غضبة المغاربة من صور الوزير في باريس..

غضبة المغاربة من صور الوزير في باريس..

- ‎فيرأي
317
6
بقلم :د.حاتم امزيل*
الكثير من الصديقات والاصدقاء لم يفهموا سبب غضب المغاربة من صور الوزير في باريس… وذلك راجع إلى حداثة سنهم في الغالب. ما لا يعارفه هؤلاء الأصدقاء و الصديقات هو حجم الارهاب النفسي الذي مارسه الاسلاميون عموما على المغاربة إبان عشرية التسعينات من القرن الماضي وبداية القرن الواحد والعشرين… إرهاب نفسي وفكري عنوانه الكبير الحجاب وعذاب القبر وجاهلية المجتمع المغربي… لقد منعوا الناس من عيش حياتهم العادية بخطابهم الدعوي التحريضي… والآن وبعدما وصلوا إلى مناصب التدبير والإدارة ساروا وراء غرائزهم بعدما نشروا في المجتمع قيما دخيلة مثل فصل المجتمع إلى مجالين مجال الذكور ومجال الاناث وما يتبع ذلك من عدم الثقة بين الطرفين والحذر والشك …. كما نشروا في المجتمع حجابا دخيلا شرقيا رغم أن النساء المغربيات كن يرتدين اللثام…
بعد سنوات من الارهاب النفسي هاهم هؤلاء الاسلاميون أنفسهم يمارسون الحب والجنس في الشواطئ والوزارات والمدن الغربية …
وفي الاخير أقول: ها هو يتيم في باريس يمارس الحب !… فمن منا كان يظن في التسعينات وبداية الالفين أن واحدا من حزب العدالة والتنمية سيسافر مع صديقته إلى باريس ليسيرا يدا في يد…. بكل ما تحمله باريس في المخيال العالمي من معاني الجمال والحرية والجسد والعطر والأناقة….
الجرح أعمق أيها الصديقات والاصدقاء الشباب من مجرد حرية شخصية… إنها الخديعة في أسمى تعابيرها…. إنها الدناءة والحقارة… إن ما يقوم به هؤلاء أمام عيوننا لهو التحقق الفعلي للكائن الغريزي الذي لا أخلاق له…. إذن، عليهم أن يعتذروا عن سنوات الارهاب النفسي… وربما منا من من حقه أن يطالب بالتعويض عن الأذى الذي لحقه منهم: ألم ينشروا إشاعة تقول إن نجاة اعتابو ونعيمة سميح مصابيتين بالسيدا لأنهما تغنيان وأن ذاك انتقام إلهي؟ ألم تنشر جريدة التجديد مقالا يرجع التسونامي الذي ضرب أندونيسيا في العشرية الاولى من القرن الحالي إلى غضب إلهي بسبب الحرية الجنسية ملمحا -المقال- إلى أن هذا الغضب الالهي سيمتد إلى كل بلد لا يلتزم بمبادئ الاخلاق التي ينشرها الاخوان؟ ألم ينظم أتباعهم لجانا شعبية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأحياء الشعبية والاماكن المحيطة بالثانويات وبالجامعات؟
هذه وقائع وأخرى لا يعرفها الجيل الشاب الآن… نعم لقد كان يتيم ومن معه مصادر الفكر الذي مارس على الناس الكثير من التضييق مستغلا ما كانت تعرفه الجارة الجزائر من أحداث العشرية الدموية وما كانت تعرفه مصر من أعمال إرهابية….
إن أصحاب الحب في الشاطئ والحب في الوزارة والحب في البرلمان والحب في باريس ملزمون اليوم بتقديم اعتذار وطلب الصفح من ضحاياهم في التسعينات….ولهم بعد ذلك أن يعيشوا حياتهم كما يشاؤون، على أن يتركوا للناس حرية اختيار نمط الحياة الذي يرتضون.
باحث مغربي، يشغل منصب أستاذ مساعد في الفلسفة*

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت