ما الذي تغير حتى يطعن الشاب خالد المغرب من الخلف، بعد إحيائه حفلا فنيا بتندوف، وذلك بمناسبة الذكرى الستين لثورة الفاتح من نونبر 1954 بالجزائر؟ أليس ظهور الفنان الحامل للجنسية المغربية ، داخل قاعة رياضية بتندوف إلى جانب وزيرة الثقافة في جمهورية الوهم ،” خديجة حمدي ” زوجة عبد العزيز المراكشي، استفزازا حقيقيا لشعور المغرب وشعبه ويظهر نفاق ” الشيخ ” خالد الذي عاش من خيرات المغرب وأنعم بملاييره؟
على الصفحات شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا ” الفايس بوك” صدمة قوية وسخط عارم لفئات المجتمع المغربي الذي أصيب ” بشمتة” تسبب فيها الشاب خالد الذي غنى في تندوف لصالح الأطروحة الإنفصالية، وظهر ب ” الضراعية ” الصحراوية ، وأبان عن إنتهازية كبيرة، مما جعل العديد من نشطاء هذه الشبكات يعبرون عن سخطهم من هذا الفعل المشين وطالبوا بسحب الجنسية المغربية عنه لانه لا يستحقها.
وفي هذا السياق ، قال فؤاد زويريق ، الكاتب والناقد السينمائي المغربي ، ” إذا كان الشاب خالد جزائريا -وهو كذلك بالطبع- وأراد أن يرضي مسؤولي بلاده ويلبي دعوتهم لاحياء سهرة فنية في معقل الانفصاليين فهذا حقه، ولا نجادله فيه، لكن أولا عليه أن يتنازل عن جنسيتنا أو تُنتزع منه ومعها كافة الامتيازات التي منحت له باعتباره صديقا للمغاربة وضيفا عليهم حتى لا نبدو سذجا وأغبياء ومن السهل استغفالنا، المشكل ليس فيه المشكل فينا نحن نكرم ضيوفنا ونبالغ في ضيافتهم وخصوصا العرب منهم، نفتح لهم بيوتنا و نشاركهم طعامنا وشرابنا وفي الأخير يخنون ثوابتنا ويدنسون البيوت التي احتضنتهم.”
وبحسب الناقد السينمائي ذاته ، فإن ” العازف المغربي عبد الواحد الزعيم الذي رافقه وخان معه قضيتنا التي من المفروض أن تكون قضيته أيضا، فكما لبى الشاب خالد دعوة مسؤوليه، على هذا العازف ايضا أن يلبي نداء وطنه ويرفض مصاحبته الى هناك، وهو يعرف جيدا ان تندوف مغربية تاريخيا وجغرافيا ومستعمرة من طرف العسكر الجزائري، بل هي معقل العدو الأول للمغاربة بوليساريو” .
ويضيف زويريق ” والاكثر من ذلك (ولا أظنه سيغفل عن هذا) إشارة الى العازف المغربي عبد الواحد الزعيم، حضوره في سهرة مشبوهة ستُستغل من طرف الاعلام الجزائري الرسمي ومعه اعلام البوليساريو كأداة للتأثير على حدث ذكرى المسيرة الخضراء والتشويش على زيارة الملك لأقاليمنا الصحراوية، كان على عبد الواحد الزعيم عازف العود المغربي في فرقة الشاب خالد ان يرفض من البداية أو على الاقل ينسحب فور حضور قيادات البوليساريو وظهور أعلامهم الانفصالية بين الجمهور، إذ ذاك كنا سنحترمه ونصفق له ونرفعه فوق رؤوسنا، لكن الان ومع كامل الأسف لا يستحق الجنسية التي يحملها فهي أطهر من أن يدنسها من لا يعرف كيف يتعامل مع قضايا شعبه وثوابتهم، وعوض حمل هم وطنه آثر حمل آلته الموسيقية واللحاق بسيده ذاك الذي يدعي ”المُلك” (بصفته ملك الراي) وما هو بملك ولا أمير حتى، فما هكذا تكون أخلاق الملوك ولا شيمهم فهو في الحقيقة ليس سوى شحاذ مرتزق.”