رشيدة الرزقي/ وكالات
وضع أوكرانيا يقلب حياة عرب مقيمين فيها رأساً على عقب! فبينما يحتمي كثيرون في الملاجئ، يتوجه آخرون إلى الحدود البولندية. وتنقسم توجيهات الدول العربية لرعاياها بين الدعوات لـ”الالتزام بالبقاء في المنازل” وإجلاء محتمل!
“لا أدري ماذا أقول! فمهما قلت لك، لن أستطيع أن أعبر عن حالنا! نعيش حالة حرب بكل ما فيها!”، هكذا تقول أم عامر لقناة دي دبليو الألمانية، وهي تتحدث عن الأوضاع في العاصمة الأوكرانية كييف التي تقيم فيها منذ سنوات.
وتضيف الأم الأردنية: “هناك صفارات إنذار وأصوات قصف وحظر تجول”، وتتابع: “العرب الذين استطاعوا المغادرة توجهوا، مثل الكثير من الأوكرانيين، إلى الحدود البولندية، أما الذين لم يستطيعوا المغادرة فيمكثون في الملاجئ”.
ويلجأ المدنيون للاحتماء في محطات المترو تحت الأرض أو في الملاجئ، ومنهم وائل العلامي، مدير مركز “الرائد” الإعلامي في كييف، والذي قال: “لا أعرف ماذا أقول! وضعنا صعب، فهناك قصف، والآن خرجت من البيت متجهاً إلى الملجأ ولذلك لا أستطيع التحدث أكثر”، وذلك عبر رسالة صوتية على تطبيق واتساب، ويبدو من صوته أنه كان يجري لاهثاً.
ويفر عشرات الآلاف من مدن رئيسية تهزها انفجارات وأصداء قصف، مثل مدينة خاركيف في شرق أوكرانيا، وهي ثاني أكبر مدن البلاد، والتي حث رئيس بلديتها الناس على الاحتماء بمحطات المترو والمخابئ المضادة للقنابل والأقبية.
وفي ظل إغلاق المجال الجوي لأوكرانيا، أصدرت عدة دول عربية توجيهات لرعاياها المقيمين في أوكرانيا، انقسمت بين الدعوة إلى البقاء بالمنازل والإجلاء المحتمل.
ولمواجهة الطوارئ، أحدث المغرب الذي توجد لديه جالية كبيرة ضمنها ما يناهز عشرة آلاف طالب، خلية أزمة لمتابعة أوضاع رعاياه الذين دعت السفارة المغربية من “أختار منهم البقاء في أوكرانيا” إلى التزام التوجيهات التي تصدرها السلطات الأوكرانية وتدابير السلامة، والتواصل مع خلية الأزمة التي شكلتها السفارة لهذا الغرض.
وكان المغرب قد نظم رحلات طيران لإجلاء أعداد من أفراد الجالية الذين رغبوا بمغادرة أوكرانيا قبل بدء الحرب. وتتواصل محاولات إجلاء مغاربة عبر الحدود البرية بين أوكرانيا وبولندا، بحسب بيان للسفارة المغربية في كييف.
و أطلق رواد تويتر في المغرب، حملة “أنقذوا مغاربة أوكرانيا”؛ إذ ناشد العشرات من الطلبة المغاربة وبعض أفراد الجالية المغربية العالقين، الملك محمد السادس والحكومة المغربية وسفارة الرباط بكييف الإسراع بإرسال طائرات لإجلائهم.
وأكد عدد من المتحدثين لمواقع محلية أنهم يعانون من ويلات الهجوم الروسي، ويعيشون أوضاعاً خطيرة بعد قصف عدة مناطق ومدن أوكرانية، مؤكدين أنهم مهددون بسبب غياب تام للمواد الأساسية، والسيولة النقدية، والطائرات المدنية بعد إغلاق المجال الجوي بفعل الغزو الروسي.