مراكش تستقبل أول دفعة من الحافلات الكهربائية في إطار الإستعدادات ل”كوب 22″ وغموض كبير يلف تفاصيل الصفقة

مراكش تستقبل أول دفعة من الحافلات الكهربائية في إطار الإستعدادات ل”كوب 22″ وغموض كبير يلف تفاصيل الصفقة

- ‎فيمجتمع
201
6

 

بعد أسابيع من الإنتظار والترقب استقبلت مراكش صباح أول أمس الأربعاء الدفعة الأولى من الحافلات الكهربائية القادمة من بلاد”الرفيق ماو” في إطار صفقة أحاطتها الكثير من تلاوين الغموض والإلتباس.
شاحنات نقل عملاقة ظهرت بفضاءات مقاطعة المنارة في الساعات الاولى من صبيحة اليوم المذكور وهي تتهادى على الطريق العمومي بخيلاء وتبختر وكأن لسان حالها يردد” يا أرض انهدي، ما عليك قدي”، فيما تبدو هياكل الحافلات المشدودة إلى متنها بدقة وإحكام وكأنها خرجت للتو من رحم عالم صناعي خارق، فيما العبارة الفرنسية المرسومة على زجاجها الجانب” 100 في المئة كهرباء زيرو انبعاثات” تؤكد هويتها وتحدد طبيعة تركيبتها الكهربائية.
تم اختيار الفضاء المخصص لتنظيم المعارض بمدخل المدينة عبر الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين بهجة الجنوب ومدينة الإنبعاث لاستقبال هذا الدفعة من الحافلات التي أريد لها أن تستقبل ضيوف المؤثمر العالمي للمناخ ” كوب 22″.
المعلومات المتوفرة تؤكد بأن هذه الدفعة التي كان من المنتظر أن تصل مراكش منذ يوليوز المنصرم، ستليها دفعة أخرى قبل حلول موعد المؤثمر بناءا منصوصات العقد المبرم مع الشركة الصينية الموردة لهذا النوع من المنتجات الصناعية.

imageimage
تسلم هذه الدفعة الأولى من أصل” 30 حافلة” المزمع استقدامها أعاد فتح نقاش كبير في صفوف المتتبعين للشأن المحلي، خصوصا في ظل غياب التجهيزات والبنيات الضرورية لتشغيل هذا النوع من المركبات، فعلى بعد أسابيع قليلة من انطلاق قمة المناخ العالمية( من 7 نونبر) تبدو الممرات المخصصة للاستعمال هذه الحافلات خارج تغطية التجهيزات الكهربائية التي من المفروض توفرها لتشغيل الحافلات، ليبقى المعول عليه مشروع”محطة توليد الطاقة الشمسية” الذي لازال في طور التهييء والإنجاز بجوار الفضاء المخصص لتنظيم المعارض حيث تم ركن الدفعة الأولى، لشحن البطاريات الخاصة بتشغيل الحافلات.
مشروع استعمال “الحافلات الكهربائية” واذا كان قد ادخل مراكش دائرة”السبق” باعتبارها اولى مدن المملكة التي تحضى بهذا النوع من الحافلات الصديقة للبيئة ، فإن الشروط التي واكبت عملية التفعيل وطريقة تدبير الصفقة قد خلق جوا من الغموض والالتباس لدى المتتبعين خصوصا في ظل اصرار اهل الحل والعقد بالمجلس الجماعي على احاطة المشروع بجو من الكتمان خارج شروط الشفافية والوضوح.
فالمشروع الذي أريد له أن يدخل ضمن شركات التنمية المحلية واعتمد في تمويله على شراكة بين المجلس الجماعي ومجلس الجهة الى جانب المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، قد تم إسناد مهمة إدارته لإحدى السيدات التي تم استقدامها من خارج أسرة موظفي المجلس ، ما جعل الأطر الجماعية والأقسام التنقية تبقى في “دار غفلون” لا تعلم شيئا عن طبيعة هذه المشروع ولا الجهة التي ستسهر على تدبيره.
” طرحت بدورها الكثير من علاماتYANGTSE” صفقة الإقتناء من العملاق الصيني الإستفهام بعد أن أصر العربي بلقايد عمدة مراكش على مرافقة مدير ديوانه الوافد من إدارة الوكالة الحضرية للصين، أثناء الإطلاع على تفاصيل هذه الحافلات وإبرام صفقة الإقتناء، مع تغييب الأطر الجماعية المتخصصة ، قد أثار موجة من التساؤلات عن الأسباب والأهداف،خصوصا وأن خبرة مدير الديوان في هذا الإطار تكاد تلامس درجة “الصفر”.
حجم التكلفة المالية لاقتناء هذه الحافلات والتي سيتم أداؤها من المال العام تلفه بدوره الكثير من ملامح الغموض، لتبقى المعلومات المتوفرة في هذا الإطار تقتصر على ما أوردته بعض وسائل الإعلام الصينية التي حددت مبلغ 400 مليون درهم كقيمة لصفقة اقتناء 30 حافلة كهربائية، وهو الرقم الذي لم يكلف أهل المجلس أنفسهم عناء تأكيده أو نفيه، مفضلين ضرب صفح من التكتم والكثمان على كل تفاصيل الصفقة.
من الأسئلة التي تطرح نفسها بشدة وإلحاح هو موقع “الشركة الإسبانية ألزا” من إعراب هذه الحافلات، بالنظر لكون الشركة قد حضيت منذ مدة بحق”التدبير المفوض لقطاع النقل الحضاري بمراكش، وتغطي حافلاتها كل الخطوط الممتدة من المجالات الحضرية للمدينة الى حدود بعض الجماعات القروية.
تلك بعض الأسئلة المحيرة والمستفزة التي تبحث عن جواب، وتبقى عالقة لحين”ظهور السفري من حامض” المشروع، وتكشف عن غياب الشفافية في تدبير الشان المحلي لمراكش،والذي تبقى كل تفاصيله حكرا على فئة قليلة من المسؤولين المنتخبين يكادون يعدون على رؤوس اصابع اليد الواحدة.
اسماعيل احريملة/ الاحداث المغربية

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،