لماذا رفضت الإيرلندية سالي روني جائزة محمود درويش؟

لماذا رفضت الإيرلندية سالي روني جائزة محمود درويش؟

- ‎فيمنوعات
269
6

بقلم/ عبده وازن

قبل أن تمنح مؤسسة محمود درويش جائزة الشاعر الفلسطيني الكبير في دورتها الجديدة إلى المغني البريطاني العالمي مؤسس فرقة بينك فلويد روجر ووترز، عرضت الجائزة على الروائية الإيرلندية سالي روني التي كانت أحدثت اخيراً، حالاً من الاضطراب في الساحة الثقافية الإسرائيلية بعد رفضها ترجمة روايتها الجديدة “أيها العالم الجميل أين أنت” إلى العبرية. كان خيار المؤسسة الفلسطينية مصيباً وسليماً، ولو أن هذه الروائية المشهورة عالمياً لم تترجم إلى العربية بتاتاً، بل لم تبادر أي دار نشر عربية إلى ترجمتها بعد الضجة التي احدثتها لصالح فلسطين والعرب. لكن الروائية الجريئة جداً التي تلتزم جهاراً قضية الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، فاجأت مؤسسة محمود درويش بعدم قبول الجائزة.

ولم يصدر عنها أي تبرير علني لهذا الرفض، أو الاعتذار بالأحرى، مع أنها معروفة جداً بشجاعتها، لا سيما في رفضها الترجمة العبرية لروايتها الجديدة التي سبقتها روايتان صدرتا في إسرائيل، ولدى الدار نفسها وهي دار مودان المعروفة. مؤسسة درويش لم تصدر أيضاً أي بيان في هذا الشأن لكن الخبر راج ولكن سراً، ولم تنتبه له وسائل الإعلام العربية التي كانت حيّت الروائية الإيرلندية على موقفها الشجاع.

خط الرجعة

لماذا رفضت هذه الروائية التي تعد من أشهر الكاتبات والكتاب الجدد والشباب في إيرلندا وبريطانيا وأميركا وسائر البلدان الأنغلوفونية، جائزة شاعر كبير، يحتل مرتبة عالية في الأدب العالمي؟ هل اختارت الروائية قرارها بحرية أم أنها خضعت لضغوط قد لا تكون “خارجية” ومفروضة عليها بمقدار ما هي شخصية وذاتية؟ لعلها رأت أن فوزها بجائزة الشاعر الذي يمثل القضية الفلسطينية خير تمثيل، والذي ارتقى بمأساة شعبه إلى مصاف التراجيديا الملحمية التاريخية، سوف يضعها في موقف حرج، بخاصة أنها لم تُخف في سياق تبرير رفضها الترجمة، أنها ترحب بها بعد ترجمة روايتين سابقتين لها، ولكن ليس في ظروف سياسة الفصل العنصري التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين وحقوقهم.

لعلها أرادت كما يقال، أن تحفظ ماء الوجه وخط الرجعة… وقد صرحت لصحيفة “ها آرتز” الإسرائيلية قائلة: “اعرف أن العالم كله لا يستطيع أن يوافق على قراري، لكنني لا أقدر، وبوعي تام مني، أن أوقع اتفاقاً جديداً، مع مؤسسة إسرائيلية لا تعارض نظام الفصل العنصري، ولا تدعم حقوق الشعب الفلسطيني التي تنص عليها مبادئ الأمم المتحدة”. وأشارت إلى أن “بلداناً أخرى تنتهك حقوق الإنسان بقسوة، وهذا كان واضحاً في حالة جنوب أفريقيا خلال نظام الفصل العنصري هناك”. وتقول إنها لبت “نداء المجتمع المدني الفلسطيني، ونداءات تنظيمات ونقابات أخرى ومنها “حركة دعم الفلسطيينين” التي ينتمي إليها كتاب بريطانيون معروفون مثل كاميلا شمسي، ومونيكا علي، وتشاينا مييفيل وأهداف سويف وجيف داير وسواهم. وقد وصف هؤلاء الكتّاب قرار سالي روني بـ”الرد النموذجي على الظلم المتزايد الذي يلحق بالفلسطينيين”.

تهمة اللاسامية

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

مراكش و الصويرة يحتضنان القمة الدولية للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

كلامكم   كشف بلاغ لجامعة القاضي عياض أن