نافذة. تجمعيو مراكش: حمائم بمخالب الكواسر

نافذة. تجمعيو مراكش: حمائم بمخالب الكواسر

- ‎فيرأي
283
0

عبد العزيز البنين

بقلم :حسن الحوزي
يبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة مراكش لم يعد تجمعا للأحرار فحسب، وإنما صار تجمعا للكواسر والجوارح من صقور ونسور، وقطع مع زمن أسلوب “قريلا” إن رأى خيرا تدلى وإن رأى شرا تولى، وذلك بعد أن باتت مراكش أشبه بإسبرطة في بلاد اليونان القديمة، فكل الأحزاب القوية تطلب عرشها وتعتبر عموديتها حقا ومشروعا. هكذا أقسم التجمعيون بأغلظ الأيام أن حكم مراكش سيكون لهم ولغيرهم، وهو ما ردده القيادي الوطني للكواسر رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب قبل أيام، وردده جوارح الجهة قبله وعلى رأسهم عبد العزيز البنين، وللإشارة فالبنين وحده من ربح قضية ضد المجلس الجماعي تقارب العشرة ملايير سنتيم، ومع ذلك تنازل عنها بكل شهامة، في وقت لا نسمع فيه إلا عن ناهبي أموال مراكش وعن قضاياهم في المحاكم.

image

محمد الحر وعبد الواحد الشفاقي

إن التجمع الوطني للأحرار “خلق ليحكم” فهو الحزب الذي عادة ما يكون في الأغلبية حكومية كانت، أو في المجالس الجماعية، لا ضير عنده أن يكون مع اليسار أو الإسلاميين، أو غيرهم، وهو حزب يطبق فعلا مبدأ التقليل من الإيديولوجيا والإكثار من المشاركة في التدبير، حتى بات كالعين الثانية في التحالفات المسيرة وطنيا ومحليا، وكل تحالف بدونه يبدو أعورا، ووجوده يمتص قدرا كبيرا من هجومات المعارضة، نظرا للعلاقة الطيبة التي تجمعه بكل الأحزاب، وغالبا ما يكون وزراؤه في منأى عن سهام النقد والهجوم.
وفي جهة مراكش، تحولت الحمائم إلى كواسر بمخالب لا مثيل لها، وصارت عمودية الحمراء لهم كالأندلس لطارق بن زياد، ستفتح ولو اقتضى الأمر حرق السفن وقطع خط الرجعة، لذلك فقد استقطبوا العديد من الجبابرة من أحزاب مختلفة، خصوصا من الإتحاد الدستوري، وعلى رحيمي القوة الضاربة في شيشاوة، ثم عبد الواحد الشفاقي عاصفة الحزم القادمة لمقاطعة المنارة، والذي كان رهان حزب الحصان بها، قبل أن يقرر التحليق على جناحي الحمامة مترجلا عن صهوة حصان كبا به على حين غرة ودون سابق إنذار، فتحرر من “تبوريدة” تبين له أن بنادقها فارغة، ليعلن التجمع بجيش جنكيزخان المصر على فتح القلعة الحمراء. ولم ينس البنين أن لكل مدينة ثعلبها، وأن ثعلب مراكش هو محمد الحر، فاستقدمه ليعزز به صفوفه، وليضمن أصوات الكدية خزان جيليز الإنتخابي، ثعلب ما إن ظهر في لقاء تواصلي للأحرار وألقى كلمة حتى صار الكواسر يخطبون وده ومشورته، وقال فيه الطالبي العلمي حقا وليس مجاملة: “شرف لي أن تكون صديقي”. فمالذي يهيئه التجمعيون أكثر من هذا؟
إن الكواسر الزرق يطوقون الحمراء تباعا، وباتت العمودية على مرمى حجر منهم، بعدما جمعوا جنرالات الإنتخابات وضباطها الكبار، وباتت خطواتهم مدروسة جيدا، ونزلوا بثقلهم في الساحة السياسية المراكشية، ومازالت أيامهم تخفي الكثير على ما يبدو، ولديهم من الخطط المزيد ومن المناورات الكثير. خصوصا وأنهم يرون أن زمانهم قد أظل على رئاسة المجلس الجماعي، بعدما كان من نصيب الإستقلاليين زمنا، ومن نصيب الدستوريين بعدهم ثم الباميين الذين أخذوها بكل يسر بعدما اكتسحوا الساحة سنة 2009، وكانت للتجمعيين اليد الطولى في العطاءات والمشاركات، وكان وزنهم كبيرا في التحالفات، دون أن يتعرضوا للمتابعات والمحاكمات والنقد والإحتجاج، فقد كانوا الأنظف من بين المسئولين. فهل ستكون مراكش عشا للحمامة الزرقاء في السنوات المقبلة؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت