“أعذروني احبتي، وحتى الأعداء الذين يرون انني عدوا لرغبتي، أن أتزحزح عن مكاني، ومسقط رأسي وان اهجر المعطف التي ارتضيته لي في يوم من الأيام معطفا لي، وان أكف عن مغازلة الملائكة والشياطين،ـ فكلهم سرقوا مني غوايتي، هوايتي.
أعذروني أيها المبدعون، الذين تقاسمت معهم محنة الحرف وشقاوة التعابير الصادقة، ان اعلن لكم اعتزالي وانعزالي، وان اكف عن الصراخ والعويل، لان صوتي المبحوح ضاع مني، ولعنة السؤال والشك تطاردني، فلم تعد لي القدرة، على فك رموز، حيرتي الملطخة بثقل الأيام وما افسده المفسدون في سماء خيالي.
أعذروني أحبتي، فحتى الذين يعتقدون انني اكرهم لانهم بكل بساطة يكرهونني فإن أقول لهم محبتي لكم أكبر، حتى وان كبر العناد فيكم، فالذي يجمع بيننا قد يصير ماض، لان مصير كل الأشياء الزوال، وانا اعلم ان حتى ابليس يدرك هذا الكلام، ساترك لكم المجال، لعل المسرح يتنفس الحياة، ولربما اجدها فرصة لأتطهر من كل الصفات الدميمة التي تٌعتت بها سرا وجهرا، من وجوه اعرفها وأخرى لا اعرفها، وان اغتسل من ذنوب اقترفتها طوعا أو كرها.
أعذرني أيها السيد النبيل، المسرح، إن تعبث من حملك على ناصيتي، وبين القلب والفؤاد، فلربما ظننت انني كنت صادقاـ فيما ابدعت وابتدعت، لكن ظني ليس إلا وهم، وهَم، وركض وراء السراب، لأنه بكل بساطة وفي كل مرة أعود لنقطة البداية، لأنه في كل مرة تتشكل الخرائط، ومعها الرغبات الجارفة لكل القيم،
سأهاجر قبل ان تهجر الروح ذاتي، وإن كانت الهجرة هي جزء من ألمي وعذابي، لكنها حتما هي راحة للكثيرين ممن يسأمون وجودي …”
ادريس الروخ.. قاوم يا صديقي.
“صديقي واخي حسن اعلم جيدا بِمَا تحس به واتفهمه ولكن …اعلم اننا نحن من نعتذر منك ولَك واعلم انك إنسان من طينة نادرة الوجود …من أصول طيبة …قلبك اكبر من الجميع ..خيالك وفنك وكتاباتك …رحلة جميلة في شواطئ الضائعين والمقهورين …فلا تتسرع في اتخاد اَي قرار…لان القرار لايخصك لوحدك …واسمح لي ان أقول لك نحن من نحتاج لك…فأنت نحن …ونحن انت ..فاستمر …قاوم…لا تتوقف عن غزل الحلم..ونشر المحبة كما عودتنا …سر قدما في طريق نحن نعرف مسبقا انها مليئة بالأفاعي …والعقارب…والثعالب …والكلاب …تقدم الجميع بخطى ثابتة …قوية …اجعل من إيمانك بما احتضنته من فن وبوح منذ سنوات …نبراسا ينير دربنا لنتجنب الم الغدر …وأنياب المكر…ومخالب الحقد …وسموم…النفاق والمنافقين …كن صديقي انت …كن كما عهدتك..كن اولا وليس اخيراً …كن..غاضبا ..ناقما…مزلزلا…مكشرا..
صديقي الرحلة طويلة اعلم دلك واعلم انك ركبتها بكل مهارة البحارين الكبار …واعلم ان الرحلة تكون أطول في بحر هائج …مظلم …وقد تصبح رحلة مستحيلة عندما تجد نفسك وحيدا وسط العاصفة..وبدون بوصلة..لكن من لم يستطع صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر…من ليس له نور بداخله ..تحميه من حلكة الليالي وتدفئه من برودتها…حثما لن يعبر الى شاطئ الحياة ولن يحيى في قلوب وعقول الآخرين …
صديقي حسن مازلت اتذكر تشتبك بالحياة …تعلقك وايمانك برسالتك..مازلت ارى فيك نموذجا للمبدع المجتهد…للفنان…المثابر
كن انت ..”
تعليق واحد
محمدسعيد
كما تدين تدان…