الدوحة و الرهان الخاسر على الاخوان

الدوحة و الرهان الخاسر على الاخوان

- ‎فيرأي
1072
6

محمد عبد اللهphoto

لن نجانب الصواب إذا قلنا أن قطر لا تنظر بعين الرضى إلى مجريات الأمور في مصر، منذ أن أنهى الجيش بزعامة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي مغامرة حكم الإخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي. ذلك أن القيادة القطرية لعبت دورا حاسما قولا وفعلا في وصول حركة الإخوان إلى سدة الحكم في مصري مستخدمة أعتى الأسلحة الإيديولوجية والإعلامية و الإقتصادية،وأغدقت الأموال على كافة الجهات والأطراف التي يسرت ذاك المبتغى، سواء انطلاقا من الأراضي القطرية حيث تنشط حركات متعددة ذات طابع إسلامي متشدد،أو خارج الدوحة  من خلال نواة الإخوان بدولة الفاطميين،مستغلة في ذلك الاحتقان الشعبي والغضب الجماهيري من تدهور الأوضاع المعيشية، التي ازدادت استفحالا في أواخر حكم الرئيس حسني مبارك،و انشغال نظام الحكم بتوريث السلطة للأبناء بدل الإنكباب على المخاطر الجمة التي كانت تتربص الدوائر بمصر وشعبها، و المتجسدة في صولة الجماعات المتطرفة وأبرزها حركة الإخوان .

و لقد أفلحت تلك الحملة المتعددة الأوجه في تهيئة الأرض الخصبة لفوز الجماعة الإسلامية بأولى انتخابات رئاسية تشهدها مصر منذ ثورة 1952. غير أن إخفاق الإسلاميين في تغيير الواقع المعاش للجماهير والإعتماد بدلا عن ذلك على دغدغة  مشاعره العاطفية الدينية، خلق موجة غضب عارمة ارتعدت لها فرائص الإخوان و عرابيهم من المخابرات القطرية الأمريكية،فكان أن حسم الجيش المصري الموقف ليضع حدا للمهزلة الإخوانية،معطيا الدرس لباقي الشعوب العربية والإسلاميةمن كون حبل الكذب قصير، وأن اعتماد المنهج الإخواني كسبيل للحكم يحمل بذور الفشل في طياته. ولا أدل على ذلك،الارتياح الذي ساد الأوساط الجماهيرية المصرية في مقابل مسرحية الاعتصامات بساحة رابعة العدوية و حركات الأصابع الأربع الهزلية، والامتعاض القطري لتقلبات الأوضاع لفائدة التيار المتنور المدعوم من الجيش.

و كأن قطر لم تستفد من الدرس المصري وراهنت من غير جدوى على الإخوان كسلاح لبث الفرقة في أقطار الخليج المجاورة، واحتضنت رموز العداء لتلك الأنظمة،وأبت الإقرار بأنها إنما تراهن على حصان خاسر.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،