نــظــام الخـطـارات بـمــراكــش.

نــظــام الخـطـارات بـمــراكــش.

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
352
0

أعده للنشر : محمد معاد

نشر الاستاذ مبارك كنوني، على صفحته الرسمية بالفيسبوك، مقالا شاملا،عن نظام الخطارات، في مجال التزود بالمياه،الصالحة للاستهلاك وللسقي،وغيره من الاستعمالات الظرورية للحياة البشرية، وخاصة بمدينة مراكش،واحوازها،وبالنظر للقيمة العلمية والتاريخية لهذا المقال،نستاذن الاستاذ مبارك كنوني،لاعادة نشره على صفحات جريدة كلامكم، لكل غاية مفيدة:
عندما عزم علي بن يوسف على بناء المسجد والأسوارلمراكش ،كان لابد من أسلوب آخرللتزود بالماء غيرألآبار.فكر المرابطون في جر الماء من “وادي أوريكة وأغمــات”، فاحضروا المهندس الأندلسي عبيد الله بن يونس الذي ابتكر نظام الخطارات بمراكش. يعتبر هذا الأسلوب القديم لاستغلال مياه الفرشة من الإبتكارات العجيبة لتوصيل المياه الى المناطق الواحية.يختلف أسم هذا الإبتكار من بلد الى آخر: يسمى “الخطارة” في المغرب،”الأفلاج”في السعودية و”الفاكورة” بالجزائرو”القنا” بعدة دول أخرى.وقد تحدث صاحب وصف إفريقيا عن هذا النظام بإعجاب، فقال: ” إن هذا المهندس الأندلسي عبيد الله بن يونس جاء إلى مراكش في صدر بنائها و ليس بها إلا بستان واحد لأبي الفضل مولي أمير المسلمين فقصد إلى أعلى الأرض مما يلي البستان فاحتفر فيه بئراً مربعة، كبيرة التربيع، ثم احتفر منها ساقية متصلة الحفر على وجه الأرض ومر يحفر بتدريج من أرفع إلى أخفض متدرجا إلى أسفله بميزان حتى وصل الماء إلى البستان وهو منسكب على وجه الأرض يصب فيه، فهو جار مع الأيام لا يفتر…فاستحسن أمير المسلمين من فعل عبيد الله بن يونس المهندس وأعطاه مالاً وأكرم مثواه مدة بقائه عنده، ثم إن الناس نظروا إلى ذلك، ولم يزالوا يحفرون الأرض ويستخرجون مياهها إلى البساتين والجنات، واتصلت بذلك عمارات مراكش، وحسن قطرها ومنظرها”.
فمن الخطارات التي تملكها الدولة:
أ- تلك التي تروي أكدال، ودار المخزن (إضافة إلى سواقي الموحدين ) وعيونها هي: عين للاشافية، عين الدار، عين البادرة القديمة، عين البادرة الجديدة، عين سيدي موسى و عين الزمزمية.
ب- عين المامونية: تجاور عين المزوضية الداخلة من باب الرب، وهي تسقي عراصي المامون بن محمد بن عبد الله داخل باب الرب.
ج- خطارات أحريللي: أحريللي من أكبر عراصي مراكش خارج باب دكالة، ومن أكثرها عيوناً، وقد كانت في ملكيات خاصة ثم اشترى المولى عبد الرحمان أغلبها بين سنتي 1266 و1267 هـ، وهي: ( عين دادة، عين هنتانة، عين حميدة مول أتاي، عين بوستة، عين الجبابدي، عين البقال، عين بوشارب، عين الجاوصية، عين البكار، عين فريمة، عين بن بلا، عين حمو بن سالم، عين الصواف).
د- عين أبي عكاز خارج باب الطبول بمراكش: أحياها محمد بن عبد الرحمان العلوي وأقام المزارع حولها، وشيد قلعة يأوي إليها الحراثون بأنعامهم ومواشيهم، واعتنى بتربية الخيول فيها، وكانت تسمى قلعة الماشية.
ومن خطارات الأحباس العامة:
عين المواسين: رأسها بأكدال، وتدخل المدينة من باب الرب، صبيبها 30 لترا في الثانية.
عين البركة: منطلق من شمال تسلطانت، وتمر عبر أكدال لتدخل المدينة من باب أحمر، صبيبها 20 لتر في الثانية.
ج- عين القبة ( المعروفة بالعباسية ): تنطلق من سيدي عمارة و تحاذي السور الغربي للمدينة لتدخل من باب دكالة، صبيبها 10 لترات في الثانية .
وهذه العيون معدة أساساً لتزويد الحمامات والمساجد والسقايات والدور بالماء.
*الاستاذ مبارك كموني.
مراكش يوم 27 نونبر 2021

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

34 هكتار تحت التهديد: من يحمي أراضي الدولة بأغمات من مخالب الفساد؟”

طارق أعراب في تطور جديد يكشف استمرار معضلة