محمد تكناوي.
يشهد المغرب هذه السنة، موسما جافا استثناءيا، لم يعرف مثله منذ ثمانينيات القرن الماضي، هذه الوضعية حتمت على السلطات العمومية المغربية الاسراع في اعداد استراتيجة وطنية لمواجهة ندرة الماء الصالح للشرب، واتخاذ تدابير أخرى تروم تحقيق الحكامة الجيدة والتدبير المتكامل والمستدام للموارد المائية.
على هذه الخلفية و بمبادرة مشتركة بين الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، وجمعية تضامن وشراكة فرنسا/المغرب، تم تنظيم يوم الخميس 10 مارس 2022 , بالقاعة الكبرى بالأكاديمية ، ورشة عمل جهوية للتعبئة حول الولوج والتدبير المعقلن للماء والتطوير بالوسط القروي،و التحسيس بترشيد استهلاكه، والتشاور حول تزويد المؤسسات التعليمية به ، وتجهيزها بالصرف الصحي إلى جانب الاهتمام بالمجال البيئي.
و قد تراس فعاليات هذا اللقاء ,مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، كما عرف حضور الى جانب ممثلي المصالح المعنية بالأكاديمية الجهوية والمديريات الإقليمية التابعة لها، ممثلي جمعية تضامن وشراكة فرنسا/المغرب، و ممثلي السلطات المحلية والمجالس المنتخبة والمصالح الخارجية وهيئات المجتمع المدني.
و يندرج هذا اللقاء حسب مصفوفة تاطيرية صادرة عن الأكاديمية، في إطار التنسيق بين هذه الأخيرة وجمعية تضامن وشراكة فرنسا /المغرب، واعتبرت هذه الورشة مرحلة تقيمية للبرنامج المقام في إطار الشراكة التي تجمع الطرفين منذ سنة 2012. ايضا يأتيي هذا اللقاء في إطار تقييم العمل الذي دأبت عليه أكاديمية مراكش أسفي، والمجهودات التي تم بدلها لتزويد المؤسسات التعليمية بالماء الصالح للشرب و ترشيد استعمالاته. كما تستهدف هذه الورشة مناقشة المقاربة الناجعة التي تم اعتمادها في حصول الأوساط المدرسية على مياه صالحة للشرب، من خلال وضع منهجية استباقية وتنفيذها عبر إجراءات عملية مدروسة.
الكلمة التوجيهية لاحمد الكريمي مدير الأكاديمية تطرقت إلى أهمية تجربة البرنامج المشترك بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي وجمعية تضامن وشراكة فرنسا/المغرب (SPFM) ،إضافة إلى راهنية اشكالية الماء في ظل ندرة التساقطات وانخفاض مستوى الفرشة المائية ، وكذا أهمية دور المدرسة في التكوين والإخبار والتحسيس والتعبئة من أجل تريشيد استعمال الماء وإرساء سلوك مدني مستدام لعقلنة استعمالاته.
ممثل جمعية تضامن وشراكة فرنسا/ المغرب، تطرق في مداخلته إلى أهداف البرنامج وما تم تحقيقه في الأقاليم المعنية باتفاقية الشراكة.
باقي التدخلات استعرضت منجزات الاكاديمية، في مجال تزويد المؤسسات التعليمية بالتجهيزات الأساسية لربطها بشبكة الماء الصالح للشرب وكذا الجهود المبذولة في إطار حسن تدبير استعمالاته والتي تتقاطع مع أهداف جمعية تضامن وشراكة فرنسا/المغرب ( SPFM)، إلى جانب اثارة الرهانات المستقبلية وانتظارات الاكاديمية من العمل المسطر مغ الجمعية من أجل تزويد المؤسسات التعليمية بالماء الصالح للشرب وسبل النجاح في ترشيد استعماله. والبرامج المزمع تنفيذها في إطار الاستراتيجية الوطنية لتزيل القانون الإطار 17-51.
و استعرضت تدخلات رؤساء المؤسسات التعليمية، ترتيبات هذا البرنامج، وما تم إنجازه على أرض الواقع بكل من مديريات آسفي، اليوسفية، الحوز، الصويرة وشيشاوة، حيث نوهوا جميعا بالمجهودات المبذولة في سبيل تزويد المؤسسات التعليمية بالماء الصالح للشرب والتحسيس بكيفيات ترشيد استعماله، وكذا حسن استعمال المرافق الصحية والمحافظة عليها في إطار حملات تحسيسية توعوية تكرس المقاربة التشاركية في سبيل ترسيخ سلوك المحافظة على الماء كثروة وطنية.
وعموما يبقى أبرز ما ركز عليه المشاركون هو ضرورة التغيير الإيجابي لتدبير المياه، وكانت هذه فرصة للتحسيس وللدعوة لترشيد استعمال الماء.
كما تم على هامش هذا اللقاء تجديد اتفاقية الشراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي وجمعية تضامن وشراكة فرنسا/ المغرب.والتي تروم حسب ديباجتها تحسين ظروف التمدرس في المؤسسات التعليمية بالوسط القروي.
