تسبب فيروس كورونا في تسجيل خسائر فادحة بالقطاع السياحي الوطني، بفعل تأثير الجائحة على نشاط القطاع الذي توقفت خدماته منذ بداية شهر مارس الماضي، بعد إلغاء الرحلات الخارجية والتنقل الداخلي.
بعد إعطاء الضوء الأخضر لاستئناف النشاط الصناعي والتجاري لبعض المقاولات، ما يزال الغموض يلف نشاط القطاع السياحي المرتبط أساسا بالحالة الوبائية للمملكة، خصوصا في ظل عدم إعلان الوزارة الوصية على القطاع عن أي استراتيجية أو خطة تدبير خلال الفترة المقبلة.
فوزي زمراني، نائب رئيس الكونفيدرالية الوطنية للسياحة، كشف أن مستقبل قطاع السياحة الوطني “ليس واضحا لحدود اللحظة، حيث لم يتم بعد تحديد خطة عمل استراتيجية لتدبير القطاع خلال الفترة الراهنة وفترة ما بعد فيروس كورونا”، مشيرا أن الاهتمام الآن كله اليوم ينكب على القطاعات الاقتصادية الأخرى، كالصناعة والتجارة.
وأوضح زمراني في تصريح لموقع القناة الثانية أنه لم يتم تحديد أي بروتوكول لاستئناف القطاع، خصوصا وأن الحدود مغلقة، وما تزال الحالة الوبائية بالمغرب غامضة، معتبرا أن السياحة المتضررة بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، لا يمكن إرجاء التفكير في استئناف نشاطها خلال الأشهر المقبلة دون العمل والسعي للبحث عن حلول من شأنها استعادة نشاطها خلال المستقبل القريب.
وبخصوص الأسواق الدولية للسياحة، كشف المتحدث أن سياح البلدان الأوروبية، سيبقون في دولهم؛ مما يعني أن المغرب لن يستقبل أي سائح فرنسي أو إسباني أو إيطالي أو بريطاني خلال هذا الصيف، كما أن الوضع الصحي للمغرب يفرض عليه الإبقاء على حدوده مغلقة لتفادي موجة ثانية من الفيروس، مما يستدعي بالتالي التركيز على السياحة الداخلية، للتخفيف من آثار أزمة “كورونا”.
وشدّد نائب رئيس كونفدرالية السياحة، على ضرورة تهيئة الظروف اللازمة والأساسية للسياح المحليين، من أجل تعويض الفراغ الذي سيخلفه الأجانب؛ من أجل هذا، اقترح المتحدث الحرص على توفير شروط السلامة الصحية للوقاية من فيروس “كورونا”، بمختلف المرافق السياحية، كالنقل والإقامة والمطاعم وأماكن الترفيه من شواطئ ومتنزهات والملاعب ومسابح..
ووقف المتحدث عند مشاكل التعويل على السياحة الداخلية، والتي ترتبط أساسا بقدرة الأسر المتأثرة بدورها ماديا من الفترة الحالية، التي تعرف توقف النشاط الاقتصادي فضلا على الانفاق الرمضاني والتفكير في مصاريف عيد الأضحى والدخول المدرسي، مشيرا أن الكثير منها لن تستطيع توفير ميزانية لتمويل إجازتها، خصوصا وأن أسعار الخدمات السياحية قد تعرف بعض الارتفاع نتيجة المرحلة الحالية.
وأكّد زمراني أنه من إعادة تنشيط القطاع السياحي سيحتاج وقتا ليعود إلى سابق عهده، مشيرا أن الموسم السياحي لهذا الصيف لن يستطيع تعويض جميع الخسائر التي راكمها القطاع منذ 4 مارس، والتي ستتبعها في ظل افتقار إلى رؤية واضحة لما سيؤول إليه الوضع.
وختم المتحدث تصريحه بالإشارة إلى كون السياحة بحاجة إلى دعم جاد، مع تبني خطة لإنعاش القطاع الذي أمضيت فيه عقود من أجل بنائه كوجهة سياحية عالمية، من أجل إعطاء الأمل لأجيال جديدة لبناء نظام اقتصادي سياحي واعد، مشيرا أنه سيكون من المخاطرة التماطل في اتخاذ إجراءات حقيقية تخرج القطاع من النفق المسدود.