مراكش: “بركاسات” للنفايات أم للأصوات؟

مراكش: “بركاسات” للنفايات أم للأصوات؟

- ‎فيفي الواجهة
551
0

 

 

أزبال مراكشهكذا تخلص المراكشيون من أزبالهم

 

ابراهيم الفتاحي

كادت السيدة فاطمة الزهراء المنصوري أن تتحول إلى عمدة مزبلة بعدما صارت مدينة مراكش مزبلة كبرى تخفي نفاياتها وجهها الحضاري والمدني، ولكن الله لطف وانتفضت حضرة العمدة ضد الأزبال ودقت طبول الحرب عليها، وآية ذلك تلك المئات من “البركاسات” التي جاءت بها الشركة الجديدة المفوض لها تدبير قطاع النفايات، وقد روى أحد الظرفاء قائلا: “حينما وصلت أول شاحنة محملة بالبركاسات مراكش كانت آخرها ما تزال في سطات” تعبيرا منه على ضخامة قافلة العدة والعتاد لجيش “الإسترداد” الذي تقوده الشركة الجديدة، إنه استرداد للنظافة المفقودة التي سقطت في أيدي النفايات إبان معركة “التدبير المفوض” في عهد المعمدة بأمر الله فاطمة الزهراء المنصوري.

لكن إن كانت مصائب قوم عند قوم فوائد فإن أزبال قوم عند قوم أصوات، ولسان حال السيدة العمدة يقول: “إملأوها بأزبالكم اليوم ولأملأنها بأصواتكم غدا”، لأن تحقيق مصالح المواطنين واستنهاض الهمم من أجل راحتهم لم يكن هذا حاله منذ بدء الولاية المحمودة للعمدة الحسناء، وإنما من باب “اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها”، فبتلك الخواتم يلق الناس ربهم وبتلك الخواتم تلق العمدة الكتلة الناخبة، وإن عادوا وانتخبوها هي ومجلسها المزركش عادت عليهم خمس سنوات ونيف من الويلات إلى أن تقترب الإنتخابات من جديد فترقع وننمق ما تواجه به المراكشيين.

لقد جعلت الحسابات السياسوية الضيقة والاستهتار بمصالح الناس من مراكش “مزبلة وفوضى” بين النخيل بعدما كانت وردة تغنى بها عملاق الأغنية المغربية ذات زمن.

نتمنى للسيدة المنصوري النصر في حربها الضروس على النفايات التي أغرقت مراكش، مذكرين إياها بأن هذا واجبها الذي انتخبت من أجله وليس لعبة لكسب الاستحقاقات، لأن ملامح لياقتها التسييرية مازالت تحتاج إلى الكثير، ومدينة بحجم مراكش ليست هينة في التسيير، والمراكشيون ليسوا غفلا عن أفعال ساساتهم، كثيروا الضحك والنكتة لكن لا يخدعون ولا يسمحون لأحد بأن يضحك على ذقونهم ويستصغر عقولهم، إنهم يزنون الإنجازات بميزان الذهب…

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت