مؤلف” قبيلة أحمر” : مساهمة في إغناء الذاكرة التاريخية الوطنية

مؤلف” قبيلة أحمر” : مساهمة في إغناء الذاكرة التاريخية الوطنية

- ‎فيفن و ثقافة
270
6

عبد الرحيم الضاقية

ضمن سلسلة دفاتر من تاريخ بلاد أحمر عاد الباحث المصطفى حمزة إلى متابعة مشروعه الغني لدراسة منطقة احمر من مختلف جوانبها . وقد حصل ذلك بمناسبة إصداره الأخير (( قبيلة أحمر : مساهمة في التعريف )) الصادر بأسفي سنة2015 وهو يمثل الكتاب الرابع من هذه السلسة . ويتميز المؤلف الجديد بالتركيز أولا على استقصاء لتاريخ قبيلة احمر من خلال دلالة التسمية حيث برع الأستاذ حمزة في تتبع أخبار قبيلة احمر عبر العصور التاريخية دون فصل بينها مما يؤشر على تمكنه من أدوات التحليل التاريخي الشمولية . ثم انتقل إلى رصد الاستقرار البشري للحمريين في البلاد المعروفة بهم مستجليا الدينامية البشرية والسياسية والاقتصادية المتحكمة في ذلك في علاقة بالتطورات الحاصلة ضمن التاريخ الوطني المغربي . وقد فرض البحث على المؤلف اقتفاء اثر المجموعة البشرية من الجزيرة العربية ومختلف التطورات الحاصلة في بلاد الغرب الإسلامي حتى نهاية القرن 16 . وقد أكد الباحث غير ما مرة على صعوبة البحث في التاريخ المحلي لهذه المجموعة البشرية مرجعا ذلك لشح المادة العلمية التي يمكن الوثوق بها ثم لاختلاط أخبار قبيلة أحمر ضمن المراجع والمصادر بمجموعات بشرية أخرى .كما أرجع الأمر إلى احتكار البعض – محليا – للوثائق العائلية والتي لها قيمة كبرى لدى الباحث المتمرس والذي يمكن أن يستغل نتفا منها لتمحيص فرضيات قائمة ، مما يميط اللثام عن حقائق تاريخية هامة تسعف في إعادة كتابة التاريخ الوطني . وفي هذا الإطار فقد برز من خلال القراءة أن ذ. حمزة اعتمد على البحث في الوثائق الدفينة للمنطقة من خلال الرسائل المخزنية والظهائر السلطانية والتقاييد الخاصة ليصل إلى خلاصات ذات قيمة تاريخية هامة . وقد أتاح له إطلاعه الواسع على تاريخ المنطقة من خلال الكتب التي أصدرها والعلاقات الشخصية التي تربطه مع أسر المنطقة وكذا مساهماته الإعلامية والثقافية في التمكن من التوفر على العديد من الوثائق ذات القيمة العلمية والتاريخية التي لاتقدر بثمن . كما اعتمد الباحث على التمحيص المقارن للمصادر الكلاسيكية لتاريخ المغرب الأقصى كابن خلدون والناصري والبكري والحسن الوزان وأبو القاسم الزياني …وفي نفس الوقت استثمار البحوث الحديثة في تاريخ المغرب من خلال مساهمات العروي وحركات والمنوني وأحمد التوفيق وأحمد بوشرب …واستثمر الدراسات الاركيولوجية في استجلاء لغز ” إنسان إغود” . ويلاحظ الباحث المتابع أن الكتابة التاريخية للباحث حمزة عرفت نقلة نوعية في هذا المؤلف على مستوى التناول والبحث حيث تحول من مجارات ونقل المعطيات من المصادر أحيانا بلغتها ، إلى كتابة رصينة تعتمد الحذر المنهجي والتأني العلمي والنقد الخارجي والباطني للمصادر واستعمال آلية الشك من أجل تأسيس اليقين . كما انفتح الكتاب الذي بين أيدينا على تنويع في تقديم المعرفة التاريخية من خلال الخرائط الموضوعاتية والاحصائيات والخطاطات المعبرة والرسوم التوضيحية مما قد يسهل على الباحثين/ات في التاريخ المحلي ولوج عوالم منطقة احمر الغنية بالدلالات التاريخية . وهذا من شأنه أن يغني الذاكرة الجماعية بشكل كبير : فالمتجول في الشماعية أو اغود أو سيدي شيكر … يمر دون أن يدري على مآثر ومعالم ذات غنى كبير تتجاوز قيمتها المحلية لتصب في الوطنية أو العالمية . ويذكر ان الأستاذ المصطفى حمزة حاصل على إجازة في التاريخ من كلية آداب الرباط وأستاذ للمادة قبل أن يتقلد منصب الإدارة التربوية باليوسفية، له عدة مؤلفات حول المنطقة منها مدرسة الأمراء بالشماعية وكتاب حول العالم التهامي الاوبيري ومؤلف صلحاء بلاد احمر، وله عدة مشاريع للنهوض بالذاكرة الحمرية من خلال إنقاذ بعض المعالم التاريخية بالمنطقة .

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،