أمريكا هاتكة أعراض الإنسان..

أمريكا هاتكة أعراض الإنسان..

- ‎فيرأي
838
6

السيد شبلسيد

لا تنفك الولايات المتحدة الأمريكية  – رأس حربة المشروع الإستعماري الغربي- منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، عن تقديم نفسها من خلال موادها الفيلمية أو عبر عملائها المنتشرين في مختلف دول العامل تحت سُتُر مختلفة، على أنها حامية حقوق الإنسان، التي تحشد قواتها في سبيل الدفاع عن مواطني العالم ووقف حالات القتل المجاني التي تتم بحقهم، ولأن هذه المزاعم والإدعاءات التي يعتمد أصحابها على استراتيجية التكرار في عرضها تجد لها صدى عند شعوب العالم الثالث خاصة إذا صاحب هذه الشعوب حكام كبّلوا أيادي وسائل الإعلام الخاصة بدولهم عن وضع خطط استراتيجية لتفنيد ودحر هذه المزاعم، طلبًا للرضا الأمريكي، رأينا من واجبنا عرض غيض من فيض جرائم “الكاوبوي” الأمريكي.. غيض نراه سراج ينير للقارئ الطريق الذي يسير للتعرف على حقيقتهم الإبليسيو الكاملة.

– بدأ تكوين “الولايات المتحدة الأمريكية” عبر حرب إبادة ضد سكان القارة الأصليين أو ما اصطلح على تسميتهم بـ”الهنود الحمر”- اعتقد كريستوفر كولمبس خطأ أنه وصل إلى جزر الهند الشرقية عندما اكتشف العالم الجديد – وفي هذه الحرب تم تدمير منازل، وتهجير جماعي، وحرق محاصيل، وإستخدام الحرب البيولوجية كـ(( الجدري والحصبة والطاعون والكوليرا والملاريا ))، التي كانت تحصد أرواح السكان الأصليين، حيث كانت السلطات البريطانية توزع عليهم (الأغطية) الحاملة للأمراض عمدًا بهدف نشرالامراض بينهم، وتسميم آبار المياه التي يشرب منها السكان الأصليون !.

بلغ عدد من قتلوا في هذه الحرب على أقل تقدير قرابة  20 مليون شخص من الهنود، ويؤكد باحثون غريبون أن القانون الأمريكى الذى ظل سارى المفعول حتى عام 1865م ، وكان ينص على حق الأمريكى الأبيض فى الحصول على مكافأة مجزية إذا قدم لأى مخفر شرطة بالولايات المتحدة “فروة رأس هندى أحمر.. ويقدر باحثون آخرون أعداد السكان الأصليين الذين أبادهم الغزاة الأوروبيون بأكثر من مائة مليون هندى أحمر،  فمثلًا80% من هنود “كاليفورنيا” أبيدوا خلال عشرين عاماً فقط ، وهلك الباقون بسبب العمل الشاق حتى الموت “بالسُخْرة”، وكان اكتشاف مناجم الذهب والمزارع الشاسعة فى “كولورادو” وغيرها من ولايات الذهب وبالاً على الهنود ، إذ دفعت رغبة البيض فى الحصول على أيدى عاملة رخيصة إلى تنشيط عملية خطف الأطفال والشباب لاستعبادهم، وكانت صحف تلك الفترة تمتلىء بصور الشاحنات المكتظة بأطفال الهنود الحمر المتجهة عبر الطرقات الريفية إلى أسواق العبيد فى “سكرامانتو” و “سان فرانسيسكو” ليتم بيعهم إلى أصحاب المناجم والمزارع ، ويقول المؤرخون أن هذه القرصنة وجدت من يضفى عليها الشرعية التامة عبر قانون أصدره برلمان ولاية كاليفورنيا فى أول جلسة تشريعية له فى عام 1850م، وأصبح خطف الهنود الحمر واستعبادهم بموجب ذلك التشريع عملاً قانونياً !!، وبموجب تعديلات أضيفت عام 1860م تم إجبار عشرة ملايين هندى أحمر على قيام بأعمال “السخرة” حتى الموت !!.

– ما أن تم تشييد المجتمع الأمريكي الحديث حتى ظهرت الميول التوسعية وتم البدء بدول الجوار في الأمريكتين، فمع بدايات العقد الثالث من القرن التاسع عشر تم غزو نيكارجوا، وتبعها غزو بيرو، وفي عام 1846 تم شن عملية عسكرية كبرى على المكسيك انتهت باحتلال مساحات من الأراضي المكسيكية فيما يطلق عليه اليوم ولايات تكساس وكاليفورنيا ونيو مكسيكو الأمريكية، وفي عام 1855 شنت عمليتين عسكريتين الأولى استهدفت غزو أراجواي والثانية السيطرة على قناة بنما، وعلى مدار الربع قرن الأخير من القرن التاسع عشر تم غزو كولومبيا عدة مرات، تلاها هايتي، ثم شيلي، ومرة أخرى إعادة اجتياح نيكارجوا عام 1894، ثم اختتم القرن بغزو كوبا على مدار ثلاث سنوات انتهت باستيلاء أمريكا عام 1901 على أراضي جزيرة جوانتانامو التي تضم الآن أشهر معسكر اعتقال في العالم يضم العديد من الأسرى من معظم دول العالم.

– في العام 1914 قامت قوات المارينز بغزو هايتي والاستيلاء على البنك المركزي لتحصيل ديون هايتي لأمريكا بالقوة، وفي العام التالي تم احتلالها لمدة 20 عام.

– في الحرب العالمية الأولى دخلت أمريكا حليفاً لبريطانيا، وفي نفس الوقت قامت بشن حملة عسكرية في عام 1916 على جمهورية الدومينكان لفرض سيطرتها وتعيين حكومة عسكرية استمرت ثمان سنوات، بدلا من الحكومة الثورية التي قامت بإسقاطها، وفي عام 1932 شنت القوات الأمريكية عمليات عسكرية بهدف غزو السلفادور.

– اشتركت أمريكا في الحرب العالمية الثانية التي أنهتها في أغسطس 1945 بإلقاء قنبلتين ذريتين هيروشيما وناجازاكي في اليايان لتقتل ما يقرب من (( 220 ألف )) – 140ألف شخص في هيروشيما، و80ألف في ناغازاكي بحلول نهاية عام 1945- وأصيب وتشوه مئات الآلاف من المدنيين، مات كثير منهم بسبب هذه الإصابات في وقت لاحق !!.

– في عام 1954 أطاحت أمريكا بحكومة جواتيمالا، وفي عام 1961 فشلت أمريكا في عميلة إنزال لقواتها بكوبا فيما عرف بعملية غزو خليج الخنازير، وفي عام 1967 دعمت المخابرات الأمريكية الحكومة العسكرية في بوليفيا لمحاربة الثوار بزعامة جيفارا، وفي نهاية الستينات وإلى بداية السبعينيات حاولت أمريكا غزو فيتنام وبالرغم من هزيمتها إلا أنها خلفت ورائها ما قد يصل إلى كانت خسائر الفيتناميين خلال الحرب نحو (( مليون ومئة ألف قتيل، و3 ملايين جريح)) من الشعب الفيتنامي وكانت فيتنام قد ادعت سنة 1995 أن عدد القتلى في الحرب بلغ 5 مليون.. 4 مليون منهم مدنيين عُزّل !! وفي عام 1973 ساهمت أمريكا في إنهاء حكم سلفادور أليندي في شيلي ونجاح اليمين في إقامة حكومة ديكتاتورية عسكرية.

– في عام 1982 دخلت أمريكا بقوات في لبنان لمطاردة عناصر المقاومة الفلسطينية ولدعم إسرائيل في غزوها للبنان تحت ستار قوات حفظ السلام الدولية واضطرت للانسحاب في عام 1983 بعد قتل 241 جندي من المارينز في عملية واحدة.

– في عام 1986 أغارت الطائرات الأمريكية على الأراضي الليبية بحجة تورط ليبيا في عمل إرهابي ضد أمريكا، أسفرت الغارات عن قتل وإصابة العشرات.

– في عام 1992 حصلت أمريكا على تفويض من الأمم المتحدة بقيادة تحالف لاحتلال الصومال، قتل فيها عشرة آلاف صومالي، بحجة إعادة الاستقرار إليها بعد حرب أهلية طاحنة.

– في عام 1991 دخلت أمريكا على رأس تحالف دولي في حرب مع الجيش العراقي فيما سمي بعملية تحرير الكويت، أسفرت عن إلقاء 880 ألف طن من القنابل ليتم قتل ما يقرب من (( 200 ألف عراقي )) علاوة على عشرات الآلاف الذين أصيبوا بالسرطان على أثر ضرب الأراضي العراقية بقنابل اليوارنيوم المخضب، كما قصفت الطائرات الأمريكية ملجأ العامرية، مما أدى إلى قتل 400 مدني وجرح أكثر من ألف آخرين، أغلبهم من النساء والأطفال، كما تم قتل عشرات الآلاف من الجنود العراقيين العزل عند نهاية حرب الخليج الثانية.

كما تم فرض حصار وعقوبات شاملة ضد العراق، عانت من جرّائه الجماهير العراقية بسبب نقص في الغداء، حيث توفي  نحو نصف مليون طفل عراقي خلال عقد التسعينات فقط.

– في عام 1999 أمطرت قوات التحالف الأمريكي ـ البريطاني العراق بوابل من القنابل والصواريخ أدى إلى سقوط مئات الضحايا وآلاف المصابين علاوة على تدمير العديد من منشئات البنية الأساسية والمنازل وخسائر جمة في مخازن السلع، وذلك لإجبار صدام حسين رئيس العراق آنذاك على دخول المفتشين الدوليين للعراق.

– من حوادث عام 1999 أيضًا، التي لا يسقطها التاريخ، الآثار التي تربت على القصف الجوي الذي قامت به قوات الناتو بدعم أمريكي حيث خلف القصف على الأقل 400 مدني وعلى الأكثر 5000 مدني قتيل.

– قدرت بعض الجهات أن قتلى العراق بلغ 2 مليون مدني منذ بداية الغزو الأمريكي وسقوط بغداد في 2003.

-في إطار ماسُمي بالحرب على الإرهاب بعد قصف البرجين في 2001، ظهرت العديد من جرائم الحرب على يد القوات الأمريكية في حق المدنيين في العراق وباكستان وأفغانستان واليمن والصومال، في صور قصف جوي ضد مدنيين عُزل أو قتل أسرى حرب أو تعذيبهم وانتهاك آدميتهم أو إبادة جماعية أو استخدام أسلحة محرمة دوليا.

– أما عن معتقل جوانتانامو فهو سجن سيء السمعة، بدأت السلطات الأمريكية باستعماله في سنة 2002، وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين، ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية، ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول أن معتقل جوانتانامو الأمريكي يمثل همجية هذا العصر، ويعتبر مراقبون أن معتقل جوانتانامو تنمحي فيه جميع القيم الإنسانية وتنعدم فيه الأخلاق ويتم معاملة المعتقلين بقساوة شديدة مما أدى إلى احتجاج بعض المنظمات الحقوقية الدولية إلى استنكارها والمطالبة لوقف حد لهذه المعاناة واغلاق المعتقل بشكل تام.

المصادر:
مقالات ودراسات منشورة عبر الشبكة العنكبيوتية (الإنترنت)

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،