تقرير. حقوقيون بالخميسات: هكذا تم التعامل مع ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى المدينة.. حفاة عراة و جروح وكسور

تقرير. حقوقيون بالخميسات: هكذا تم التعامل مع ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى المدينة.. حفاة عراة و جروح وكسور

- ‎فيفي الواجهة
190
6

أكد تقرير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الخميسات، إنه مساء يوم السبت 18 أبريل 2015، وفي الوقت الذي  تتداول فيه وسائل الإعلام الدولية مأساة غرق حولي 700 مهاجر قبالة سواحل ليبيا و ايطاليا، فوجئ سكان مدينة الخميسات، و خاصة القاطنين منهم بجوار المحطة الطرقية، بأفواج من المهاجرين الأفارقة من جنسيات مختلفة تحط رحالها مرغمة بالمدينة. و صل الفوج الأول حوالي الساعة السابعة مساء عبر حافلة قادمة من فاس، مكون من 20 شخصا من أصول أفريقية، و أثار الجروح تبدو على أجسادهم النحيلة،  إثنين منهم، من جنسية مالية، رجلاهما مكسرة، رفضا نقلهما إلى المستشفى الإقليمي خوفا من هاجس الاعتقال و الترحيل الذي يطارد، على الدوام، أحلام كل مهاجر من الوصول إلى الضفة الأخرى.

وحسب تقرير الجمعية الحقوقية  أنه ” لم يكن ذلك المساء عاديا فكل حافلة قادمة، تدخل المدينة، قادمة من اتجاه فاس و مكناس  إلا و تحمل معها مجموعة من هؤلاء الفارين من قساوة الحروب و الأزمات، و هم يحملون نفس المعاناة و الألم، من أثار التعذيب البادية على أجسادهم و على محياهم حرقة الإحساس بالذل و الاهانة .”

وأضاف ” كان العدد كبيرا و يزداد بين الفينة و الأخرى و لكن ظلمة الليل حجزت عنا رؤية كل الأفواج  وكل الوافدين حيث كان البعض منهم يغادر الحافلة قبل ولوجها المحطة و لم نستطع  أن نحصي منهم إلا حوالي 60 شخصا حتى حدود الساعة العاشرة و النصف ليلا.”

وكشف التقرير  أنه ” لم يكن بامكان أعضاء  الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالفرع المحلي، في غياب أماكن الإيواء و الاستقبال، إلا أن يتقصوا عن الأسباب التي جعلت هؤلاء، العراة الحفاة من بني آدم الهاربين من مآسي الحروب و ما تخلفه من ضحايا الجوع و المرض ، أن يصلوا إلى الخميسات و بتلك الطريقة و الكثافة المثيرة للانتباه، ولم يكن بودهم كذلك إلا  أن يحققوا من أجل معرفة الجهة التي كسرت ضلوعهم، بدون رحمة و لا شفقة، و في تناقض صارخ مع المواقف الرسمية المعلنة التي تروج ، في الداخل و الخارج و عبر كل الوسائل الممكنة حول تسوية و ضعية المهاجرين و حسن الاستقبال و المعاملة، و بمفارقة صارخة تكشف، بالوقائع و الأحداث، المسافة الشاسعة الفاصلة بين الخطاب و الممارسة .”

وأبرز التقرير ذاته أنه ” في نفس الليلة استطعنا أن نقف على حجم المعاناة و على مختلف الجنسيات. لنعود في الصباح الموالي ، يوم الأحد 19 أبريل، لتعميق التقصي في الموضوع لنكتشف في المحصلة :

1-أن المجموعة التي وصلت/رحلت إلى مدينة الخميسات كانت مقيمة في إحدى الغابات المجاورة للحائط العازل بين الناظور ومليلية و امتدت إقامتها في هذا المكان ما بين 4 أشهر إلى أكثر من سنتين ،حسب تاريخ مجيئ و دخول كل منهم إلى المغرب. و حسب التصريحات التي استقاها أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من الحديث مع هؤلاء المهاجرين، فجنسياتهم تتكون من الافواريين و الغنيين و الماليين و السينغاليين وو قلة من موريتانيا.

2-تم ترحيلهم من الناظور إلى مدينة فاس ثم بعد ذلك إلى مدينة الخميسات بأوامر و إيعاز من السلطات  التي أجبرت   سائقي الحافلات للقيام بذلك، حسب تصريحاتهم و تم تأكيدها من بعض العاملين بالمحطة الطرقية المحلية. و قد تمت عملية الترحيل  باستعمال القوة و تجريدهم من هواتفهم النقالة و من النقود التي كانت بحوزتهم، رغم قلتها و بساطة قيمتها، عند نقطة الحدود مع امليلية او من وسط مدينة الناظور اثناء قيام بعضهم بالتسوق  و التبضع للرجوع إلى مقر إقامتهم بالغابة المجاورة للحائط العازل . وحسب تصريحات بعضهم، من القدامى  في “مخيم الغابة” ، فالمسؤولية في استعمال القوة و تجريدهم من ما بحوزتهم تعود إلى ممارسات بعض عناصر القوات المساعدة المكلفة بالمراقبة بجوار السياج الحدودي.

3-لم يلاحظ أعضاء الجمعية، الذين تابعوا عن قرب، وضعية هؤلاء المهاجرين، أي حضور أو تدخل للسلطات المحلية بالخميسات سواء بالسلب أو الإيجاب . و سجلوا عن كثب مغادرة أغلب الضحايا المدينة في الصباح الياكر ليوم الأحد بما فيهم ألمواطنين الماليين مكسري الأرجل، عبر طاكسي مؤجر من طرف أصدقائهما و من المساعدات و الايعانات التي تم تجميعها من المواطنين والمواطنات الذين ولجوا المحطة الطرقية صباح نفس اليوم،  في اتجاه مدينة فاس حسب أقوال رفاقهم.” حسب تقرير الفرعالمحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

 

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،