محضر 20 يوليوز : المسار و المال

محضر 20 يوليوز : المسار و المال

- ‎فيرأي
935
6

عندما يطغى الاستبداد السياسي و تفرز الاليات الديموقراطية في شقها السلبي نخبا مفلسة فكريا تشرف على ادراة الشان العام و كل ما يرتبط بالسياسات العمومية فلا يمكن ان ننتطر الا الافلاس الدي هو عنوان الدينامية السياسية للحكومة الحالية و التي لم تستطع خلق روافد جديدة من التطوير و الاغناء و التحديت و الانماء السياسي و الاجتماعي العام و لم تحقق شرط الحكومة الاكتر رعاية للمجال الاجتماعي او بالاحرى اضافة شرط تجاوز الكدمات و التوعكات السياسية التي كانت لها البلاد عرضة لها مند الاستقلال
و لان الحكومة الحالية و صلت في ظروف استثنائية فان منظور الاصلاح في تصور نخبها كان استثنائيا بكل المقاييس لكن ليس بالمعنى الايجابي هده المرة لان الشان الاجتماعي كان ماله الانتظارية و الجمود و تاصيل و تجدير واقع الفساد و الاحتكار


بدون مبالغة يمكن ان نقر ان محضر 20 يوليوز كان القضية رقم واحد و التي لازالت عالقة في رقاب من يسهرون على رسم التخطيط الاجتماعي لانه الملف المتكامل حقوقيا و قضائيا و اعلاميا و اجتماعيا


فمن الناحية الحقوقية حاز على دعم كل الهيئات الحقوقية و الحزبية و النقابية,ولان قانونيته هي من صنع مؤسسات الدولة فما كان للسلطة القضائية الا ان تدعم مشروعية موضوع المحضر الدي كان عملا اراديا للدولة المغربية , اما من الناحية الاجتماعية و الانسانية فالراي العام الوطني وقف عن كتب بالصوت و الصورة عن معاناة هده الفئة الاجتماعية التي يراد لها رغم كفاءاتها وامكانياتها المعرفية و الفكرية ان تعاني في قعر الهرم الاجتماعية


هده الدعائم او الثوابث جعلت منه ملفا دقيقا متكاملا و هده الدقة عرت على ارتجالية الحكومة الحالية فليس غريبا ان نجزم ان غياب الجراة اللازمة لحل الملفات العالقة لا يرتبط فقط بواقعة محضر 20 يوليوز و لكن هو تعبير لفشل النخب القائمة في تدبير هده المرحلة الحاسمة من تاريخ المغرب و تحقيق الانتقال الديموقراطي و التنمية بمدلولاتها الشاملة و هو ما يدفع بالضمير الوطني للاستغراب حول مال مشهدنا الوطني الغائب وطنيا و الحاضر اقليميا ؟؟؟


اين دور الوظائف التربوية و التكوينية التي من المفترض ان تضطلع بها الحكومة و الاحزاب؟؟؟

ربما ربحت الحكومة الكثير من الوقت من خلال عدم بثها في ملف محضر 20 يوليوز و ارجاع الحق الى اصحابه و لكن خسرت دعم و تعاطف هده الفئة التي تحمل صفات المواطنة الحقة و خسرت معه مصداقية و رابط الثقة بين المواطن و المؤسسات في زمن الانتقال الدستوري و ادت الى فساد الاخلاق السياسية و ابتدال المشهد السياسي بشكل عام


سبق و ان تم الحديث سابقا عن عدم اتصاف هده الحكومة بالجراة و الارادة السياسية لحل ملف محضر 20 يوليوز او بالاحرى اقول واقعة محضر 20 يوليوز لان الامر يتعلق بحدث قانوني و حقوقي و ميداني بارز في تاريخ المغرب حتى و ان تم حله سيسجل التاريخ بمداد من فخر ان فئة اغتصب حقها في عز بناء دولة المؤسسات و في عز تجديد و تاصيل ثقافة المواطنة, لكن ان سجلنا غياب الجراة السياسية علينا ان نسجل غياب روح المسؤلية لدى صانعي القرار السياسي المغربي في مقابل القاء هده المسؤولية في شقها الادبي و الاخلاقي و السياسي و الاجتماعي و القانوني على عاتقها لانها زجت بملف متكامل وسط المزايدات وتيهان النفاق السياسي و الاجتماعي

قد يقبل المواطن البسيط الاستبداد السياسي لانه لايريد ان يحضر نفسه في مطبثات العمل السياسي و لكن ربما يرتفع منسوب الحراك الاحتجاجي ضد الاضطهاد و الاستبداد الاجتماعي ما دامت هده الحكومة تضيق خيارات

العيش بكرامة على ابنائها

محمد بلحاج

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،