مراكش تتعرض لخطر الفَلْكَرة.

مراكش تتعرض لخطر الفَلْكَرة.

- ‎فيسياسة, في الواجهة
374
التعليقات على مراكش تتعرض لخطر الفَلْكَرة. مغلقة

 

بقلم مليكة العاصمي :

مراكش بكل مكوناتها تعرضت لخطر الفلكرة ،عندما تقرر مصيرها مدينة سياحية، فأهملت مقوماتها الأخرى الكثيرة المتنوعة. مراكش كانت مدينة علمية من أهم معالمها الجامعات، التي علمت أوروبا وأخرجتها من ظلمات العصور الوسطى، والتي نابت عن قرطبة وإشبيلية وبغداد. ومدينة فلاحية ذات المنتوجات المتنوعة والجودة العالية، ومدينة صناعية بأحياء متخصصة منتشرة في ربوعها: دار السكر، دار القرطاس، دار البارود، دار الدباغ، ديور الصابون، المعاصر، الحرارين، السراجين إلخ. ثم في الصناعات الغذائية للزيتون والمشمش وأنواع المنتوجات الفلاحية. مراكش ذات الاقتصاد المتعدد، والشخصية المتعددة الغنية، مثل أغلب المدن المغربية. تاريخ جامع الفناء هو تاريخ العلم والثقافة العالمة، التي اندفع نحوها الشعب، وتلهف لامتلاكها لدرجة أنه نقلها معه من الجامع إلى الفناء بعد خروجه، وتحلق في فناء الجامع لمناقشتها وتحليلها؛ لتتحول الثقافة العالمة إلى شعبية يعتنقها الشعب، ويتفاعل معها في الساحة خارج الجامع.
هذه الساحة أو الفناء، فناء الجامع أو جامع الفناء، شهدت تحولات كثيرة على مدى هذه القرون، وفقدت من أهم ما فقدته الكتاب والمكتوب ومستجدات الإنتاج الفكري العلمي الثقافي الإبداعي ،الذي كانت تتغذى به وتتفاعل معه، وتحلله وتناقشه وتحفزه لمزيد من العطاء والإنتاج. لقد كان فناء الجامع المرابطي ثم الموحدي، أي فناء بعض جامعات مراكش القديمة، التي تداعى إليها كبار علماء الزمان، واحدا من روافد هذه الجامعات وامتداداتها. نمت للتفاعل معها أنشطة كثيرة، وأخذت علومها ألوانا مختلفة، من خطابات وخطب وتحليلات وتلقينات، وحكي وعروض مختلفة وإبداعات، وفنون متنوعة. نقول في المثل الشعبي: «يلى مشى الزين تيخلي حروفو» (إذا ولّى الجمال ترك حروفه)..

* مقتطف من حوار صحفي مع جريدة القدس

يمكنك ايضا ان تقرأ

مشروع القطار السريع بين مراكش وأكادير: خطوة جديدة عبر دراسة التربة بجنان أبريكة

نورالدين بازين شهدت منطقة سيدي غانم بمراكش، صباح