الرزقي رشيدة
أعلن معهد “ستوكهولم ريزيلينس سنتر”، الثلاثاء الماضي، أن الكميات الهائلة من البلاستيك والمنتجات الكيميائية التي ينتجها البشر وصلت إلى مستويات أعلى من “حدود الكوكب”، ما يستدعي وضع سقف للإنتاج بصورة طارئة.
وقالت بيثاني كارني ألمروت، باحثة مقيمة في السويد ومؤلفة بالدراسة التي أجراها المعهد أن “ما نحاول قوله إنه “طفح الكيل”، مضيفة: “لا يمكننا التسامح أكثر مع ما يحدث، ربما يجب وضع حدود على الإنتاج، أي التوقف عن الإنتاج عند بلوغ مستوى معين”.
وتأتي الدراسة قبيل خطط للأمم المتحدة مقررة نهاية فبراير الجاري في العاصمة الكينية نيروبي، وذلك من أجل إطلاق مفاوضات بشأن تلوث البلاستيك “من المصدر إلى البحر”.
وبحسب دراسات علمية سابقة، فإن البلاستيك الموجود على الأرض حالياً يوازي أربع مرات حجم الكتلة الحيوية لكل الحيوانات الحية، إذ أن نسبة البلاستيك المعاد تدويره عالمياً على سبيل المثال تقل عن 10%، فيما تضاعف الإنتاج منذ العام 2000 وبات يبلغ حالياً 367 مليون طن.
وفضلاً عن العدد الكبير لهذه المنتجات التي لا تزال البيانات بشأن مخاطرها غائبة أو خاضعة لمبدأ الأسرار الصناعية، فإنها بطبيعتها حديثة النشأة نسبياً أي منذ العصر الصناعي، خلافاً لمعايير أخرى تشملها الدراسات في إطار “حدود الكوكب” يمكن مقارنتها على مدى 10 آلاف سنة أو أكثر.
وبقيت “الكيانات الجديدة”، أي المنتجات الكيميائية التي صنعها الإنسان مثل البلاستيك أو المضادات الحيوية أو المبيدات الحشرية، إضافة إلى المعادن في تركيزها غير الطبيعي، موضع تساؤلات غير محسومة النتائج.
يشار إلى أن معهد “ستوكهولم ريزيلينس سنتر” يُجري منذ سنوات أبحاثاً مرجعية بشأن “حدود الكوكب” في 9 مجالات بينها التغير المناخي واستخدام المياه العذبة وحموضة المحيطات، ويهدف إلى معرفة ما إذا كانت البشرية موجودة ضمن “نطاق سلامة” دائم، أم أنها على العكس اجتازت الحدود بشكل يهدد مستقبل الكوكب.
في حين كشف تقرير أميركي، الأربعاء، عن أن الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في المخلفات البلاستيكية في العالم، ودعا إلى استراتيجية وطنية لمعالجة الأزمة.
وصدر التقرير بتكليف من الكونجرس كجزء من قانون أقر في ديسمبر عام 2020. وكتبت مارجريت سبرينج، كبيرة مسؤولي العلوم في مونتيري باي أكواريوم التي ترأست لجنة الخبراء التي وضعت التقرير “إن نجاح اختراع البلاستيك في القرن العشرين أدى إلى حدوث طوفان عالمي من المخلفات البلاستيكية كما هو واضح في كل مكان ننظر إليه”