في مشهد رمضاني يعكس تصاعد درجة التكافل الاجتماعي بين المغاربة، حفلت مدينة مراكش ب “موائد الرحمن”، وهي موائد إفطار جماعية مجانية، يقيمها مغاربة تقربا الى الله، ومساعدة للفقراء وغير القادرين .
وتقام “موائد الرحمن” عادة داخل المساجد، أو بجوار الفنادق أو المطاعم ، أو فى مناطق فضاء واسعة، حيث يتولى القائمون عليها إعداد وجبات غذائية جاهزة فى انتظار من يتناولها عند آذان المغرب موعد الافطار فى شهر رمضان .
وفي منطقة جليز ، تجولت ( كلامكم ) بين هذه الموائد التي يقيمها غالبا مطاعم وجمعيات مدنية ، فهناك بمطعم LE DIVAN BLANC بشارع مولاي رشيد وعلى مساحة 630 متر ، يقيم الشاب المغربي سعيد بشراكة مع جمعية أصدقاء النخيل فرع كرة الطائرة ، إحدى هذه الموائد، تتسع لأكثر من 250 شخص، في انتظار ات يصل الرقم الى أزيد من 350 مستفيد ومستفيدة .
ويقف على رأس كل مائدة أحد العاملين ، الذي يبلغ عددهم 20 مشرفا من ضمنهم شباب من بريطانيا، وهي بادرة ملفتة للنظر، بها يدعو السائرين فى الشوارع اثناء اذان المغرب الى تناول الافطار لدرجة قد تصل فى بعض الاحيان الى حد الالحاح رغبة فى الحصول على الثواب الديني والثناء الاجتماعي .
وفي مائدة بهذا المطعم الذي تم تدشينه مؤخراً ، قال أحد العاملين بها ويدعى (محمد)، إنه يقدم وجبات الافطار للصائمين منذ بداية شهر رمضان ، مضيفا انه يشعر بسعادة عندما يساعد الصائمين على تناول افطارهم .
وأوضح محمد انه يتم تقديم اكثر من حوالى 250 وجبة افطار يوميا، يستفيد منها 250 صائم، بالاضافة الى حوالى 150 وجبة اخرى ترسل الى العائلات الفقيرة .
من جانبه، أشار صاحب المطعم السيد ( سعيد الإدريسي ) وهو المشرف على مائدة الرحمن فى مطعم LE DIVAN BLANC الى “انه على الرغم وجود عراقيل إدارية شهدها افتتاح المطعم منذ البداية أقمنا مائدتنا للترقب الى الله وافطار المعوزين والمشردين وايضاً عائلات فقيرة تأتي الى مائدة الرحمن لتناول الفطور.”
وأضاف ان الاشخاص الذين تعودوا على ممارسة الاعمال الخيرية لا يهتمون كثيرا لحساب الارباح والخسائر، لكنهم يهتمون كثيرا بارضاء الجانب الديني لديهم، ومساعدة المحتاجين.
وأوضح ان كل العاملين من مغاربة وإنجليز فى المائدة، التى ينظمها يبذلون قصارى جهدهم لارضاء الصائم ولخدمة الفقراء الذين يأتون الى المائدة لتناول الافطار مجانا .
بدا سعيد الادريسي منتشيا، وهو يوزع الابتسامة على ضيوف المائدة الرمضانية، التي دأب مطعمه على تنظيمها منذ بداية هذا السهر الكريم ، يحرص على المبادرة بالترحيب على الضيوف الذين يحلون بالمطعم تباعا.
سعيد أكد لنا أن رواد مائدة الرحمن التي يشرف على تقديمها هم رواد دائمون ومنهم المترددون فقط. فالموائد هنا – يضيف سعيد – مفتوحة إما لعابر سبيل، أو عامل تضطره ظروف العمل للبقاء حتى موعد الإفطار خارج بيته، بل إن عائلات فقيرة بكاملها لا تقوى على مجاراة إيقاع الاستهلاك في شهر رمضان في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية، تجد نفسها مجبرة على ارتياد المطعم لتناول الوجبة الرمضانية.
فيما قالت (سمية) وهي طباخة بنفس المائدة، إنه يطبخ اصنافا متنوعة من الطعام فى كل وجبة مثل موائد فطور جل المغاربة
وتابع انه يتم تقديم التمر والعصير للصائمين، خاصة انهم يفضلون ان يبدأوا افطارهم بتناول التمر والعصير .