وجهت 19 شخصية سياسية جزائرية طلبا إلى رئاسة الجمهورية من أجل مقابلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بينها لويزة حنون، زعيمة حزب العمال (تروتسكي) وخليدة تومي، وزيرة الثقافة السابقة، التي قضت قرابة 12 عاما على عرش قطاع الثقافة، وذلك من أجل مناقشة تدهور الأوضاع التي تعيشها البلاد في كل المجالات، وكذلك المجاهد لخضر بورفعة.
ولم تتلق الشخصيات السياسية المعنية بالأمر أي رد من طرف رئاسة الجمهورية حتى الآن، علما أن الرئيس لا يستقبل منذ سنتين سوى الضيوف الأجانب، وأحيانا قائد أركان الجيش الفريق أحمد فايد صالح، وأحيانا أخرى الوزير الأول عبد المالك سلال.
ورغم أن الشخصيات التي وقعت الرسالة لطلب اللقاء مع بوتفليقة بررت طلبها بضرورة مناقشة الأوضاع الخطيرة التي تمر بها البلاد – وقد سلمت الرسالة إلى مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى – إلا أن الأهداف التي دفعت جزءا من الطبقة السياسية لطلب لقاء مع الرئيس ليست واحدة. فمثلا لويزة حنون، زعيمة حزب العمال، التي أصبحت كثيرة الانتقاد لسياسات الرئيس، كانت من أشد المدافعين عنه في وقت قريب، بل إنها خاضت الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، لمهاجمة خصوم بوتفليقة وليس للدفاع عن برنامجها الانتخابي. كما أنها لم تجد حرجا في إن تقول في أعقاب الإعلان عن نتائج تلك الانتخابات (التي خرجت منها بنسبة لم تتجاوز الواحد بالمئة) إن الناخبين اقتنعوا ببرنامجها فصوتوا لصالح الرئيس بوتفليقة.
ورغم أن انقلابها على الرئيس ومحيطه حير الكثيرين، إلا أن بعض المراقبين أرجعوا ذلك لكون الخط الذي كان يربطها بالرئاسة انقطع، وأنها تحاول إرجاعه من خلال الخرجات الإعلامية التي تدق بها ناقوس الخطر، وآخرها قالت فيها إن الرئيس معزول، وإن هناك من يخفي عنه ما يجري في البلد.
أما خليدة تومي فرغبتها في لقاء الرئيس لا يمكن أن تكون لها خلفية او بعد سياسي. فخليدة، التي عرفت كمناضلة في صفوف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وفي الحركة الثقافية الأمازيغية، طلقت السياسة لما تزوجت بكرسي الوزارة، وإذا كانت قد طلبت لقاء الرئيس فلتقنعه بأن يعيدها إلى الأضواء من خلال منحها حقيبة وزارية او تعيينها على رأس سفارة أو في البرلمان ضمن الثلث الرئاسي المعين.
أما جزء من المعارضة فهي من خلال طلبها لقاء الرئيس تسعى للتأكد من أشياء كثيرة، مثل مدى قدرة الرئيس بوتفليقة على ممارسة مهامه، خاصة أن هذه المعارضة تشكك في القدرات الصحية للرئيس، وتقول إنه غير قادر على تسيير البلاد، في حين تقول أحزاب الموالاة والمسؤولون في الحكومة إن الرئيس يتمتع بكل قواه الذهنية، وإنه يتابع كل ما يجري، وإنه هو الذي اتخذ كل القرارات المعلن عنها خلال الأشهر الماضية، بِما في ذلك التغييرات التي شهدتها المؤسسة العسكرية، وهي الشهادة نفسها تقريبا التي يكررها الضيوف الأجانب الذين التقوا الرئيس.