افتتح اللقاء بكلمة رشيد الحاحي الذي ترأس أشغال الندوة، الذي قدّم السياق الذي تأتي فيه هذه الندوة كإحدى محطات دينامية ” 17 نونبر” التي انطلقت بتوقيع الحركة الأمازيغية بيان حول طبيعة ومنهجية وتركيبة إحداث اللجنة المكلفة بإعداد القانون التنظيمي للمجلس الأعلى للغات والثقافة المغربية.
ودعا محمد حنداين في مداخلته إلى احترام التمثيلية الجهوية في كافة اللجان والهيئات التي تقرر في مستقبل المغرب، كما صرّح أن المغرب يعيش صراعا بين الهامش والمركز.
كما اقترح التفكير في تشكيل لجنة للقانونيين للطعن في دستورية اللجنة لعدم احترامها للمبادئ الدستورية من قبيل المناصفة بين الجنسين والتوازن بين اللغتين الرسميتين.
أما الأستاذ عبد الله صبري رئيس منظمة تماينوت، فقد ذكّر بمساهمة الحركة الأمازيغية في دينامية 20 فبراير ودورها بالدفع بالمطالب الأمازيغية وتحقيق اعتراف دستوري. إلا أن الدولة ليست لها نية التعامل مع المطلب الأمازيغي بجدية. وقال أن عمل اللجنة سيسفر عن الحد الأدنى الذي لن يشوش على النظرة الأحادية للهوية واللغة بالمغرب. مشيرا إلى أن مبدأ الكولسة هو المبدأ السائد في تدبير الملفات الحساسة من طرف الدولة، كما أن شرعنة تراتبية لغوية من طرف اللجنة ليست إلا مسألة وقت. وأضاف في أحد التعليقات على أعضاء اللجنة قائلا: “من شاء المشاركة فليشارك ولكن غير مسموح لأحد أن يعطينا دروسا في النضال”.
أما عماد بولكيد يرى أن بيان دينامية “17 نونبر” هو إعلان عن الوضع الحالي الذي تعيشه الحركة الأمازيغية عنوانه العريض قول لا لاختيارات الدولة، وليس مقبولا المزايدة بربط دينامية بمصالح شخصية والتغاضي عن الأسباب الموضوعية لرفض اللجنة من طرف الحركة الأمازيغية. فكيف تباشر اللجنة العمل في قانون تنظيمي لمجلس اللغات ونحن لم نحسم بعد في الواقع القانوني والمؤسساتي للغة الأمازيغية من خلال إصدار قانون تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية. وأضاف أنه أمر مقصود للحفاظ على تراتبية واقعية ومفروضة بين اللغتين. وتساءل إن كانت هذه المبادرة فعلا انشقاقيا، أم تعبيرا عن رأي مستقل ورافض للاحتواء داخل الحركة الأمازيغية.
وتناول الأستاذ لحسن زاهور دور المثقف والكاتب الأمازيغي، الذي قـُـدّر عليه النضال الهوياتي ضد أعداء التعدد، ثم النضال السياسي ضد سياسات الدولة التمييزية.
وصرّح أن تكتل الأدباء الأمازيغ في رابطة تيرا أحدث تغييرا في مفهوم الأدب المغربي ليستوعب الإبداع الأمازيغي المقصي من هذا المجال. وأضاف أن اللجنة لا يرجى منها إنصاف الأدباء بالأمازيغية ورفع التمييز ضدهم، وليس من باب الصدفة أن يكون مقرر اللجنة هو نفسه من صاغ التقرير الكارثي للمجلس الأعلى للتربية والتكوين.
وأشار رشيد بوقسيم مدير مهرجان إسني ءورغ للسينما الأمازيغية، أن دينامية “17 نونبر” يجب أن لا تتوقف عند انتقاد هذه اللجنة ولكن أن تكون مناسبة لتقوية الحركة والتفكير في أفق العمل الأمازيغي المشترك في مختلف أبعاده الثقافية والابداعية والمدنية والسياسية وتدافع عن موقع الأمازيغية في مختلف المؤسسات والهيئات.
في الأخير ضربت مبادرة “17 نونبر” موعدا في اللقاء الوطني ببوزنيقة المزمع تنظيمه بمناسبة رأس السنة الأمازيغية في احتفال فكري وفني مشترك للحركة الأمازيغية.