عن الشريط 16 المرشح للظفر بالنجمة الذهبية: “الوطء” في مهرجان مراكش الدولي للفلم يطمس نجومية السينما ويبعد الصحافة العربية عن المواكبة والتغطية ‎

عن الشريط 16 المرشح للظفر بالنجمة الذهبية: “الوطء” في مهرجان مراكش الدولي للفلم يطمس نجومية السينما ويبعد الصحافة العربية عن المواكبة والتغطية ‎

- ‎فيإعلام و تعليم
333
6
من عبد الواحد الطالبي- مراكش -(خاص) – واصلت الدورة ال16 لمهرجان مراكش الدولي للفلم فعالياتها بعرض الافلام الخمسة عشرة المتنافسة على الجائزة الكبرى للمهرجان والتي تم الحسم فيها لفائدة الشريط السادس عشر الذي تحكي القصة فيه عن مواقف درامية تتصارع المتضادات وتتواجه المتناقضات في مشاهدها الواقعية بين تكريم ومهانة واحتفال ومأثم وارتواء وظمأ ودفء واحتراق وضوء وظل…وأبطال وكومبارس.
تحت الضوء فساتين وبذل وأحذية تلمع في خطو متثائب يخطف الومض من نجومية مسروقة، وحركات بهلوان لأراجيز راقصة على هدير الزجاجات، وأجساد تجر الذيول على الخيبة والهوان تتهاذى في واد من دماء العذارى يسيح تحت الوطء رسما كالبجاد الأحمر.
“الوطء” بؤرة ركزت عليها كاميرا التصوير في اللقطة الثانية للشريط ال16 الذي أبدع في كل شيئ بإخراج سينمائي متفرد وغير مسبوق آلت فيه البطولة الى “كومبارس” يستحق التتويج على آداء أدواره بتميز.
وكانت غرف الفنادق في محيط قصر المؤتمرات وحيثما كان “الكومبارس” مواقع لمشاهد الوطء في تشخيص تم تصويره وإخراجه بعيدا عن قواعد العمل السينمائي، مٓثّٓلٓ أدواره أولئك الذين استفادوا من ريع شركة الانتاج التي أبدعت حتى في إنتاج نماذج مستنسخة لبشر اجتهد في الوطء بالأقلام والأقدام وباقي أعضاء الجسد.
بالأقدام وطأت هذه النماذج المصنوعة بأعجوبة الكركوزة نجوما في علياء الجوزاء حين زحمتهم مع كل “عيان بن بيان” مشى على البساط ومادرى الى البحر يسعى ام الى البدر يرتقي.
نٓكِراتٌ كانت كاميرا اللقطة الثانية وراءهم على البساط الاحمر يوزعون البسمات وحركات الايادي يختالون كالخنثيات لا صلة لهم بالنجومية وليس البساط الاحمر لهم نهجا أوسبيلا ولكنهم تحت الوطء وجدوا من سهل لهم الطريق وجعله يسيرا.
الطريق الى قصر المؤتمرات مٓرّٓ عبر بطاقة حُبٍّ توضع في علبة بريد حمراء أو عبورا من غرفة مغلقة ماسحة (سكانير) تحت أشعة اضواء خافتتة حمراء… الدعوات حمراء والطريق كله أحمر كأنه يوم النحر ودماء الهاديات جاريات.
أيادي العهر لطخت الأماسي الشفيفة للنجوم اللألاءة كالماس بين ورد وآس ودنست شفقية الأصائل التي تدلت جدوال خصلاتها على مراكش في خريفها الناعم نعومة ما يسري في العروق من دبيب الكاس، وأطفأت وهج الأنوار لشموع احترقت ادبا وفنا وكتابة لتضي السينما…ويسعد الناس.
وما أحوج مهرجان مراكش للفلم الى الناس أبناء الناس الذين يوقدون أصابعهم شموعا ليبتسم طفل، ويقبضون على الشمس بأيديهم كي لا تسقط النجوم، ويضيئون الجوانح كيلا تضوي الوطنٓ الليالي.
وكذلك في اللقطة الثانية من الشريط ال16 وطأت مستنسخات لنماذج من البشر، تلك المصنوعة بأعجوبة تقنية “الكركوزة” وبجرة قلم، “أصحاب الجلالة” من الصحفيين المعتمدين بالمغرب لوكالات انباء عربية وتلفزيونات شقيقة وصحف من الوطن العربي ذات صيت.
في لعبة سخيفة لمشهد تراجيكوميدي، لفّٓت “الكركوزات” حول نفسها لٓفّٓةٓ الجٓشِعِ في ميراث الكلالة وإرثُهُ “كلب”، وليس ما يرثن غير نباح وهٓزِّ ذيل.
بالقلم أزيح صحافيون وإعلاميون الى دائرة الظل وغُلِّقٓتْ دونهم الأبواب التي يحرسها سدنة شداد غلاظ قوانع، وآخرون  حاصرتهم القواعد الآمرة أن احضروا هنا وهناك واكتبوا كذا وكذا واصمتوا ولا تتحركوا… حتى إذا انكشفت الظُّلٓلُ عن قلمٍ مدادُهُ جهلٌ انفرط عقد الحكم لجهلة العقد والحل وعاد الصحفيون الى الديار.
مالت الكاميرا قليلا في مشهد آخر للقطة الثانية باتجاه حزم الحقائب ومغادرة فنادق الاقامة في هجرة العودة لصحافيين واعلاميين نحو الديار لم ينفع للعدول عنه توسل عند الاقدام ولا بكاء أو رجاء وليت الجهل نفع علما أن ما بعد القوة ضعف.
سلطة القوامة الاعلامية في مهرجان مراكش كانت ضعيفة وباهتة وبائسة حين أسندت الامور حتى في الوطء للذين لا يقدرون ان يستلذوا حلاوة الزبيب وهم يطأون حبة منه.
رفض الصحافيون أداء الأدوار في مشاهد السخافة والرداءة والابتذال ودروس الحلاقة في رؤوس الايتام وحتى عندما اتيح لهم الوطء على الرؤوس ب”الجزم” والوطء على الأوساط بالأوساط، والوطء على السلط بالأقلام والوطء على الكراكيز المصنوعة من ورق بريح تذره في الخلاء، فيهم من ربأ وكذاك همة الرجال والنساء تكون.
نقرت “الكلاكيت” نقرة جديد في مشهد جديد للقطة الثالثة بتفصيل صغير لكن بقيمة كبيرة ستجلوها سلسلة اللقطات التي تتلاحق بتلاحق ايام مهرجان مراكش الذي انقضى يومه الثاني.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،