(مولاي عبد الله) الأغنية التي اختزلت كل ربوع دكالة في معانيها

(مولاي عبد الله) الأغنية التي اختزلت كل ربوع دكالة في معانيها

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
16318
التعليقات على (مولاي عبد الله) الأغنية التي اختزلت كل ربوع دكالة في معانيها مغلقة

بقلم الباحث عبد الرحيم شراد

من منا لم يستمع للأغنية الشعبية الجميلة ، التي تحمل عنوان ” مولاي عبدالله ” . أغنية اشتهرت بها فاطنة بنت الحسين و غيرها كثير . الحقيقة أن مبدع هذه الأغنية و كاتب كلماتها هو الفنان الشعبي ” التهامي السالمي ” رحمة الله عليه ( انظر الصورة ). كتبها و لحنها و غناها و بعد ذلك تداولتها أصوات مختلفة و أصبحت على كل لسان . يقول مطلع الأغنية ، ” أنا و أنا و أنا وا عاد عَدا ” . إن هذا الإستهلال في نظري ليس فقط بغرض ضبط الميزان عند الإنشاد . بل إن في ترديد ” أنا و أنا و أنا ” تعبير عن فرحة و ابتهاج جماعي . و المناسبة هي “عَادْ عَدا ” التي هي حسب رأيي ” عودة ألعاب الفروسية ، التي اشتهر بها موسم مولاي عبدالله امغار ، بتٍيطْ “. إن كلمة ” عَدا ” هي اختصار للجملة التي يقولها المغاربة ” عَدا الخَيْل ” أي ” ها قد عاد موسم التبوريدة ” . لهذا ، لا نستغرب عندما نجد الشاعر يقول في أحد المقاطع عن سربات الخيالة ” بانوا ليا السّْروتْ .. السّْنَاحاتْ كيف الياقوت .. بالليل يضوِّيوْ عليا .. جاونا خيل العونات .. جاونا خيل ولاد افرج ..جاو خيل اجعيدان ” .. و يختم هذا المقطع بإشارة سريعة إلى قبيلة ” القواسم ” التي اشتهرت بالصيد بالصقور ، قائلا ” جاونا القواسم .. حَكَّامْة الطير الحُر ” . هذه الإشارة السريعة لا توازيها إلا سرعة الصقور و هي تحلق صوب صيدها . إن الشاعر منذ بداية القصيدة ، يفصح عن غرضه ” ابا هيا ابا مولاي عبدالله الوالي الشريف .. را احنا جينا نزوروك ” و تظل هي اللازمة تتكرر عند الغناء مع التأكيد على الزيارة بما تحمله من معاني اللهفة و الشوق و المحبة و ذلك من خلال ترديد عبارة ” جينا نزوروك ” أكثر من مرة . ثم إن الشاعر لا يترك الفرصة تفوته ، دون الإشارة إلى نَسَبه ” نضنا فرحانين .. مشينا مجموعين .. أهيا الوالي لَحْنين .. تعالى تشوف الزين .. را السّْوالَمْ جايين زايرين .. ” و في الطريق من منطقة السوالم في اتجاه مدينة الجديدة ” مشينا مع طريق الواد .. واد أم الربيع ..الطريق غادة و تعواج .. ممنوع الضوبلاج ” . إن من سبق له و أن سافر عبر هذه الطريق يدرك جيدا أنه لا بد و أن يمر على مدينة أزمور ، لهذا فالشاعر يقدم اعتذاره للولي الصالح ” مولاي بوشعيب ” حيث أنه لم يتمكن من زيارة ضريحه . و في هذا يقول ” ملى لحقنا لأزمور .. دزنا بالحديد مخطوف .. الوالي راك تشوف .. احسبنا من الزايرين ” إن من أجمل المقاطع و أبلغها تعبيرا هو حينما سيصل الشاعر إلى مدينة الجديدة ” لحقنا للجديدة .. بانت ليا لكبيدة .. قلت ليها مالك فريدة .. حيث الغربة فايتة فيا .. مالك مجلية في الخُلْيانْ .. بين بحور و ويدان .. شكون هُمَا الضُّمَّان .. لازم تعاودي ليا .. قالت ليا يا الشريف يا ولد سيدي دحمان .. لا تبقاشي فكعان .. عندي ثلاثة الضُُّمان .. الأول في الضمان و الثاني في الضمان و الثالث في الضمان .. هو مولاي الحسن .. حيت القصر مبني فيا ” ( هنا إشارة إلى الملك الحسن الثاني ، لأن الأغنية تمت كتابة كلماتها في عهده ) . و هكذا بعد أن يصل الشاعر إلى ضريح الولي ، يقدم لنا وصفا مختصرا حيث يقول ” مولاي عبدالله .. وا هيا بني مغار.. ياك اللي زارو كأنه شاف الجنة بنهار .. عندو تسع سراجم .. ثلاثة صادين للبحر .. و ثلاثة للجرف الأصفر .. و ثلاثة للقبلة .. اللي هو مولوع آ سيادي را الجامع تمة ” . أتمنى أن أكون قد قربت بعض معاني هذه الأغنية الشعبية الجميلة للأصدقاء و الصديقات .  .
عن صفحة الجديدة

يمكنك ايضا ان تقرأ

الأميرة للا حسناء تمثّل الملك محمد السادس في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات وتحضر مأدبة عشاء رسمية في نيس

كلامكم حضرت الأميرة للا حسناء، مساء الأحد 8