صرخة طالبين من سجن تيزنيت

صرخة طالبين من سجن تيزنيت

- ‎فيقضايا و حوادث
204
6

 

نخوض نحن المعتقلان السياسيان عزيز البور و محمد المؤذن إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 21 شتنبر 2015 ، على خلفية حرماننا من حقنا في متابعة الدراسة بسلكي الماستر و الإجازة المهنية .
و يأتي هذا الإضراب بعد سلسلة من الإضرابات الطعامية السابقة ، و قد كانت قضية التعليم تشكل أبرز مطالبنا في جل هذه الإضرابات ، كونها ليست بقضية الطلبة و التلاميذ فقط ، بل هي مطلب شعبي . و بالتالي وجب النضال من أجلها في المدارس و الجامعات و الشوارع ، و حتى من داخل السجون .
فعلى امتداد سنتين ووجهت جميع مطالبنا في التسجيل بأسلاك الماستر و الإجازات المهنية بالرفض و التجاهل . رغم توفرنا على كافة المؤهلات العلمية و كافة الوثائق المطلوبة للتسجيل .
كل هذا يؤكد زيف شعارات النظام القائم المتعلقة بمحاربة الهدر المدرسي و الجامعي ، كما يكشف عن إمعانه في محاربة أبناء الشعب و حرمانهم من أبسط حقوقهم في استكمال تعليمهم العمومي ، و ذلك عن طريق مجموعة من الأساليب الإقصائية و القرارات و المخططات اللاشعبية من قبيل “الميثاق الوطني للتربية و التعليم ” و “المخططات الاستعجالية ” المتتالية ، التي تعمل إدارات الجامعات على التفنن في تطبيقها بأساليب خبيثة و انتقامية في حق الطلبة و الطالبات خصوصا فيما يتعلق بولوج أسلاك الماستر و الإجازة المهنية .
و لعل خير مثال على ذلك ، الأوضاع التي تعيشها جامعة القاضي عياض ، خصوصا كلية الآداب و العلوم الإنسانية.
حيث تتحكم مجموعة من “العصابات” في تسيير مختلف أسلاك هذه الكلية ، و ما يرافق ذلك من استفزازات للطلبة و الطالبات ، بالإضافة إلى استشراء الفساد و الرشوة بجميع أنواعها ، مستغلين في ذلك رغبة الطلبة و تعطشهم لاستكمال دراستهم ، خصوصا و أن الإجازة لم تعد تكفي لاجتياز مجموعة من مباريات التوظيف ، سواء في القطاع الخاص أو العام .
و قد أصبح من بين الشروط الأساسية لقبول طلبك من قبل هذه “العصابات” هو أن تكون ابن شخص نافذ أو تربطك علاقة قرابة بأحد الأساتذة ، أو أن تبحث عن أحد السماسرة ( و ما أكثرهم بكلية الآداب ) لكي يتوسط لك مقابل مبلغ مالي طبعا، أو أن تكون من أولئك الطلبة المتملقين أكثر من اللزوم للأساتذة ، و أنواع هذا التملق يعرفها الجميع سواء بالنسبة للطالبات أو الطلبة .
لكن الخطير في الأمر هو أن هذه الأساليب و الإبتزازات أصبحت تمارس بشكل علني و بدون خوف أو توجس من طرف هذه العصابات و سماسرتها و يعلمها الجميع ، فأصبحت قاعدة لا استثناء .
الشيء الذي يؤكد على رغبة النظام القائم في قتل التعليم العمومي و إغراقه في الفساد و الفوضى و تشويهه بشكل متعمد ، في أفق التخلص منه نهائيا و جعل الجماهير الشعبية تفقد الثقة في كل ما هو عمومي ، و بالتالي فسح المجال أمام الخواص للإستثمار في هذا القطاع الحيوي و المربح جدا ، و كأنهم يقولون للشعب : ” إذا أردتم لأبنائكم تعليما فعالا ، ذا جودة عالية و خاليا من الفساد و الفوضى ، فما عليكم إلا بالتوجه للقطاع الخاص ، فهناك تجدون مبتغاكم ” .
و إذ نندد بالأوضاع التي آلت إليها مختلف الجامعات المغربية ، و كلية الآداب بمراكش على وجه الخصوص ، نحيي كافة الطلبة و الشعب المغربي عموما على صمودهم و نضالهم من أجل تحصين كل القطاعات العامة ، خصوصا قطاع التعليم .
و من هذا المنطلق نعلن محاربتنا لجميع أشكال الفساد الذي يسيطر على الجامعات المغربية تحت رعاية وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ، هذه الأخيرة التي يجب محاكمتها على الجرائم التي ترتكبها في حق أبناء الشعب .
كما نعلن أننا لن نوقف إضرابنا المفتوح عن الطعام إلا بعد إيفاد لجنة مركزية من إدارة السجون إلى جانب لجنة من المجلس الأعلى للتعليم و البحث العلمي ، و أن الحوار لن يكون إلا مع هاتين اللجنتين ، و نحمل النظام القائم المسؤولية فيما ستؤول إليه الأوضاع في حالة عدم الاستجابة لمطالبنا العادلة و المشروعة.
كما نؤكد للطلبة أن أصداء معاركهم سواء بجامعة القاضي عياض بمراكش أو باقي الجامعات تصلنا أولا بأول ، و أن السجن لن يقف عائقا بيننا و بينهم ، فنحن نناضل بدورنا و من موقعنا و بكل ما أوتينا من قوة . وعيا منا أنه بالنضال فقط يمكن أن ننير ظلمة هذه الزنازين الموحشة ، و به أيضا سنسلك طريق الإنتصار ، طريق الشعب ، طريق الثورة .
المعتقلين السياسيين عزيز البور و محمد المؤدن
السجن المحلي بتزنيت
تزنيت في 08/10/2015V

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت