرك جيدا أنه لا بد و أن يمر على مدينة أزمور ، لهذا فالشاعر يقدم اعتذاره للولي الصالح ” مولاي بوشعيب ” حيث أنه لم يتمكن من زيارة ضريحه . و في هذا يقول ” ملى لحقنا لأزمور .. دزنا بالحديد مخطوف .. الوالي راك تشوف .. احسبنا من الزايرين ” إن من أجمل المقاطع و أبلغها تعبيرا هو حينما سيصل الشاعر إلى مدينة الجديدة ” لحقنا للجديدة .. بانت ليا لكبيدة .. قلت ليها مالك فريدة .. حيث الغربة فايتة فيا .. مالك مجلية في الخُلْيانْ .. بين بحور و ويدان .. شكون هُمَا الضُّمَّان .. لازم تعاودي ليا .. قالت ليا يا الشريف يا ولد سيدي دحمان .. لا تبقاشي فكعان .. عندي ثلاثة الضُُّمان .. الأول في الضمان و الثاني في الضمان و الثالث في الضمان .. هو مولاي الحسن .. حيت القصر مبني فيا ” ( هنا إشارة إلى الملك الحسن الثاني ، لأن الأغنية تمت كتابة كلماتها في عهده ) . و هكذا بعد أن يصل الشاعر إلى ضريح الولي ، يقدم لنا وصفا مختصرا حيث يقول ” مولاي عبدالله .. وا هيا بني مغار.. ياك اللي زارو كأنه شاف الجنة بنهار .. عندو تسع سراجم .. ثلاثة صادين للبحر .. و ثلاثة للجرف الأصفر .. و ثلاثة للقبلة .. اللي هو مولوع آ سيادي را الجامع تمة ” . أتمنى أن أكون قد قربت بعض معاني هذه الأغنية الشعبية الجميلة للأصدقاء و الصديقات .  .
عن صفحة الجديدة

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

مصرع عامل بناء بعد سقوطه من الطابق الثالث بعمارة قيد الإنشاء بمراكش

كلامكم لقي عامل، في عقده الثاني، مصرعه بعد