نورالدين بازين
لم تكن خرجة رئيس جماعة سيدي عبد الله غيات البيجيدي عبد الحق السباع، وهو يلتقط صورا مع العلب الكارتونية الخاصة بالمساعدات الغذائية التي بعثها إليه عبد العزيز أخنوش بصفته الشخصية بناء على طلب من الرئيس، بريئة وغير ذي قراءة لما وراء السطور.
أن يطلب رئيس جماعية سيدي عبد الله غيات المنتمي لحزب العدالة والتنمية من عزيز اخنوش بصفته الشخصية دعم الأسر الفقيرة والمعوزة بالجماعة، ويبعث إليه بألفي قفة من المساعدات الغذائية عوض 120 قفة التي طلبها الرئيس السباع، فهذه في حد ذاتها رسالة واضحة لأخوان الرئيس في الحزب، وكأنه يقول لهم ” انظروا يا إخواني في حزب العدالة والتنمية ماذا فعل عزيز اخنوش من إحسان للأسر الفقيرة بجماعة سيدي عبد الله غيات ..جزاه الله عنا خيرا…”
أكيد أن الكثيرين ذهبوا مليا إلى قراءة الصور بفهم سياسي ماكر محض، لكن وباعتبار أن عزيز أخنوش يقطن بجماعة سيدي عبد الله غيات فمن الطبيعي أن يمد يده إلى أبناء القبيلة والجماعة باعتباره واحد منهم ، وما يسري عليهم يسري عليه، ومن الطبيعي أن يكون رئيس جماعة سيدي عبد الله غيات بصفته رئيسا للجماعة مسؤولا عن توزيع المساعدات الغذائية التي طلبها من أخنوش بصفته من قاطني المنطقة، وذلك تحت إشراف السلطات المحلية بالحوز، وقد يكون الخطأ الوحيد الذي وقه فيه الرئيس السباع هو عدم اشراك السلطات.
فمسألة الإحسان ومد يد العون للفقراء والمعوزين في زمن الوباء، هي مسألة بديهية ولا تستند على قانون أو لون سياسي، مادام أن الناس فرج كربتهم ، وليكن ( المحسن) كفيما كان لونه وعرقه وميوله السياسية. وهذا ما استند عليه رئيس جماعة سيدي عبد الله غيات،الذي يكون قد أحس بتخلي إخوانه في الحزب عن دعمه وسد الأفواه الفقيرة والمعوزة ولم يجد غير أن يستعين بعزيز اخنوش لدعمه، الذي فتح فجوة كانت مغلوقة في وجه الرئيس عبد الحق السباع، من خلال مطالب المواطنين والمواطنات له لمساعدتهم في هذه الأيام الوبائية.
إذن، فإن من يحاول الأن الركوب على هذه المساعدات الغذائية التي مدها أخنوش بصفته من قاطني الجماعة، للفقراء والمعوزين،وربطها بالسياسة والاحزاب وتسييسها من خلف الستار لضرب الرئيس في العمق، إنما هو واه وغير مدرك للوضعية التي يعيشها الناس بجماعة سيدي عبد الله غيات.
فاتقوا الله في الناس و أن لا يكون همكم الأوحد هو الكراسي.. واتركوا الناس تفعل الخير..
