الاعلامي الليبي د.صابر الفيتوري: الحوار بين الفرقاء الليبيين وإمكانية الوصول إلى حل قبل الانهيار الكلي للدولة الليبية.. المغرب لم يسلم من الأقلام المغرضة بعد ان احتضن الحوار الوطني بمدينة الصخيرات

الاعلامي الليبي د.صابر الفيتوري: الحوار بين الفرقاء الليبيين وإمكانية الوصول إلى حل قبل الانهيار الكلي للدولة الليبية.. المغرب لم يسلم من الأقلام المغرضة بعد ان احتضن الحوار الوطني بمدينة الصخيرات

- ‎فيسياسة
218
6
قال الكاتب والإعلامي الليبي، الدكتور صابر الفيتوري ، ان الدولة المركزية بليبيا ، فقدت حضورها وسيادتها ، بعد ان تشابكت مصالح الأطراف السياسية، متهما الاعلام  في  المساهمة في تاجيج صراع الاطراف نتيجة التعاطي مع الأحداث بعدم مهنية، مؤكدا ان المغرب الذي احتضن المفاوضات بمدينة الصخيرات لم يسلم هو الاخر من هذه التحليلات المغرضة.
كما دعا القبائل الليبية الى أخذ دورها في الحوار الوطني ، موضحا ان الأحزاب السياسية، تشكل الحلقة الضعيفة في هذا الحوار لانها غير متجدرة في الحياة الليبية.كيف تقرأ نتائج الحوار الليبي الليبي ؟

تواصلت الجلسات الحوار التي ترعاها الامم المتحدة وتجرى بين الليبيين لتمتد خارج الوطن بعد ان التأمت النقاشات الاولى في غدامس الليبية برفض ومقاطعة من الطرف الذي يبسط سيطرته على العاصمة طرابلس ،ويتهم بالتحالف مع تنظيم (الدولة) ،ولكنه التحق بالحوار مؤخرا حين تحول الحوار الى جنيف وصولا للصخيرات  المغربية بعد ان استحال الاجتماع على الارض نتيجة صعوبة الوضع الامني نتيجة القتال الدائر وعدم وجود مكان امن يلتقي فيه الاطراف ،وهذه احد المؤشرات على تفاقم الخلاف وفقدان للسيطرة التامة من قبل جهة واحدة تبسط سلطتها وتحتكر السيادة للدولة ولهيبتها .

الفيتوريلكن نريد تجسيدا حقيقيا.. ما الجدوى من هذا التناحر بين الأطراف الليبية؟
فلقد فقدت الدولة المركزية حضورها وسيادتها وانفرض العقد بعد ان تشابكت مصالح الاطراف السياسية الامر الذي جرها للاقتتال، فبين مؤتمر وطني يشرعن في طرابس التشرعات رغم انه كان من المفترض ان يسلم للبرلمان الجديد المنتخب في مدينة بنغازي الا ان البرلمان رفض التسلم واستلم السلطة بالابتعاد عن العاصمة الى طبرق ليقود منها مجلس لا يتحكم في العاصمة ولا مقرات له ولا ادوات تنفيدية هنا نشئ الخلاف السياسي بعيد القتال الذي دار في من مايو مرورا باغسطس الماضي وخلف تدميرا كبيرا في طرابس وبنغازي هكذا وصلنا الى ضرورة ان يكون هناك اطراف تجلس للتحاور وتتوافق على ايجاد حل سياسي يكون اساسه الاتفاق على تعيين حكومة وحدة وطنية لكن ذلك ستتبعه التفاصيل التي هي محل خلاف من الصعب حله ومع دخول اطراف مختلفة على الصراع داخلية وخارجية ليتضائل الامل في حل سياسي مالم يشعر القادة السياسيين والقوة القبلية المؤترة بجسامة الوضع الامني الخطير الذي فتح تغرات لدخول الارهابيين والعصبات المنظمة ومحاولة اقحام نفسها في العملية السياسية تحت يافطات مختلفة شكلية ،فالوضع الاقتصادي ومالي لليبيا التي هي كانت الاقوى اقتصاديا في محيطها لتتحول الى دولة فاشلة لا تقارن حتى بافقر الدول الافريقية ان الامر فعلا يتوجب ان يكون للعرب والافارقة والمجتمع الدولى دوره من اجل الوقوف مع الليبيين الذين خرجوا لتوهم من حكم دكتاتوري شمولي لتحليق في سماء الديمقراطية بجناحين غضين .

ورغم ذلك، فكلما اختلفوا عادوا ليجتمعوا من جديد للتفاوض؟

يؤسفني  القول، ان الالتقاء بُعيد الاختلاف على طاولة المفاوضات ليس متجذرا في الثقافة الليبية وهو تاريخيا لا يجد اجماعا كافيا في الشارع، فالليبيون لم يحاوروا ويتفاوضا بينهم في السابق ولا مع الاخر فالخبرة التاريخية الوطنية في هذا السياق غير مشجعة ،فكان دائما الحسم للسلاح ولم يملك القوة العسكرية ،فلم تتفاوض القبائل الليبية عندما كانت تتقاتل مع بعضها البعض، ولم تتفاوض مع الاستعمار العثماني ولا مع الطليان رغم المحاولات الكثيرة في هذا الصدد ،فكان رفض الليبيون للوصول  الى خل من خلال الاتفاق في التوصل لحل ،هو السمة الليبية الواضحة .
وخلال 2011 وبعد انطلاق ثورة فبراير الليبية من بنغازي رفض المجلس الانتقالي الحوار والجلوس مع نظام القذافي ،وكان الحسم المسلح بانتصار الثورة بمساندة الشرعية الدولية التي لم تكمل دورها في المساعدة على بناء المؤسسات الوطنية خصوصا الامنية منها وهذه المؤشرات اليوم يمكن قراءتها على انها خطيرة ،ولن تكون بمثابة الدافع نحو الحوار، فماذا السلاح يحقق النصر فلا داعي للحوار !! .

هل تعتقد ان التفاوض سيثمر نتيجة لصالح الشعب الليبي؟
التفاوض هو حالة من الرغبة في الالتقاء ،فكل طرف يحمل رؤية ليس من المفترض ان تكون على صواب او خطا لكن كيف نلتقي بما لا يمس الثابت العام وان نحقق نسب تقارب جيدة وهذا النجاح المنتظر ومن الممكن ان يحصل اذا نظرنا الى ماضينا المشترك وأمانينا المشركة فمهما اختلفنا فان ما يجمعنا هو اقوى بكثير مما يفرقنا ونحن اخوة .

لكن هناك اكراهات حقيقية تعيق هذه المفاوضات؟
قد يقول البعض ان هناك الكثير من المعوقات خصوصا ،بعد ان ارتوت الأرض بالدماء فلدات الاكباد وظلم من ظلم بعصى الظالم وكان لكثير من المواقف الأثر السلبي المدمر لمكتسباتنا المادية والاجتماعية ،وبذلك فان الوصول لاتفاق سياسي لارساء السلم بات غير مقبول عند البعض ويجب الوعي بدالك وتدارك هذا من خلال تنفيذ عاجل للعدالة الانتقالية ، فمهما طال امد القتال والحرب فان الجميع لابد ان يتصافح ويتصالح فبناء الدول لابد ان يتم التشارك وصياغة القواعد المشتركة للتعايش فالاختلافات يمكن بالارادة والحكمة والتفهم ان تكون عنصر قوة .

إذن من تحمل المسؤولية في فشل المفاوضات بين الفرقاء الليبيين؟
عن نفسي اعتبر ان الاعلام ساهم في تاجيج صراع الاطراف نتيجة التعاطي  مع الاحداث بعدم مهنية فحتى المغرب لم يسلم من تحليلات البعض،ما جعل بعض اطراف الاختلاف يشكك في دور واهداف المغرب في احتضان الحوار ولماذا الصخيرات التي شهدت تاريخيا احداث كانت لليبيا من خلال القذافي دور فيها ومن ثمة علاقة المغرب السياسية بالجزائر لماذا يقام حوار في الجزائر وهي على خلاف مع المغرب ثم ان المغرب تحكمه حكومة ذات توجه اسلامي وفي تصوري كل هذه التساؤلات لا تزيد الا تازيما للموقف الذي يتطلب التهدئة ومن الافضل الارتكان الى الضن الطيب والحسن في الجميع خصوصا ونحن في محنة لا بد من الخروج منها على عجل .

لكن يبقى الأمل هو خارطة الطريق من أجل ليبيا تعيش سلاما ورفاهية؟
الامر الذي اتمناه ان يكون للقبائل الليبية دور في الحوار، باعتبار ان الاحزاب السياسية ضعيفة وليست متجدرة في الحياة السياسية الليبية وهذا الاقتتال الذائر قل قلل من شعبيتها بشكل كبير ،ولذلك فان اللعب الحقيقي على الارض هو القبيلة فلا يجب اغفاله، فهناك قبائل تملك القوة العسكرية وهي تسيطر على رقعة تواجدها فهذه هي ليبيا في غياب السلطة المركزية للدولة مقطعة الى مناطق نفوذ اجتماعية ولا اريد ان اقول قبلية لانها هي الاخرى ليست بالقوة والتراص الذي يمكننا التعويل عليها بمفردها في البناء .

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،