بقلم : ذ.حسن أوزال
ليس غريبا في شيء ما تعرض له صديقنا المفكر سعيد ناشيد،بل الغرابة كل الغرابة تكمن في تحامل الأميين عليه و ازدياد حنق و بغض الجهلة و الناطحة و المتردية على الرجل دون أن يتحروا حقيقة من يكون و لا ضد من يناضل كقلم حر لعقود خلت. تعود بدايات معرفتي بصاحب ”قلق في العقيدة ”الى سنوات التسعينات من القرن الماضي حيث كنت شغوفا بمواكبة كل ما كان ينشره بموقع الاوان التابع لرابطة العقلانيين العرب و الذي صار فيما بعد عضوا من هيئة تحريره. ولعل لهذا الموقع الذي كتبنا فيه سويا دور كبير في ابراز أسماء نشاز ان صح التعبير من الكتاب و المفكرين الذين يغنون خارج السرب و بلا مظلات سياسية أو حزبية كهنوتية أو طائفية تحميهم. لذلك فهم بهذا الشكل عبارة عن أقلام حرة تسبح ضد التيارات الظلامية لا على مقاس حسين مروة و مهدي عامل ،فرج فودة فحسب بل أيضا على وثيرة سبينوزا و نتشه ،جوردانو برونو و غيرهم كثر. لعل ما بات يتعرض له المفكرون في بلدنا المغرب،هو ما يؤشر على بوادر أزمة ثقافية سياسية خانقة لم يسبق لها مثيل . أزمة أراد لها مدبروها تكميم الأفواه عبر تجويع المبدعين و تشريدهم حتى ،مثلما هو حال المفكر سعيد ناشيد ،سواء بالتنكيل بهم مهنيا و عزلهم و قطع أرزاقهم على بساطتها خاصة و أن الاجر الزهيد الذي يتلقونه شهريا لا يسع حتى لسد الحاجيات الضرورية للبقاء وما بالك بالكماليات، أو عبر صك تهم ضدهم تسرع باعتقالهم و الزج بهم في السجون.و هاهنا تلوح في أذهاننا أسئلة محرجة نتمنى أن تجد آذانا صاغية و أن تلقى أجوبة مقنعة و عملية . أسئلة نصوغها كالتالي : – لماذا النيل من سعيد ناشيد بالذات ؟
– و إن كان البعض ممن يسوغون هذه المكيدة التي طالته يزعمون أنه قد أخل بعمله فما ردهم على أولئك الذين يتلقون أموالا طائلة دون عمل ؟ ناهيك عن الاشباح و من يرتزقون من حزب الكهنوت من أموال الشعب دون ان يبدلوا أدنى مجهود؟
– ألم يقدم ناشيد خدمات جليلة للوطن لا مهنيا فحسب و هذا ما تقر به تقارير مفتشي مهنة التدريس التي زاولها بتفان بل أيضا علميا و ثقافيا بحيث يكفي النظر الى كتاب واحد من كتبه لتكريم الرجل انصافا له و لما يقدمه لحضارة بأكملها؟
-و حتى ولو افترضنا أن سعيد قصر في مهامه يوما من الايام و في غفوة منه، فهل يجيز لنا ذلك الاسراع بقطع مصدر قوته و تجويعه بمعية أسرته؟
-ألم يكن حريا بالمسؤولين التأني في اتخاذ قرارات من هذا القبيل خاصة حالما تعرف الإدارة انها امام شخص يتمتع برمزية خاصة وله مكانة مرموقة في عالمنا العربي(فهو قيمة إضافية للبلد و فخر للمغرب) ؟
-و أكثر من ذلك ألم يحن الوقت بعد للمشرع للتدخل و قطع الطريق عن الظلاميين ،بالمبادرة بسن قوانين تمتع المبدعين بحصانة قمينة بأن تكفل لهم العيش بكرامة و تصونهم من نظير هذه التنكيلات؟ الحصانة لم لا إسوة بالبرلمانيين مثلا و غيرهم من رجال الدبلوماسية فما المانع؟