من حكايات إبي الفوارس عنترة.. من أجل عبلة (10

من حكايات إبي الفوارس عنترة.. من أجل عبلة (10

- ‎فيآخر ساعة
2422
6

0فريد شوقي (عنترة) مع عبلة

د محمد فخرالدين
Fakhraddine@yahoo.fr

و كان عنترة لا يعود من غزو أحياء من العرب إلا بالغنائم الكثيرة والذخائر النفيسة ، فيوزع ما استحصل عليه على الجميع ، فصار محبوه يتناشدون أشعاره و يتذاكرون أخباره و يصفون محبته لعبلة التي يذكرها في أشعاره عند قيامه و قعوده حتى انتشر الخبر ووصل أباها و أمها ، لكنهما لم يكونا يباليان بما يقول عنترة من أشعار ، و هما يضحكان منه في السر و الإجهار ، و لا يغتاظان منه لأنهما كانا يستقضيانيه حوائجهما و يستخدمانه في كل شيئ …
و هما يعتبرانه من جملة العبيد و لا يرونه بمنزلة الأبطال الشجعان و لا يمكنه بحال من الأحوال ان يكون كفؤا لابنتهما عبلة ذات الحسب و النسب و الجمال و الدلال …
و لما كثر الحديث عن عنتر و عبلة عند أم عبلة و زاد، دعته إليها لتسأله عن المراد و ما علق بالفؤاد ، و عندما حضر قالت له :
ـ سمعت أنك تحب ابنتي عبلة و تذكرها كثيرا في أشعارك بالجملة ؟
و كانت عبلة قاعدة قربها تسمع المقال ، فتبسمت عن ثغر أبرد من الزلال و ضوء و جهها أنور من ضوء الهلال …
فقال عنترة :
ـ و الله أحبها الحب الشديد الذي ما عليه من مزيد ،و حبها تمكن من قلبي و الخيال و شغل البال ..
فلما سمعت أم عبلة ذلك زاد عجبها من جسارته و فصاحته ..و قالت لعنترة :
ـ يا عنتر إن كنت صادقا في مقالك فأنشدنا شيئا من أشعارك …
فجاش الشعر في خاطره في الحال ، و كأنه كان ينتظر مجرد السؤال فقام و انشد و قال :
أحبك حب كرام الرجال
و أقنع منك بطيف الخيال
وانت محكمة في دمي
و مالكتي فاسمحي بالوصال
فياعبل قد كل مني اللسان
بتعداد وصفك و الدلال
و كان عنتر ينشد تلك الأبيات و عبلة و أمها من نظمه منذهلات و متعجبات من فصاحته ، و جمال كلماته ، و قدرته على التعبير عن مشاعره المرهفة رغم أنه لم يكن من سادات القوم ..
أما ما كان من أمر عنترة فقد أشفى قلبه و باح بما يشعر به ، و عبر عن ما في فؤاده من شوق و هيام ، و افرج عن ما في صدره من غرام و ما احتبس فيه من كلام ..
و لما سمعت أم عبلىة روعة شعره و النظام ، قالت له :
ـ و الله لقد تفوقت بأشعارك على أصحاب الحسب و النسب من الأبطال و لا بد أن أخبر زوجي ليزوجك من خميسة أمة ابنتي عبلة .. و تكون لك نعم الزوجة و الحليلة ..
فقال لها :
ـ ياستاه لا أريد امراة غير عبلة و لو جاؤوا لي بكل النساء ..
و تكلمت عبلة و قالت لعنترة :
ـ الله يبلغك جميع أمانيك و يرزقك بزوجة تحبك و ترضيك ..
قال عنترة في الحين ، و هو يذوب من الحنين :
ـ آمين يارب العالمين ..
قال الراوي ـ يا سادة ياكرام ـ صلوا على بدر التمام ، تم إن الربيع بن زياد قام بوليمة معتبرة ، دعا اليها ساش بن الملك زهير و مالك ابو عبلة ، فتذاكروا أخبار عنترة و ما قال في عبلة من أشعار، فقال ساش و كان يكره عنترة لسبب ذكرناه في السابق :
ـو الله ما ينظر عبد السوء إلى نفسه الامن باب الرفعة على باقي الرعيان و العبيد ، و الله الكلام في شأنه لا يفيد ، لا بد من الخلاص منه ..
قال الربيع بن زياد :
ـ و الله ما رفع ذكر هذا العبد الا أبوك الملك زهير و أخوك مالك ..
قال الربيع بن زياد :
ـ كم مرة هم عبدي بسام بقتله و سقيه كأس الحمام و كنت أمنعه من ذلك حتى يحين الأوان .
ثم إن الربيع بن زياد و ساش بن زهير اتفقا على أن يجهزا لقتله أربعين عبدا من العبيد الأشداء ، عشرون من عبيد ساش و عشرون من عبيد الربيع بقيادة بسام ..
و اتفق في ذلك اليوم أن نساء عبس خرجن إلى وليمة اقامتها لهم ابنة شداد في قبيلة زوجها ،و سرن في الطريق تحت حماية عنترة ، و هو يركب بكامل عدته فرسه الأبجر…
و كان العبيد الأربعين الذين أزمعوا قتل عنترة كما تم الاتفاق بين شاس بن زهير و الربيع بن زياد قد سبقوه و كمنوا له في الطريق عند وادي الغزلان منذ الصباح ، ينتظرون قدومه لينهالوا عليه بالسيوف و الرماح ، و بينما هم كذلك و إذا بحس فرسان و رجال ، كانو يبحثون عن عنترة ليقتصوا منه لأنه كان قد غزا ديارهم و أخذ في ما سبق منهم الأموال ، فاتفق الفريقان على النيل من عنترة و سقيه في أقرب الآجال ،كأس الحمام ، و تعاهدوا على ذلك بالأيمان و الأقسام ، و العصبة ـ كما تعلمون ياسادة يا كرام ـ تغلب الأسد الضرغام …
في الغد ترقبوا حكاية جديدة من حكايات عنترة

 

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت