رئيس تحرير “الأحداث المغربية”يرد على بنكيران: “أنت الكذاب والمغاربة شهود”

رئيس تحرير “الأحداث المغربية”يرد على بنكيران: “أنت الكذاب والمغاربة شهود”

- ‎فيسياسة, في الواجهة
174
6

السيد عبد الإله بن كيران.. لست من عشاق البوليميك الفارغ، وأكره الكلام الزائد، ويبدو لي معظم المهدارين يشتغلون على استيهامات بديلة لفراغ سيكولوجي ما.. غير أن أشد ما أكرهه هو ذاك الذي يقدم نفسه للناس في صورة قديس وهو يصدق عليه القول المغربي: يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي..
لك السيد بن كيران أن تكون من ذاك الصنف، فأنت تمتهن السياسة، والكذب وبيع الوهم في السياسة من قواعد اللعبة….
السيد بن كيران لقد جذبت في خطابك وأنت تشتمنا بأقدع الأوصاف، وأخذتك العزة في كل شئ وأنت تصفنا بالكذب والانحلال والخبث وما جادت لك به سلاطة لسانك، وسلاطة اللسان في أحيان كثيرة مقرونة بالوقاحة.
وهي سلاطة بوقاحتها ، خصلة ليست جديدة عليك وقد سبق أن نعتت الشهيد عمر بن جلون بالكلب الأجرب، ودمه، الذي أراقه إخوانك في الشبيبة الإسلامية، لم يجف بعد..
..
لن اسبك السيد بن كيران ولو أن جملة من أفعالك هي سبة في حقيقة الأمر مهما غلفتها بطهرانية لا تستقيم مع الواقع.. ولك أن تتمتع بريع نفعك الله به في وقت يعيش الكثير ممن تمارس معهم ديماغوجية مقيتة، الأمرين من غلاء كنت أنت السبب فيه…
لن أستعمل معك نفس الوقاحة وأنت ترمينا بالكريه من الكلام دون أن يرف لك جفن، ودون أن تنسب كلامك ولو من باب الاحتياط. لكن سأناقشك في أمرين فقط، يتعلقان بالشأن العام ولا علاقة لهما بحقدك الدفين علينا، ولا بعنتريتك التي تسلطها على الحلقة الضعيفة دوما ولا تستطيع أن تتخطى ذلك جبنا وليس تعففا كما تدعي. فالذي يقذف الناس بالباطل وهم مجرد صحافيين، لا يمكن أن يصف صمته في مواقف معينة بالتعفف وإنما هو جبن وانتهازية تتغيى تحقيق المزيد من المصالح.
..
النقطة الأولى التي جاءت في خطابك الأخير، الذي تماديت في سبنا فيه، تتعلق بالانتخابات.. فقد قلت بان الانتخابات في المغرب منذ بدايتها إلى اليوم تتدخل فيها الدولة، بمعنى أنها انتخابات يطالها التزوير. إذا كان هذا هو واقع الحال فكيف لك أن تفتخر بالمقاعد التي حصل عليها حزبك في ولايتين متتابعتين؟ أو أن ما يخدمك حلال وما يخدم غيرك حرام؟ فإذا كانت لك قناعة راسخة بتزوير الانتخابات فهذا يعني أن الدولة زورت لصالحك، وبالتالي لا يحق لك أن تلوك كل مرة اسطوانة أن الشعب المغربي اختارك.. إنها القاعدة المنطقية إذن…
.
النقطة الثانية تتعلق بافتخارك الشديد بإجهازك على صندوق المقاصة، وتعتبر ما قمت به إنجازا كبيرا.. لا السيد بن كيران إن ما قمت به لم يكن مفخرة لك، بل هو عمل يؤدي المغاربة ثمنه اليوم من جيوبهم ومن قوت أبنائهم..
تعتبر نفسك أنقدت الدولة من الإفلاس، طيب، لكن ما قمت به يعمل على إفلاس المواطنين المغاربة ويزيد من معاناتهم..
السيد بن كيران كنت ستفتخر ونفخر معك وبك لو أبدعت حلا ينقد ميزانية الدولة دون أن يقضي على ميزانية المغاربة.. أما أن تلجأ إلى السهل من الحلول وتنهك جيوب المغاربة نتيجة الغلاء فهذا ما لايحق لك الافتخار به، بل هو من أقبح ما جاء في الحكومة التي ترأستموها….
لا أريد أن أتحدث عن الكثير من الكلام الذي جاء في خطابك ومعظمه سقط كنت تتلاعب فيه بالعواطف القومية والدينية والأخلافية بشعبوية خبيثة تثقن استعمالها.. لكن أريد أن اختم كلامي معك بالقول سامحك الله في ما اقترفه لسانك في حقنا، أما ما قمت به في حق البلد فالتاريخ وحده كفيل بأن يبين كل شئ والتاريخ لا يرحم ولا يعرف العواطف.
واسمح لي السيد بن كيران أن أرفع أمامك تحديا في أن تجد لي كذبة واحدة قلتها في حقك أو سلوكا مما جاد به لسانك من سب…..

وأذكرك السيد بن كيران بالكلام الذي قلته لي في بداية صدور الأحداث المغربية وكنت أجريت حوارا معك وأنت حينها مديرا لجريدة العصر. قلت لي وعزيز الرباح حاضرا معنا بأننا نختلف في نسبة لا تتجاوز الخمسة في المائة ونلتقي في الباقي فلماذا لا نضع اليد في اليد ونشتغل. وأضاف الرباح معززا كلامك قائلا هذه اللحية إذا كانت ستفرقنا فمستعدون لحلقها. أجبتكما بأن ما يفصل بيننا هي اللحية التي في داخل الدماغ وأرسلت ضحكتك المعهودة.. نفس الكلام ستكرره لرئيس تحرير الأحداث المغربية المرحوم مؤيد أمامي داخل مقر الجريدة وقد استدعتك للمشاركة في ندوة حول الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، وقد أجابك محمد مؤيد بان اختلافنا عميق لأنه يتعلق بمشروع مجتمع وتصوركم يتناقض مع تصورنا..
طبعا كنتم حينها تتلمسون الطريق إلى التمكن، ولا بأس في بعض “التمسكن” مادام الهدف هو بلوغ الكراسي….
السيد بن كيران ليس يهمني كلامك الموجه لأبناء حزبك حتى لو كانت فيه نبرة القمع والاستبداد وفرض الرأي. فذلك على كل حال شأن حزبي لا دخل لي به .. أما استعمالك لأسلوب اللمز والغمز والتلميح والإيحاء بغير المصرح به فتلك لعمري من علامات الخبث.. لقد سبق لك في مواقف عديدة أن استعملت خبثك السياسي وقلت أشياء تبتغي منها ضد ما تعلنه وهذا الأمر يحسدك عليه كل سياسي لأنك بالفعل بارع في التواصل وتحسن تعليب خطابك وتغليفه بطريقة التاجر البارع الشرس.. لكن بيننا وبينك أشياء يجب أن تقال.. فنحن نحب وطننا ليس طمعا في المناصب أو الكراسي أو الامتيازات أو في تقاعد مريح هو ريع في الأصل وربما سحت لكن للسياسة شؤون وشجون..
نحن السيد بن كيران لا نريد أن يكون لنا أتباع ولا مريدين ولا ذباب إلكتروني يأتمر بأمرنا في السر وننكر علاقتنا به في العلن..
نحن السيد بن كيران نريد أن تكون معنا عقول لها ملكة النقد والمنطق العقلاني مما يمكنها من حسن الاختيار والتمييز ومعرفة حقوقها والمطالبة بهذه الحقوق بشكل مدني حضاري..
نحن لا نريد دولة استبدادية سواء بالدين أو بغيره, بل نريد دولة ديموقراطية تسود فيها المساواة والعدل والقيم الكونية وتحترم فيها حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا…
هذا ما يضرك فينا السيد بن كيران وأنت ترى فينا الحجر الذي سيتعثر فيه مشروعك الاستبدادي الظلامي،مشروع هيمنتك والناس معك مريدون رعاع..
فمن منا الكذاب السيد بن كيران؟

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

دارمانان يشيد بالتعاون الأمني المتميز بين فرنسا والمغرب

كلامكم اأشاد وزير الداخلية وما وراء البحار الفرنسي،