اعتقال عسكري برتبة أجودان بالمحطة الطرقية بمراكش قام بتخدير مسافر وسرقة أمواله

اعتقال عسكري برتبة أجودان بالمحطة الطرقية بمراكش قام بتخدير مسافر وسرقة أمواله

- ‎فيمجتمع
166
6

تكسرت مجاديف عسكري سابق برتبة أجودان على صخور المحطة الطرقية بباب دكالة بمراكش، فتم توقيفه متلبسا بالجرم المشهود ومن تمة إحالته على المصلحة الولائية للشرطة القضائية قصد إحاطته بالمتعين من تحقيقات في أفق حشره بقفص الإتهام أمام الهيئة القضائية المختصة.
أغفل المعني كل قيم الشرف العسكري التي تلقاها خلال سنوات خدمته،فتحول من درع واقي يحمي الوطن والمواطن إلى آلة كاسحة تحترف أبشع أساليب السرقة عبر استغلال ثقة ضحاياه لرشقهم بسهام التخدير وسرقة أموالهم وأمتعتهم ،ليغادر بعدها محملا بالغلة ومخلفا الضحايا في حالة تخدير بين غير عابيء بما يمكن أن ينتج عن الوضع من مخاطر صحية قد تودي بهم مدارك الهلاك.
ظل الضحايا يتساقطون كأوراق الخريف بين مخالب المعني، وظلت الشكايات تتقاطر على المصالح المختصة تؤشر على الطريقة الغريبة التي يتم عبرها إيقاعهم في شراك” اللص الخبيث”، حيث تعدد الضحايا وبقي الأسلوب واحد ، فيما الجاني يصول ويجول بين حافلات الركاب ينشر سموم سرقاته بنفس الاسلوب والطريقة المستفزة.
مساء أول أمس كانت العملية التي أسقطت ورقة التوت عن عورة المتهم، ومكنت من إيقاعه في شر أعماله بعد أن وجد نفسه محاطا بسياج من المسافرين داخل المحطة الطرقية، بعد أن فشل مسعاه في الخروج من محاولة سرقة اعتمد فيها أسلوبه المفضل في التخدير .
كان الجندي يتصيد ضحايا من بعض التجار الوافدين على العاصمة الرباط لمعرفته الجيدة بكون هذه الشريحة الإجتماعية غالبا ما تكون محملة ببعض الأموال التي تستثمرها في تجارتها، فتوجه مساء اليوم المذكور صوب حافلة الركاب الرابطة بين الرباط وزاكورة بإقليم وارزازات، وكل اهتمامه منصب على تفحص وجوه الركاب لسبر أغوارهم قبل نصب شباك نصبه.
كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة من مساء أول أمس والمسافرين يستعدون لامتطاء صهوة الحافلة الجاثمة بثقل هيكلها بالرصيف الخاص بالخط الرابط بين الرباط وزاكورة، حين تقدم المعني ليأخذ مكانه بين الركاب بمظهره الأنيق الذي يرفل في بذلة راقية جاهد في اختيار ربطة عنق مناسبة ومعطف أسود ، ما أضفى عليه ملامح الوقار والإحترام وأبعد عنه كل أسباب الريبة والشك.
اقتعد المقعد الخلفي بالحافلة لغاية في نفس يعقوب عيونه تتطلع وتتفحص بدقة كل تفاصيل الركاب الذين تشتتوا بفضاء الحافلة بالنظر لقلة المسافرين ، بحيث ماكاد السائق ينطلق بالحافلة خارج المحطة ويأخذ اتجاهه صوب العاصمة الإقتصادية ،حتى تحرك الراكب الأنيق من مكانه واتجه للجلوس جوار أحد الركاب الذي كان يجلس وحيدا .
دقائق قليلة تجاذب فيها المعني أطراف الحديث مع الراكب كانت كافية للتأكد بأنه ليس الضحية المثالي، ومن تمة الإنتقال من مقعده صوب راكب آخر مع تغطية تحركه بالوضعية غير المريحة للمقعد وضرورة التماس مكان آخر أكثر راحة بالنظر لطول الطريق وبعد مسافة السفر.
ظلت العملية تتكرر على امتداد مسافة الطريق الرابطة بين الرباط والبيضاء، كان خلالها الراكب الأنيق يتنقل كل مرة من مقعد إلى آخر، إلى أن رسا قارب تحركاته جوار أحد الركاب الذي تشي ملامحه عن انتمائه لمنطقة وارزازات.
بمغادرة الحافلة فضاءات الدار البيضاء اتجاه مراكش،طفق الراكب الأنيق في تجاذب أطراف الحديث مع الجالس جواره ليأخذهم شجون الحديث لمختلف أحوال البلاد والعباد،ولا بأس طبعا في إبداء التبرم من تغير أحوال الناس وانعدام الأخلاق وما إلى ذلك من عبارات وجمل تصب في مجملها في خانة تزجية الوقت وكسر رتابة السفر الطويل.
سياق الحديث قاد لاستكناه ظروف الطرفين وأسباب ركوب كل منهما صهوة هذه”السفرة” الطويلة، ما مكن الراكب الأنيق من رسم خريطة تقريبية لهوية جاره، باعتباره تاجر ثمور قدم من مدينة زاكورة لتسويق بعض ما تيسر من”غلة”هذه السنة، وبالتالي تأكد المعني بأنه قد وقع على الصيد الوفير وبصم على الضحية المناسب.
في غمرة حميمية اللحظة امتدت يد الراكب الأنيق لحقيبة يدوية هي كل ما يحمل معه في رحلته، وأخرج قطعة كعك ومشروب عصيري وشرع في تناول الوجبة،قبل أن يلتفت صوب جاره ويمده بعلبة أخرى من المشروب ملحا عليه تناولها.
لم يكد يستقر المشروب بمعدة التاجر حتى بدأت تثقل عليه أجفانه والنعاس يغالب عيونه، ليغط بعدها في نوم ثقيل، ويشرع الراكب الأنيق مطمئنا إلى نجاح خطته في تقليب الضحية وتفتيش جيوبه بروية وتؤدة وهو يحاذر أن يلفت إليه انتباه بقية الركاب.
باقتراب الحافلة من مدينة مراكش انتابت الراكب لحظة صحو متعثرة،فاتجه صوب مساعد السائق الذي صادف أنه ينحدر من نفس البلدة التي ينحدر منها الراكب،فأودعه رزمة من الأوراق النقدية منبها إياه إلى ما ألم به من ظروف صحية غير عادية مع التنبيه إلى أن المبلغ ينقصه حوالي 9000 درهم لا يعرف مصيرها.
بدخول الحافلة فضاء المحطة الطرقية سيتقدم الراكب الأنيق وقد أحس بالخناق يضيق حول عنقه ليمد مساعد السائق بالمبلغ المومأ إليه مدعيا بأنه قد سقط من الرجل، الأمر الذي نبه الركاب لكل التحركات المريبة التي كان يقوم بها اتجاه الضحية، ومن تمة محاصرته داخل الحافلة ومنعه من المغادرة لحين ربط الإتصال بإدارة المحطة ومصالح الأمن بها التي قامت باعتقال المتهم الذي أسفر تفتيشه عن ضبط قنينة مخدر، فيما تم استدعاء سيارة الإسعاف لنقل الضحية صوب المستشفى والذي كان في حالة غيبوبة كاملة لا يدري بما يجري حوله.
إسماعيل احريملة/ الاحداث المغربية

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت